اليوم الثلاثاء 01 إبريل 2025م
استشهاد باسل عودة حميدان السميري بعد قصف مدفعية الاحتلال المنطقة الشرقية لبلدة القرارة شمالي خان يونسالكوفية تطورات اليوم الـ 15 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية مدفعية الاحتلال تستهدف المناطق الغربية من مدينة رفح جنوبي قطاع غزةالكوفية إصابات بعد قصف الاحتلال مركبة مدنية في مخيم الشاطئ غرب غزةالكوفية إصابات جراء إطلاق طائرات مسيرة النار على نازحين وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزةالكوفية من جديد جيش الاحتلال الإسرائيلي النازي يهدد اهالي رفح بالنزوح فوراالكوفية الصحة: 42 شهيدًا و183 إصابة وصلوا مستشفيات غزة خلال 24 ساعةالكوفية في أيام عيد الفطر.. نزوح قسري وصعوبة في التنقل شرق رفح تحت نيران الاحتلال!الكوفية المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: قطاع غزة يموت تدريجياً بالتجويع والإبادة الجماعيةالكوفية غزة تحت الحصار: الموت البطيء بالتجويع والإبادة الجماعيةالكوفية ناشطون إسرائيليون يعلنون الانتقال من التظاهر إلى العصيان المدني السلمي ضد حكومة نتنياهوالكوفية منظمة الصحة العالمية تدين "مقتل" 8 مسعفين في هجوم إسرائيلي على رفحالكوفية الخارجية الأمريكية تحمل حماس مسؤولية الأوضاع في غزةالكوفية الاحتلال يشن غارة على المحافظة الوسطى في قطاع غزةالكوفية نتنياهو يعيد النظر في تعيين شارفيت رئيسا للشاباكالكوفية شهيدان إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في محيط محطة تحلية مياه دير البلح وسط قطاع غزةالكوفية شهيد برصاص الاحتلال قرب منطقة وادي غزة شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية بقلم المهندس سعيد المصري.. بين العدالة والمساواة: هل تعيد سياسات الولايات المتحدة تعريف التوازن الاجتماعي؟الكوفية رئيس وزراء لبنان: الغارة الإسرائيلية "خرقا واضحا" للهدنةالكوفية ترامب يعلق على إدانة مارين لوبان.. "قضية ضخمة جدا"الكوفية

عيد حزين في غزة...!

19:19 - 30 مارس - 2025
 أكرم عطا الله
الكوفية:

طفلة صغيرة متناثرة الشعر تحمل وعاءها الصغير وتزاحم وسط حالة من الفوضى للحصول على بعض الطعام.. تصفعك الصورة حد الصعقة، كيف ولماذا تتخيل أنه لا إخوة لها وإلا لكانوا يزاحمون مكانها، وربما استشهدت عائلتها، وربما بقيت هي وأمها، وربما بعض إخوة أطفال، أو ربما بقيت وحدها تصارع البقاء.. تأخذك الهواجس؛ حيث لا سبيل سوى حزن طويل بات يعشش لسنوات لن تنجو منه غزة التي ضربها زلزال آدمي متوحش لا يتوقف عن القتل ليل نهار، بل يتفاخر بما يرتكبه من جرائم ستبقى شاهدة على مأساة لإنسانية تجردت من إنسانيتها وهي ترى لعام ونصف العام كل هذا البؤس والدمار.
كيف سنشفى من هذا الجرح الذي غرزه السيف الإسرائيلي في روحنا محولاً أطفالنا إلى شظايا؟ وكيف سنشفى من شقاء طفلة وجدت نفسها تصارع الحياة وفقدت عائلتها وتلاحقها الطائرات بكل ما تملك من أسلحة الدمار؟ والسؤال الساذج الذي نكتبه دوماً هو: كيف ستشفى البشرية من فضيحتها الأخلاقية التي ستلاحقها طويلاً بعد هذا العري الذي عاشته وهي تتفرج على لحم غزة وأطفالها لدرجة أن يخجل منها وزير إسرائيلي متطرف سابق مثل موشيه يعالون، ويقول: إن اسرائيل ترسل جيشها لقتل الأطفال في غزة قبل أن تنفتح عليه بوابات جهنم في الدولة التي أجمعت على إرادة إبادة الآخر عائدة لمقولة: إن الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت.
لا عيد في غزة لدى هذا الشعب الحزين الذي تخلى عنه القريب والبعيد، فقد ظهرت الأمة العربية على حجمها الحقيقي بعد أن حاولت أن تعطي لنفسها بالشعر والخطابة وزناً في عالم اتضح أنه لا يقيم وزناً لها، وانكشفت الأمة الإسلامية وكأنها لا تدرك أن صورة أشلاء تفطر ألف صائم، لكنها كالعادة هي الأمة التي تهرب من واقعها نحو تخيلاتها، فقد أقنع كيسنجر ذات مرة الدول العربية بالمساهمة بالمال والرجال في حرب أفغانستان؛ بأن حربهم الدينية ضد الاتحاد السوفياتي الكافر ستعفيهم من سؤال عدم تحرير القدس، قائلاً: فمن سيجرؤ عن سؤالكم عن القدس وأنتم تدافعون عن الدين؟ تلك هي قصة الأمة المتكررة.
وحيداً وجد الغزي نفسه يتيماً من كل الآباء، انهارت أمامه كل ما أنتجته الثقافة العربية من قيم متخيلة حاول أن ينسبها لنفسه كالعزة والكرامة والنخوة والشرف، وكل ما قيل من مصطلحات يتم تداولها لدى أمم تكررها، خشية من أن تكتشف الحقيقة وتغلف نفسها بالوهم حتى لا تجد نفسها أمام أم الحقائق أنها مجرد أمة مهانة مضروبة تتصارع فيما بينها على الثروة والجاه.
لا شيء يقال لأهل غزة في هذه المحرقة المستمرة بلا توقف والنار التي تحاصرهم من كل الاتجاهات من البر والبحر والجو، ولا باب للنجاة أو الهروب.. إنه حكم جماعي بالإعدام بكل الوسائل وأحدث ما أنتجته المصانع الأميركية من أسلحة، فقد تحولت غزة إلى مقبرة جماعية لا تجد فيها سوى الدم والدموع التي تسيل بلا توقف؛ لأن لا أحد في العالم قادر على ردع اسرائيل.
عيد كئيب على غزة التي أدمنت الحزن كما الأعياد التي مرت في هذه الحرب.. عيد للبكاء على الأحبة الذين كانوا وقود حطبها. يتذكر الغزيون الأحبة الذين كانوا يقيمون شعائر الفرح منذ الفجر يقبلون على الحياة بِنَهَم لا مثيل له ويصنعون الحب في منطقة لم تخلق سوى لتكتب المأساة وتعيد قراءتها على الأجيال لتحفظها على جلدها الذي تشرعه للرماح الغادرة.
في العيد حزن يلف غزة وشوارعها وبقايا أطلالها وذكرياتها التي كانت يوماً، وما تبقى من رجالها ونسائها وأطفالها وعجائزها التي كان البؤس رفيق عقود رحلتها الطويلة من نكبة إلى نكبة دون أن تلتقط أنفاسها. فقد كانت الحياة مجرد استراحات متقطعة بين الرصاص.
أما آن لغزة أن تستريح أم كتب عليها أن تصادق الموت للأبد؟ تلك مسؤولية أبنائها الذين لا يدخرون ما لديهم من فائض اندفاعة ومغامرة وهم يشاهدون العالم، خاصة القريب، يشاهد لحمهم الموزع على الأسطح والبنايات، ربما هذا درس التاريخ الأبرز.
لا كلام يقال وسط المقتلة، ولا كلام يكتب يمكن أن يغطي جبال الحزن. ففي كل شارع مقبرة وفي كل بيت مأساة، وفي كل زقاق ذكريات تعرضت للاغتيال وذاكرة تم اغتيالها، يأتي العيد لأناس يقيمون على ركام البيوت بعد أن كانوا يزينونها بالأبناء وبالحب، ليتحول إلى طقس للبكاء على حلم مضى كانت فيه غزة تشبه المدن وكانت الناس تشبه العائلات، وكان العيد يشبه الفرح، وكان الأطفال يشبهون الأطفال، والنساء كنّ يشبهن النساء، وكان للشوارع لون وطعم ورائحة قبل أن تستولي عليها روائح الموت. ما حدث لهذه المنطقة سيكتبه التاريخ مكللاً بعاره للأبد.. طوبى للغزيين لأنهم يرثون الحزن ويسيرون صباح العيد بالدموع حجيجاً نحو دروب المقابر.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق