الكوفية:أكّد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن تصاعد ممارسة جرائم هدم المنازل الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، يُشكّل تجلياً خطيراً لجوهر المشروع الإسرائيلي القائم على التطهير العرقي كخيار استراتيجي ضمن بنية استعمارية تسعى لاقتلاع شعبنا من أرضه وإعادة هندسة ديموغرافية الارض المُحتلة على أسس استعمارية إحلالية.
وأضاف القيادي الفتحاوي: "إن جريمة الحرب الإسرائيلية المتمثّلة في هدم المنازل هي أداة بنيوية للإرهاب الاستعماري الإسرائيلي المنظّم الهادف إلى محو الوجود الفلسطيني من على خارطة وطننا، عبر التهجير القسري، والتجريف الجغرافي السكاني، وإحلال المنطق الاستعماري مكان الحق الوطني".
وأشار إلى أن "أكثر من 40 ألف فلسطيني وفلسطينية تم تهجيرهم قسراً خلال أسابيع قليلة من منازلهم في مخيمات شمال الضفة الغربية المحتلة، في مشهد يعكس بوضوح ما وصفه بـ'الهندسة الديمغرافية الإسرائيلية الإجرامية' التي تسخّر أدوات البطش العسكري الغاشم في محاولات الاحتلال البائسة لتفكيك النسيج الاجتماعي والسياسي الفلسطيني".
وقال دلياني: "الاحتلال الاسرائيلي هدم 311 منزل فلسطيني في الضفة المحتلة منذ بداية العام، منها 54 منزلاً في القدس المحتلة وحدها. والأسوأ من ذلك، أن دولة الاحتلال تُجبر بعض العائلات على هدم منازلها بأيديها، كما حدث 18 مرة في القدس خلال الأشهر الثلاثة الماضية، في صورة فجّة للإذلال المنظّم، والاذى النفسي للذات الجَمْعية، ومحاولة جديدة لممارسة الإخضاع ضمن منظومة القهر الاستعماري الإسرائيلي".
وختم دلياني بالإشارة إلى أن "صمت المجتمع الدولي، بل وتواطؤ بعضه، هو ما أعطى دولة الاحتلال الضوء الأخضر لتكثيف جرائمها في سياق الإبادة الجماعية، والفصل العنصري، والتطهير العرقي، دون رادع أو مساءلة". وأكّد أن "شعبنا الفلسطيني، وفي مواجهة هذا المشروع الاستعماري الإجرامي، سيبقى صامداً، راسخاً، ومتمسكاً بحقه التاريخي والوطني، فوجودنا غير قابل للتفاوض، وهويتنا غير قابلة للمحو، وحقوقنا غير خاضعة لإملاءات المحتل".