اليوم الاثنين 21 إبريل 2025م
صاحب الغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث ينعي قداسة البابا فرنسيسالكوفية تطورات اليوم الـ 35 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية بالفيديو || "القسام" تعرض مشاهد لكمين "كسر السيف" ببيت حانونالكوفية نتنياهو يمثُل للمرة الـ23 أمام المحكمة المركزية للرد على تهم فسادالكوفية 39 شهيدًا و62 إصابة وصلوا مستشفيات غزة خلال 24 ساعة الماضيةالكوفية نادي الأسير: تصاعد الجرائم الممنهجة بحق الأسرى وتدهور صحي واسع في صفوفهمالكوفية "التعليم العالي" تطلق مُسابقة أفلام وثائقية طلابية حول الحرم الإبراهيميالكوفية الأونروا: لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطينيالكوفية ثلاثة شهداء إثر قصف الاحتلال مناطق في خان يونسالكوفية بالأسماء: الاحتلال يُفرج عن 10 أسرى من قطاع غزةالكوفية الاحتلال يعتقل 20 مواطنا من الضفة بينهم أطفالالكوفية "التربية والتعليم العالي" تعلن عن منح دراسية في باكستانالكوفية الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيسالكوفية مصر تدين دعوات منظمات استيطانية إسرائيلية متطرفة لتفجير الأقصىالكوفية المنتخب الفلسطيني يفوز بوصافة كأس أفريقيا للمواي تايالكوفية 8 شهداء وإصابات إثر قصف الاحتلال مناطق في قطاع غزةالكوفية أسعار الذهب تبلغ قمة غير مسبوقةالكوفية الطقس: الحرارة أعلى من معدلها السنوي بحوالي 6 درجاتالكوفية أبرز عناوين الصحف الفلسطينيةالكوفية الاحتلال يهدم منزلين في بلدة نعلين غرب رام اللهالكوفية

السياسات الأميركية... خطوط متداخلة ومفاجآت

14:14 - 14 مارس - 2025
رضوان السيد
الكوفية:

فاجأتنا السياسات الأميركية أخيراً بأمرين: المفاوضات السرية بين المندوب الأميركي ومسؤولين في «حماس» لأسبوعين أو أكثر - والسلطة السورية تتفق مع الأكراد ومع الدروز بعد الأحداث الأمنية المفزعة في مدن الساحل السوري.

تأتي المفاجأة أو المفاجآت لجهة غزة و«حماس» من أنّ الإسرائيليين بعد انتهاء المرحلة الأولى من شروط الهدنة، يرفضون البدء بمفاوضات المرحلة الثانية، ويقولون إن الجيش الإسرائيلي يستعد للعودة للحرب. هل نسّق الترمبيون أو ينسقون مع إسرائيل في مفاوضاتهم مع «حماس»؟ يقول إعلاميون أميركيون وإسرائيليون إن بنيامين نتنياهو ووزراء في حكومته مستاؤون من المفاوضات السرية العجيبة، لكنهم لا يستطيعون التمرُّد على التكتيكات الترمبية التي تملك كثيراً من المنعرجات، وقد تؤدي للوصول إلى أهداف لا تريدها إسرائيل. بينما يظل الرئيس الأميركي دونالد ترمب ووزير خارجيته واثقين من أنّ كل ما يقوم به الأميركيون هو لصالح إسرائيل. وفي الوقت نفسه أميركا هي الدولة الأعظم في العالم، وعندها مصالح كبيرة وكثيرة في الشرق الأوسط، منها حماية أمن إسرائيل، لكنها لا تقتصر عليها. هل تتفق أميركا مع «حماس» على ترك السلاح وعدم التأثير في حاضر القطاع ومستقبله؟ يبدو من إشارات متعددة أنّ «حماس» مستعدة لإلقاء السلاح أو تنظيمه في مقابل المشاركة في الحياة السياسية في قطاع غزة والضفة؛ في حين يريد الإسرائيليون إلغاء «حماس» قاطبة. ماذا سيحدث خلال أسبوع أو أسبوعين في المفاوضات بين إسرائيل والوسطاء، وماذا يحدث بين أميركا و«حماس»؟!

ولنلتفت إلى المشهد السوري. لقد حدثت تمردات في مدن الساحل السوري قادتها عناصر من بقايا نظام الأسد وأخيه ماهر في الأيام الثلاثة بدءاً بيوم السبت، سقط فيها ما يزيد على الألف قتيل نصفهم أو أكثر من المدنيين، في حين فقدت قوات الأمن في الهجمات أكثر من ثلاثمائة قتيل. ودعا عرب ودوليون إلى حماية المدنيين وعدم السلوك سلوكاً طائفياً من جانب قوات السلطات. وقد اعترف أحمد الشرع بأنه حصلت تجاوزات كثيرة، وشكّل لجنة تحقيق لدراسة التفاصيل، والرواية الرسمية أن بقايا قوات الأسد، مع جهة أجنبية، هم الذين بدأوا بهذه الاضطرابات. وقد تنبأ كثيرون معظمهم من خصوم الحكومة السورية الجديدة بالمزيد من الاضطراب، ودعوا المجتمع الدولي لاستنكار المذابح. وحدثت تناقضات في تصريحات الأوروبيين، وفي تصريحات الأميركيين. ففي حين قالت مصادر إنّ بقايا نظام الأسد هي التي ابتدأت العدوان على قوات الأمن، أبرزت مصادر أخرى أخباراً عن مذابح ضد المدنيين!

وعلى أي حال، ما كادت السلطات السورية تعلن عن تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث، وأن العمليات بالساحل توقفت، حتى أُعلن فجأة عن اتفاقين؛ الأول بين الأكراد («قسد» ومظلوم عبدي) وأحمد الشرع على حلّ المشكل نهائياً والاندماج في قوات الدولة الجديدة - وأُعلن عن اتفاقٍ آخر بين أحمد الشرع والدروز في السويداء. كل المراقبين يعرفون أنّ موقف الأكراد السوريين ضعيف لوقوعهم بين الجيش التركي من جهة، وقوات الشرع من جهة ثانية. لكنهم، رغم ذلك، لا يستطيعون إجراء اتفاق مع الشرع من دون موافقة القوات الأميركية التي تحميهم من سنوات. الشرع قال في حديثٍ مع «رويترز» إنه لا تواصل مع إدارة ترمب حتى الآن، لكنّ أبوابه مفتوحة. والشائع أن الأميركيين يريدون الانسحاب، لكنهم لا يستطيعون ذلك، إن لم يتفق الأكراد مع سلطة الشرع، وإن لم يمهلهم الأتراك وهم مفتوحو الأفق على أميركا وعلى روسيا. لماذا اطمأن الأكراد فجأة، وما الضمانات الأميركية؟

وكان موقف قسمٍ من الدروز متصلباً وسط الإغراءات الإسرائيلية بمساعدتهم، ولديهم خطط لتقسيم سوريا إلى طوائف متناحرة بحجة حماية الأقليات الدرزية والعلوية؛ فلماذا فكر الدروز بالاتفاق مع حكومة الشرع؟ وما موقف إسرائيل التي استمرت في الإغارات على الأرض السورية انطلاقاً من الجولان المحتل؟ فلهذه الجهة أيضاً لنفكر بالموقف الأميركي الذي لا يستطيع الإسرائيليون معارضته!

يقول مراقبون لسياسات ترمب إنه يقول ما لا يفعل، ويفعل ما لم يقله! الأوروبيون يميلون للتهدئة في سوريا، ويبدو أنّ الأميركيين كذلك. لكنّ الغموض لا يزال يحيط بالموقف، وترمب يصرخ ويرفع سلاحه، وفي الوقت نفسه يندفع باتجاه التفاوض على سائر الملفات! وكأنما هو يملك الكلمة الأخيرة في كل دول المنطقة والعالم، والويل لمن يتجاهل ذلك.

إلى أين تسير الأمور وسط التدخل الأميركي في كل مكان؟ لقد توقفت كل الاشتباكات الكبرى في عهد ترمب. الإسرائيليون غاضبون لكنهم لا يستطيعون المعارضة. أما في سوريا فقد ظلّ الرهان بيد الشرع، لكنه لا يستطيع التقدم إلاّ بالرضا الأميركي والصمود العربي من ورائه!

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق