اليوم الجمعة 23 مايو 2025م
رئيس الأركان الاسرائيلي يفصل جهاز الشاباك المكلف من الجيشالكوفية جنرال سرائيلي سابق: نتنياهو لا يملك شرعية لمواصلة الحرب وشرعيتنا “في أسوأ حالاتها اليومالكوفية باراك: احتلال غزة وتهجير سكانها مجرد أوهام سترتد على "إسرائيل"الكوفية 33 شهيدا نتيجة قصف الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليومالكوفية تطورات اليوم الـ 67 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية مصادر محلية: قوات الاحتلال تشن حملة مداهمات خلال اقتحام بلدة برقين غرب جنينالكوفية جيش الاحتلال ينسف منازل سكنية شمال قطاع غزةالكوفية صافرات الإنذار تدوي في "تل أبيب" وسط فلسطين المحتلة بعد إطلاق صاروخ من اليمنالكوفية صفارات الإنذار تدوي في "تل أبيب" ومحيطها وسط فلسطين المحتلةالكوفية قوات الاحتلال تعتقل شبان خلال اقتحام ضاحية شويكة شمال طولكرمالكوفية طائرات الاحتلال الحربية تشن غارتين على محيط المستشفى الأوروبي شرق خانيونسالكوفية جيش الاحتلال ينفذ عمليات نسف لمبانٍ سكنية في شمالي قطاع غزةالكوفية إصابة مواطنين برصاص قوات الاحتلال في مدينة الخليلالكوفية مصادر طبية: 85 شهيدا حصيلة غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر الخميسالكوفية قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز خلال اقتحامها مدينة نابلسالكوفية قوات الاحتلال تطلق قنابل غاز خلال اقتحام شارع فيصل بمدينة نابلسالكوفية مصابون في قصف الاحتلال منزلاً لعائلة عليوة محيط مركز الشرطة بحي الزيتون شرق غزةالكوفية مراسلنا: غارتان للاحتلال استهدفتا بلدة دير انطار في قضاء بنت جبيل جنوب لبنانالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تشن سلسلة غارات عنيفة على جنوب لبنانالكوفية دلياني: تأييد غالبية الإسرائيليين لجرائم التجويع الإبادي في غزة هو تجسيد لموت الضمير الجمعيالكوفية

من يوقف تغول كورونا؟

15:15 - 28 مارس - 2020
طلال عوكل
الكوفية:

هكذا فجأة ولكن ليس بدون مقدمات ودوافع وأهداف، ترتفع في فضاءات العالم أسهم فيروس يطغى على كل الأسماء والدول والمشاهير، ليتربع على رأس قائمة المشاهير.

لا يستهتر الفيروس المتوحش بأقرانه من أسلحة الدمار الشامل، المخزونة لدى العديد من دول العالم، ويمكن في حال تفعيلها أن تدمر الكرة الأرضية بضع مرات، لكنه السلاح الممكن استخدامه ويتيح لمن يملكون القوة بأن يعيدوا صياغة معادلات القوة الدولية، وأن يعيدوا صياغة الفكر والاستراتيجيات السياسية، والقيم التي تنبني عليها المجتمعات.

يكشف الفيروس المتوحش ادعاءات قيمية بقيت لفترة طويلة من الزمن سلاحاً لتغذية الصراعات وإشعال الفتن داخل المجتمعات وبين الدول. الأمر يتعلق بصدقية الالتزام بحقوق الإنسان وبالمحافظة على السلم والأمن الدوليين، وحدود الاستقلالية في ظل التقدم التكنولوجي الهائل، الذي جعل العالم قرية كونية صغيرة، تتجاوز التعاملات فيها كل الحدود الطبيعية والمصطنعة.

ثمة دلالات عميقة للطريقة التي تتعامل من خلالها الدول المتقدمة أساساً مع الانتشار السريع للفيروس، إذ لا يمكن تجاهل تصريح لرئيس الوزراء البريطاني جونسون، الذي دعا مواطنيه للاستعداد لوداع أحبابهم أو لتصريح رئيس الوزراء الإيطالي الذي قال إن الفيروس خرج عن السيطرة في بلاده وبقي الأمر بيد السماء.

لا تعكس مثل هذه التصريحات أي أبعاد إيمانية بقدر ما أنها تعكس رؤى تخدم سياسات ومصالح للمتربعين على عرش رأس المال الاحتكاري وصناع القرار عند من يتحملون العبء الأكبر من المسؤولية عن حياة سكان الأرض.

مقابل ذلك تقف قيم أخرى تشمل أغلبية سكان الأرض، وفي مقدمتهم الصين التي يسكنها ما يقرب من خمس سكان الكرة الأرضية، فتظهر حرصاً على حقوق مواطنيها في الحياة وتجند كل إمكانيات الدولة والمجتمع لمحاصرة الفيروس والقضاء عليه.

إذا شئنا أن نصنف الدول العربية فإنها رغم ضعف إمكانياتها في مجال مكافحة الأوبئة أو الأسلحة البيولوجية، فإنها تنتمي إلى الفريق الذي يحرص على حياة الإنسان، ولذلك فإن معظمها سارعت لاتخاذ إجراءات فعالة لمحاصرة الوباء، وحصنت نفسها من مربعات احتضان الفيروس.

اليوم في ضوء الانتشار السريع للفيروس وتباين سياسات مواجهته تظهر مدى أنانية بعض السياسات والاستراتيجيات، ويظهر مدى هشاشة المنظومات الدولية الجماعية في مواجهة ما يتعرض له الجميع بدون استثناء.

ربما كان النظام الدولي القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، واحداً من الاستهدافات لإعادة بناء نظام دولي مختلف يشهد تنافساً قوياً بين عالم القطبية الواحدة وعالم تعدد الأقطاب. هذه العملية التي تتم قسراً لم تبدأ بظهور وانتشار الفيروس، سواء كان ذلك بفعل فاعل أو كان ظهوراً طبيعياً، وإنما بدأ منذ أن قررت الولايات المتحدة استهداف دور الأمم المتحدة ومؤسساتها، حتى لا تقوى على القيام بالحد الأدنى من مسؤولياتها إزاء حماية السلم والأمن الدوليين.

ويظهر اختلاف السياسات في مواجهة الانتشار السريع للفيروس، الذي يهدد حياة الملايين خصوصاً من كبار السن، الاختلال الكبير والفاضح لمدى اهتمام دول كثيرة بملف الصحة العامة، لصالح تخصيص موازنات ضخمة لإنتاج وتجارة الأسلحة ووسائل الدمار كقطاع يدر الكثير من الأرباح على حساب أرواح البشر، ولولا ذلك لما كان لهذا الفيروس أن يستبد إلى هذ الحد باستقرار وحياة الناس على هذا القدر الشامل.

الفيروس لا يزال يتجول وينتقل بسرعة، عابراً للحدود ومتجاوزاً كل القيود ويفرض أحكامه على الجميع بدون أن يحدد موعداً لتوقفه، فهل من يتنطح للمسؤولية عن وقف تغوله على البشرية؟

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق