- 4 شهداء بقصف الاحتلال منزلا في شارع الفلاح وسط مخيم المغازي وسط القطاع
- مسيرة اسرائيلية تلقي قنبلة على مركب صيد في رأس الناقورة جنوب لبنان
- جيش الاحتلال الإسرائيلي ينفذ عملية نسف جديدة في بلدة بيت لاهيا شمال غربي قطاع غزة
ما حدث بالأمس في مجلس العموم البريطاني ليس حدثًا عابرًا، فالمساءلة الجادة التي جرت لسفيرة الاحتلال تمثّل فعلًا هامًا وضروريًا، ومشهدًا يحمل الكثير من الدلالات. فالأمر لم يكن مجرد ردّة فعل خافتة، بل موقف دبلوماسي جاد وحاد على مستوى رفيع. وقد تابعت الكلمات التي قالها الأعضاء والمداخلات التي جاءت بلغة قوية، غير معتادة، خاصة كلمة وزير الخارجية البريطاني، الذي قدّم مرافعة رافضة لكل أشكال الإبادة التي تحدث في غزة، ولكل محاولات التهجير وطرد السكان، واستمرار الحصار، ومنع إدخال الطعام والدواء.
وفي موازاة المساءلة لسفيرة الاحتلال في بريطانيا، والقرارات القاضية بفرض عقوبات على الكيانات الاستيطانية، جاءت مصادقة البرلمان الإسباني على حظر تجارة الأسلحة مع الاحتلال، واستبعاد الكيان من جميع الفعاليات الثقافية. كما صدرت دعوات مترافقة من فرنسا وهولندا لفرض عقوبات على الكيان من قبل الاتحاد الأوروبي، إلى جانب تحركات أخرى على صعيد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتصريحات رئيس الوزراء الفرنسي التي جاءت تدعو دول الاتحاد الأوروبي باتخاذ مواقف للضغط على الاحتلال من أجل وقف الحرب. هذه مواقف مهمة يجب استثمارها بالشكل الصحيح، في مسار يخدم عدالة القضية الفلسطينية، ويوقف حرب الإبادة والتجويع واتساع رقعة القتل والتدمير، إلى جانب محاكمة ومحاسبة الجناة، مرتكبي المذابح والمجازر في المحاكم الدولية.
إنه تحوّل مهم، وتحركات أوروبية هامّة لوقف ما يتعرض له شعبنا من إبادة جماعية، وهذا ما يُغضب الكيان ويكشف الغطاء الذي ظل يحتمي به، ويراهن عليه طيلة الأشهر الماضية. فقد شاهد العالم سيل البشاعة الذي تدفّق منذ أكتوبر 2023 وحتى اليوم، ورأى الجرائم التي ارتُكبت بحق الأبرياء من المدنيين، وكم كان سيكون إنسانيًا لو أن هذه المواقف اتُّخذت منذ اليوم الأول لبدء المجازر، لأنقذت عشرات الآلاف من الموت، ولما بلغ الخراب ما بلغه اليوم. وكم انتظر أهل غزة مثل هذه المواقف، التي كانت بمثابة أمل لهم، لرفع الظلم عنهم ووقف هذه الحرب البشعة.
إن المواقف الأوروبية تستدعي ترجمتها على أرض الواقع بشكل عاجل، كي تمحو عن نفسها بعضًا من العار الذي لحق بها بسبب صمتها الطويل، ووقوفها على ضفة الحياد خلال الأشهر الماضية، بينما الناس في غزة يموتون ظلمًا وقتلًا وجوعًا. فلا وقت للانتظار، ففي كل دقيقةٍ يقضي القصف على عائلة، وفي كل ساعةٍ يسقط العشرات من الشهداء والجرحى، بينما الجوعُ يتهدّد آلاف الصغار الذين لا يجدون طعامًا، ولا حليبًا، ولا دواءً.
..........
المواقف الأوروبية تستدعي ترجمتها على أرض الواقع بشكل عاجل، كي تمحو عن نفسها بعضًا من العار الذي لحق بها بسبب صمتها الطويل، ووقوفها على ضفة الحياد خلال الأشهر الماضية.