- إطلاق نار من آليات الاحتلال شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة
التخوف من وصول بيرني ساندرز المرشح لنيل بطاقة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية ليس فقط لأنه عامل طرد لرجال الأعمال والمتبرعين للحزب الديمقراطي بسبب أفكاره الاشتراكية والشيوعية، لكن التخوف يصل لأبعد من ذلك حيث يخشى البعض دعمه لأنظمة تعادي الولايات المتحدة الأمريكية مثل فنزويلا وكوبا وإيران وكوريا الشمالية ، فالرجل الذي أمضى شهر العسل في الإتحاد السوفيتي السابق كان صديق للزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو ، ومؤيد للرئيس الفنزويلي السابق هوجو شافيز سلف الرئيس الحالي نيكولاس مادورو الذي رفض ساندرز اعتباره ديكتاتوراً ، لكن كيف تنظر إيران وحلفاؤها في المنطقة خاصة حزب الله لبيرني ساندرز ؟ وهل يمكن أن يعيد ساندرز الزخم للعلاقات مع محور روسيا ـ إيران ـ فنزويلا حال وصوله للبيت الأبيض ؟
غالبية استطلاعات الرأي تمنح ساندرز المكانة الأولى في سباق المرشحين الديمقراطيين لنيل بطاقة الترشح عن الحزب في الصيف القادم بعد أن فاز بولاية نيوهامبشير وحل ثانياً في ولاية أيوا ،وحصل في استطلاع صحيفة واشنطن بوست على 32 % من أصوات الديمقراطيين ، وهو ما يجعله يتفوق بنسبة 15 % على جو بايدن نائب الرئيس السابق باراك أوباما الذي حل ثانيا، وعمدة نيويورك الأسبق مايكل بلومبيرج الذي احتل المرتبة الثالثة ، واللافت أن ساندرز يحقق هذه النتائج رغم المخاوف الكبيرة لدى مؤسسة الحزب الديمقراطي نفسها من آراء ساندرز التي تدعو لفرض ضرائب باهظة على الأغنياء ، وهو ما يدفع لهروب رجال الأعمال والمتبرعين الكبار من الحزب الديمقراطي ، ويقال أن هذا هو السبب في دفع الحزب الديمقراطي بهيلارى كلينتون بدلاً من ساندرز في انتخابات نوفمبر 2016 للحفاظ على القائمة الطويلة من المتبرعين الأغنياء ، وهو ما بات يعرف بقضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.
لكن ربما أكثر المخاوف التي يتم دراستها الآن هو كيف ستكون العلاقة بين ساندرز وإيران حال وصوله للبيت الأبيض؟.. فالرجل منحاز بشكل كامل للأحزاب والزعماء الذين يعملون في فلك الصين وروسيا بداية من كوريا الشمالية وإيران ووصولاً للأحزاب اليسارية في أمريكا الجنوبية، ويؤيد ساندرز بشكل واضح العودة لاتفاق ” 5+1 ” مع إيران الذي إنسحب منه الرئيس دونالد ترامب في 8 مايو 2018 ، وبدأ منذ 4 نوفمبر 2018 فرض الحزمة الأشد من العقوبات الأمريكية على إيران، ولا يتفق ساندرز مع الحملة التي بدأت مع رحلة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق ريكس تيلرسون إلى أمريكا الجنوبية في يناير 2018 من أجل تجفيف منابع التمويل المالي للحرس الثوري الإيراني وحزب الله حيث ينشط الحرس الثوري وإتباع حزب الله بين حوالي 200 ألف نسمة من أصول عربية في فنزويلا ، ويتركز أنصار حزب الله على طول الحدود بين فنزويلا وكولومبيا بالإضافة النشاط المحموم في المثلث الحدودي الخطير بين البرازيل والأرجنتين وشيلي ، لذلك تصنف الخارجية الأمريكية الحرس الثوري وحزب الله بالجماعتين “الإرهابية والإجرامية” نظراً لتورطهما في تجارة المخدرات وغسيل الأموال والعمليات الإرهابية على أراضي أمريكا اللاتينية التي يوجد بها أكثر من 40 مليون نسمة من أصول عربية شكلوا على مدار 41 عاماً أكثر المناطق التي تحصل منها إيران وحزب الله على دعم وتمويل مالي والتفاف على العقوبات الأمريكية والدولية، وهو ما كان واضحاً بقوة في المظاهرات اللبنانية الأخيرة خاصة في الجنوب اللبناني الذي كان يوصف بالحاضنة الاجتماعية والسياسية لحزب الله ، حيث أدى تراجع التمويل الذي كان يأتي للحزب من أنشطته في أفريقيا وأمريكا اللاتينية إلى تراجع الحاضنة الاجتماعية والسياسية
المؤكد في ضوء كل ذلك أن بيرني ساندرز لن يكون بنفس الحزم والحسم في التعامل مع إيران ووكلائها في المنطقة بما يؤكد أن طهران تراهن على هزيمة دونالد ترامب في انتخابات هذا العام، لكن ربما هزيمة ساندرز أو أي ديمقراطي آخر يساهم في جلوس إيران من جديد على مائدة التفاوض.