- جيش الاحتلال: رصد إطلاق عدة صواريخ من لبنان نحو تل أبيب
- قصف جوي إسرائيلي في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة
- القناة 12 الإسرائيلية: إطلاق أكثر من 100 صاروخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل منذ ساعات الصباح
مع ذكرى انطلاقة فتح 55، كان خروج الجمهور الفتحاوي الغزي، ومعه الجمهور الوطني، هادرا وغير مسبوق، مقارنة بمرور الذكرى في سنوات ما بعد الانقسام، وخاصة في العقد الأخير، الذي غلب عليه منع كل طرف للآخر من الاحتفال في منطقة حكمه، وشكل هذا الخروج الفتحاوي الكبير للاحتفال ظاهرة لا يمكن قياسها بمنطق السياسة أو منطق العقل الاجتماعي، لما واكب الثلاثة عشر عاما الإنقسامية من أحداث وسياسات غريبةلقيادة كل من طرفي الانقسام.
سياسة قيادة حماس لم تكن أفضل من سياسة قيادة رام الله الخاصة بقطاع غزة ومواطنيها بشكل عام، فالقمع المتواصل من قيادة حماس للفتحاويين الغزاويين، ومراقبة تحركاتهم ومنعهم من التوظف ضيق خيارات الفتحاويين في مناحي حياتهم.
عقوبات حكومة رام الله المالية لأعضاء فتح وموظفيها ومنتسبيها الأمنيين والعسكريين، لا تتناسب مع تلك الظاهرة بالخروج الهائل للفتحاويين للشارع لإحياء ذكرى إنطلاقة حركتهم، ذلك الخروج الذي فاق آلاف الأضعاف في عدد من خرجوا لإحياء الذكرى في مركز السلطة الآني في رام الله والشتات مجتمعة، ولهذا نحاول قراءة الأسباب والنتائج، وخاصة ونحن من المفترض على أعتاب محطة إنتخابات عامة ورئاسية ومجلس وطني في فلسطين.
الغريب أنه وبعد ثلاثة عشر عاما من استيلاء حماس على السلطة في قطاع غزة بالقوة المسلحة بعد فوزهم بالأغلبية في المجلس التشريعي لانتخابات 2006 وعدم تمكنهم من إدارة البلد كاملة، فآثروا أن يحسموا سلطتهم في قطاع غزة دون الضفة الغربية، رغم أنه كان من المفترض إدارتهم لغزة والضفة عبر الحكومة العاشرة التي كان يرأسها إسماعيل هنية، فكان الانقسام بعد إقتتال الشوارع ومهاجمة المقار الأمنية والاستيلاء عليها من قبل حماس بالقوة وطرد السلطة الوطنية المركزية من منطقة هى في الأصل ضمن صلاحيات رئيس السلطة وأجهزته الأمنية التابعة له، وغالبيتهم كانوا من تنظيم فتح الذي يقوده الرئيس عباس.
إستنباط النتائج من خروج الفتحاويين في ذكرى إنطلاق حركتهم بشكل موضوعي يستوجب رصد الأسباب لحدوث الظاهرة (الخروج الكبير).. والمقصود هنا بالخروج الكبير هو خروج طرفي فتح المشتبكين لإحياء الذكرى الذي يساوي مجموع الخروج الفتحاوي الكبير، ومشاركة الفتحاويين جميعهم كما نادى وطلب في خطابه بساحة الجندي المجهول قائد التيار الإصلاحي في ساحة قطاع غزة ماجد أبو شمالة، أعضاء التيار للمشاركة في مهرجان إنطلاقة فتح التي أقامها تيار فتح الموالى للرئيس عباس ورام الله في شارع الوحدة في اليوم التالي.
أسباب الخروج الفتحاوي الكبير :
هناك أسباب ذاتية وأسباب موضوعية
الأسباب الذاتية
وهما سببان رئيسيان لهما علاقة مباشرة بالحدث
– داخل تنظيمهم بسبب الخلافات التي إنفجرت داخليا بعد ضياع سلطتهم في قطاع غزة وتبادل الاتهامات بين قادتها والتي أدت لشرخ داخل الحركة بسبب تفرد الرئيس عباس، ما أدى لتشكل التيار الإصلاحي الفتحاوي بقيادة النائب محمد دحلان في ظروف غير طبيعية وإستئصالية بعد الفصل التعسفي، ودون إجراءات تنظيمية صحيحة مبنية على النظام الداخلي وحقوق العضوية والمحكمة الحركية التنظيمية، وهذا أدى إلى شرخ كبير في نفوس الفتحاويين وكرس المناطقية، وتعمق الشرخ بالعقوبات على أعضاء التنظيم وقطع الرواتب وتخفيضها لمنتسبي الأجهزة الأمنية، بالإضافة للتقاعد المبكر فقط في قطاع غزة، ما زاد من فرقتهم ومعاناتهم وذكريات مجدهم وقانون محبتهم، ولذلك ضاقوا ذرعا بما آلت إليه حالتهم النفسية وشعروا بجرح كبير.
خارج تنظيمهم خاصة في قطاع غزة بالذات، حيث تعرضوا لحملات ضغط واعتقال وإرعاب جعلت جزءا كبيرا منهم في حالة عزلة حادة توقيا لعصا حماس الغليظة التي حاولت كسرهم في البدء. وبعد رفع العصا الغليظة قليلا، أبقتهم حماس تحت المراقبة الشديدة المحبطة والاعتقال أو مراجعة للأمن الحمساوي؛ وطالت مدة حكم حماس لسنوات أحس أولئك الفتحاويين فيها بالانكسار الذي تفاقم حد الذل بعد عقوبات رئيسهم، وصار الضغط لا يطاق وأصابهم المرض والجلطات وتوفى الكثير منهم ومن تبقى أصبح يحلم بالانتصار ولو المعنوي بعد أن فقدوا إمكانية عودة سلطتهم، ولذلك كنت تجدهم ينتظرون لحظة الإحساس الآمن ليخرجوا للشارع لنصرة فتحهم ويشعروا بمجدهم بعد كل هذا العذاب الذي تعرضوا له فإنطلقوا للشارع ولمهرجانات الفتح حين شعروا بالأمان، وكان سبقهم للشعور بالأمان إخوانهم في التيار الإصلاحي بعد تحسن العلاقة بينهم وبين حماس والسماح لهم بالقيام بفعاليات، منها الانطلاقة وذكرى إستشهاد قائدهم ياسر عرفات، ولذلك كبر حجم الخارجين للاحتفال بالذكرى 55 لإنطلاقة فتح ومعهم آلاف الوطنيين الآخرين.
الأسباب الموضوعية
وهي متعددة.. وأبرزها:
النتائج: