اليوم السبت 22 فبراير 2025م
عاجل
  • جيش الاحتلال يدفع بجرافة وتعزيزات عسكرية نحو بلدة ياصيد شمال مدينة نابلس
  • قوات الاحتلال تقتحم مخيم الأمعري شمال مدينة البيرة
وكالة أسوشيتد برس تقاضي 3 مسئولين في إدارة ترامب.. ما القصة؟الكوفية ترامب يعلن استبدال رئيس هيئة أركان الجيوش المشتركةالكوفية جيش الاحتلال يدفع بجرافة وتعزيزات عسكرية نحو بلدة ياصيد شمال مدينة نابلسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مخيم الأمعري شمال مدينة البيرةالكوفية قوات خاصة من جيش الاحتلال تقتحم منطقة شارع المطار في حي كفر عقب شمال القدس المحتلةالكوفية 3 قوانين إسرائيلية تؤسس لعمليات التعذيب الممنهج للأسرى الفلسطينيينالكوفية فيديو | "الكيل بمكيالين".. مذيعة "الكوفية" تُحرج الصليب الأحمر.. والأخير يتهرب من الإجابةالكوفية وصول جثمان الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس إلى تل أبيب لعرضه على الطب الشرعيالكوفية وصول جثمان الأسيرة شيري بيباس إلى تل أبيب لعرضه على الطب الشرعي للتأكد من هويتهالكوفية هيئة بث الاحتلال: "إسرائيل" تنوي استئناف القتال في غزةالكوفية "الكيل بمكيالين".. مذيعة "الكوفية" تُحرج الصليب الأحمر.. والأخير يتهرب من الإجابةالكوفية جوهر العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة المحتلة.. سياسي أم أمني؟الكوفية قوات الاحتلال تقتحم محيط مخيم بلاطة شرق نابلسالكوفية قوات الاحتلال تداهم منزلا خلال اقتحامها لحي المساكن شرق نابلسالكوفية كيف تناول إعلام الاحتلال القمة العربية لمواجهة خطة تهجير الشعب الفلسطيني؟الكوفية بيت لحم: قوات الاحتلال تداهم منزل الأسير "أحمد العزة" المزمع الإفراج عنه اليوم السبتالكوفية تشاؤم بين سكان قطاع غزة بشأن مفاوضات اتفاق التهدئة.. فما السبب؟الكوفية هل انتهى حل الدولتين وما مصير اتفاق التهدئة في غزة؟.. "حوار الليلة" يُجيبالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينة أريحاالكوفية قوات الاحتلال تقتحم مدينتي نابلس وبيت لحمالكوفية

مرة أخرى .. منظمة التحرير وإصلاحها ...!

10:10 - 21 فبراير - 2025
أكرم عطا الله
الكوفية:

أحد أوجه مأساة الفلسطينيين أن نظامهم السياسي لم يولد طبيعياً كما كل النظم التي نشأت وتطورت في العالم، بل جاء بعد أكثر من عقد ونصف العقد من صدمة النكبة وفي منتصف ستينيات القرن الماضي، وولد مكلفا بمهمات استثنائية لا تشبه الأنظمة في العالم بأن يتولى جمع الشبان من اللاجئين وتدريبهم عسكرياً لتحرير وطنهم بالعمل المسلح، ولأن النشأة استثنائية فقد أفرزت ثقافة مختلفة لمواقع القيادة على نمط مَن الأسبق في المساهمة بما يعرف بالأقدمية أو من الأكثر شجاعة؟ فيما لم يكن الأكثر كفاءة أو الأكثر ذكاء معياراً للقيادة وانسحب ذلك على التاريخ الفلسطيني وما زال يرسخ نفسه في كل الفصائل.
منظمة التحرير لا تريد أن تصلح نفسها كما يريد الفلسطينيون، ولا تريد أيضاً أن يطالبها أحد بالإصلاح وتلك أحجية مستمرة رافقت تاريخ المنظمة منذ جورج حبش ونايف حواتمة وصولاً لحركتي حماس والجهاد الإسلامي. ولكن الفارق أن مطالبات اليسار القديمة كانت مطالبات إدارية بوجود الحد الأدنى من الانسجام السياسي للبرامج في حين أن مطالبات الإسلام السياسي تبدو متلعثمة وخصوصاً بعد التحولات السياسية التي شهدتها منظمة التحرير لجهة برنامجها المستجد بتوقيع اتفاق مع اسرائيل والاعتراف بها وهو البرنامج المختلف عليه حد العظم.
لا أظن أن هناك اتفاقاً على مفهوم الإصلاح، ولا أعرف إن كان الذين يطالبون به يدركون أن التاريخ كائن حي كجسم الإنسان تلعب البيولوجيا وعوامل التعرية فيه لعبتها الأهم، يكبر ويشيخ وتهرم خلاياه الحية كأنني أرى في خلو هذا الإدراك ما يجعل الحلم الوردي بعودة منظمة التحرير وإصلاحها ما يشبه الحلم بعودة شيخ لصباه وهو معاكس لطبيعة الأشياء. فقد جرت مياه كثيرة في النهر السياسي الفلسطيني الذي شاء قدره أن يغرق بالدم في العام ونصف العام الأخيرين ما يزيد من التباس المسألة وزيادة الهوة في البرنامج خاصة بعد مغامرة حركة حماس وفداحة الخسارة وإصرارها على نجاح التجربة حد التوق لاستكمالها في الضفة.
تشكلت منظمة التحرير في مناخات ثورية ناصرية حينها كان البرنامج انعكاس مرحلة، ووقعت اتفاقياتها مع اسرائيل بعد هزيمة العرب في حرب العراق. تلك طبيعة السياسة فهي مجرد انعكاس لموازين القوى وليست شعارات تنفصل عن الواقع حينها يكون الأمر أشبه بقراءة مختلة للحقائق. فما بين مناخ عربي يتجهز للحرب ضد اسرائيل ومناخ عربي يئس من الحروب معها ويتحفز للتطبيع مساحة هائلة يبدو فيها الفلسطيني محدود الخيارات، وحينها يرخي انعدام الكفاءة والذكاء في الحالة بظلاله على النتائج المروعة لأن النتائج هي ابنة المقدمات والمخرجات ابنة المدخلات. ولم تكن مدخلاتنا سوى خليط من الذاتية والفهلوة والسطحية التي لا تليق بقضية بهذا التعقيد، فمن الطبيعي أن نحصد هذه النتائج فحركة التاريخ لا تسير بالمزاح أو ضربات الحظ دوماً بقدر الحاجة إلى حسابات شديدة الذكاء.
المؤتمر الذي انعقد في الدوحة مطالباً بإصلاح المنظمة لم يخطئ في مطالباته التي تعكس الرغبة الفلسطينية العامة لكن الخطأ كان باختيار المكان، فالدوحة في سنواتها الأخيرة كانت محل خلاف في الحالة الفلسطينية وحتى العربية بتبنيها لحركة الإخوان المسلمين وبضمنهم فرعها الفلسطيني وهو ما كان على حساب الأخ اللدود حركة فتح، وما شكاوى الأخيرة من تغطية قناة الجزيرة حد إغلاقها سوى أحد تمظهرات هذا الانحياز ما أفقد المؤتمر أحد أبرز عناصر قوته وممكنات تأثيره التي كنا نتمنى، وسهل للذين يقفون في الجانب الآخر مهاجمته. فالمكان في علم السياسة يلعب الدور الأبرز في نجاح الخطوة السياسية أو فشلها.
ولكن منظمة التحرير التي تكلست في سنواتها الأخيرة حداً لم يعد مقبولاً بحاجة لتمثيل الفلسطينيين جميعاً، وقد حدثت انزياحات كثيرة في البنية الاجتماعية وانعكاساتها السياسية للفلسطينيين لجهة وفاة قوى سياسية كانت فاعلة وميلاد قوى سياسية جديدة لا بد أن يجري تمثيلها. صحيح أن المنظمة قد تأثرت ببيولوجيا التاريخ وشاخت لكن لا يعني ذلك التطاول عليها أو تبكيتها في مخزن التاريخ بل الحفاظ على رمزيتها كحالة أبوية فعلت كل ما عليها ليقف الأبناء على أقدامهم. ولكن دورها الأكثر أهمية بتغطية كل الأبناء وضمهم تحت عباءتها لا تركهم خارج العائلة وهو الذي يستدعي المطالبات الدائمة ليبدو كصراع مخالف لناموس الطبيعة لكن السؤال هل يقبل الأبناء التغيرات التي طرأت على جسد الأب أم يتمردون عليه؟ هنا معضلة التوافق الذي لا بد من حله، فقد لعب التمرد دوراً في إضعاف المنظمة وتلك بحاجة لحوار وطني يأخذ بالاعتبار حركة التاريخ وهو ما يدعو للتشاؤم ارتباطاً بتجربة طويلة ومريرة من عبث الحوارات والتربص المستمر وسوء النوايا وثقافة الإقصاء والتفرد.
لا ينبغي النيل من المنظمة خصوصاً في هذه اللحظة الأكثر سواداً في تاريخ الفلسطينيين حيث تتجهز اسرائيل لشطب الفلسطيني عن الخارطة السياسية وتحويل الحقوق الفلسطينية إلى حقوق مطلبية إنسانية بلا تطلعات وطنية، وحدها المنظمة من يحظى بشرعية دولية ينبغي الحفاظ عليها وتعزيزها في مواجهة الإلغاء السياسي وبالمقابل يتسبب وضع المنظمة الذي لا يسر صديقا بجعل المطالبات بإصلاحها مطلباً شرعياً وعادلاً بل يغذي يومياً تلك المطالب، أحد الأمثلة أن بيان المنظمة الذي هاجم مؤتمر الدوحة أشار إلى أن المؤتمر «يعقد في إحدى الدول» فقد خلا المؤتمر من الإشارة لدولة قطر بالاسم، وهذا وحده يجعل من الإصلاح مطلباً ملحاً لنطمئن أن لدينا منظمة لديها من الشجاعة للدفاع عن موقفها بجرأة.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق