- قصف مدفعي إسرائيلي على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة
- صفارات الإنذار تدوي في صفد وبلدات في الجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ
خاص: يصادف، اليوم السبت، الذكرى الـ 19، لمجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء بتاريخ 19 فبراير/ شباط 2003، في حيّ التفاح وحيّ الشجاعية بمدينة غزة، ارتقى خلالها 12 شهيدًا خاصة بعد منع قوات الاحتلال إنقاذ الجرحى والعثور على شهداء تحت الأنقاض، وأصيب ما يزيد على 20 آخرين بجراح وصفت جراح بعضهم بالخطيرة.
تفاصيل المجزرة
اجتاح ما يزيد على 40 دبابة وآليات عسكرية وجرافات تابعة لقوات الاحتلال، ترافقها مروحيات عسكرية كانت تطلق بين الحين والآخر زخات من الرصاص على المواطنين.
واقتحمت آليات الاحتلال حي الشجاعية ذو الكثافة السكانية العالية، من عدة محاور انطلاقًا من مواقعها الموجودة إلى الشرق من قطاع غزة في منطقة نحال عوز ومعبر المنطار ومنطقة أبو صفية بجوار المقبرة الشرقية، تحت غطاء كثيف من نيران الرشاشات الثقيلة باتجاه منازل الفلسطينيين وساندتها مروحيات عسكرية من نوع أباتشي أمريكية الصنع، والتي أطلقت 4 صواريخ ضد عدد من الأهداف الفلسطينية.
ردود الأفعال حول المجزرة
من جانبه، قال قائد كتيبة "غبعاتي"، العقيد عماد فارس، في تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن حي الشجاعية يعتبر من أكبر معاقل حركة حماس في غزة. وتم الخروج بهذه الحملة ردًا على تفجير الدبابة بالقرب من مستوطنة "دوغيت".
وأضاف، "هذه الحملة هي جزء من عدة حملات يشنها الجيش الإسرائيلي لتدمير البنى التحتية لإنتاج الأسلحة في قطاع غزة".
شهداء المجزرة
أعلنت مصادر طبية فلسطينية، إن الشهداء هم علاء ناهض الحلو وشقيقه سعيد ومنذر مروان الصفدي، وتامر درويش القطاع، الذين أصيبوا برصاص قوات الاحتلال ونسف الإرهابيين الصهاينة لمخرطة عائلة القطاع، والشهداء علي أبو الخير، وإياد عابد، وعبد الرحيم أبو النجا، ومحمد سليم السحلوب.
وأضافت، أن "الشهداء عبد الكريم بكرون، وعامر حمود الداية، وعبد الرحمن فوزي القصاص، قاموا بتنفيذ عملية استشهادية في إحدى آليات الاحتلال".
شهود عيان
وذكر شهود عيان، أن الدبابات تقدمت من أماكن تمركزها على الخط الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوغلت في شارع النزاز ومنطقة الشعف وقرب مستشفى الوفاء بغزة.
وأضاف شهود العيان، أن ملثمين دعوا عبر مكبرات الصوت من مساجد حي الشجاعية كافة المقاومين والمسلحين للخروج والتصدي لقوات الاحتلال.
وتابعوا، أن "مجموعات للمقاومة الفلسطينية شوهدت تنتشر في شوارع المدينة، وقاموا بزرع عبوات ناسفة في عدة مناطق وأطلقت صواريخ وقذائف باتجاه الآليات العسكرية ودارت اشتباكات مسلحة في عدة محاور وجوبهت قوات الاحتلال بمقاومة عنيفة".
العبوات الناسفة
وأكد شهود عيان، أن عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور دبابة صهيونية قرب مسجد السلام، مما أدى إلى إعطابها. وأعلنت كتائب القسام التابعة لحركة حماس مسئوليتها عن العملية.
وقال الشهود، إن "الشاب عبد الكريم شعبان بكرون، 21 عامًا، فجّر نفسه بعد أن وضع حزامًا ناسفًا على وسطه وهاجم الدبابة مفجرًا نفسه فيها، كما تمكن رجال المقاومة من كتائب القسام من إعطاب جرافة عسكرية.
واقتحمت دبابات الاحتلال منطقة محيط مقبرة الشهداء شرق غزة، وتقدمت إلى مفترق دوار القرم قرب مسجد أبو بكر الصديق واتجهت إلى منطقة جباليا.
نسف وتدمير
وأكد سكان في حي التفاح أن قوات الاحتلال أجبرت العشرات من الفلسطينيين على إخلاء منازلهم واحتجزتهم بين الأشجار قرب مدرسة دار الأرقم، ونسفت ورشة للخراطة تعود للمواطن محمد محيي الدين القطاع بعد أن زرعته بالمتفجرات.
وقال أحد المحتجزين، إنه "سمع أصوات ثلاثة انفجارات هائلة ولم يعرف سببها".
وأضاف شهود العيان أن قوات الاحتلال حاصرت منزلاً فلسطينيًا بعد أن أرغمت سكانه على مغادرته وزرعته بالعبوات الناسفة وفجّرته وشرّدت سكانه في العراء وسط البرد والظلام.
يتمتع حي الشجاعية بتلةٍ مرتفعة تميزه عن باقي أحياء القطاع تسمى بـ "تلة المنطار" حيث تقع أقصى شرق الحي، وترتفع بنحو 90 مترًا عن مستوى سطح البحر، والتي جعلت من التلة موقع استراتيجي عسكري ومفتاح لمدينة غزة، كانت تعسكر عليه الجنود منذ نابليون بونابرت، حيث قتل فيها الآلاف من جنود الحلفاء في الحرب العالمية الأولى أمام تصدي القوات العثمانية، دفنوا جميعاً في "مقبرة الحرب العالمية الأولى" في غزة.