نشر بتاريخ: 2025/10/23 ( آخر تحديث: 2025/10/23 الساعة: 19:42 )
جون مصلح

غرب غزة.. الهدف المخفي من وراء الإعمار

نشر بتاريخ: 2025/10/23 (آخر تحديث: 2025/10/23 الساعة: 19:42)

الكوفية قال جاريد كوشنر أمس مع فانس نائب ترامب في المؤتمر الصحفي أن الإعمار لن يطال غزة الغربية التي تسيطر عليها حماس .. تحليلنا مبني على هذا التصريح حال تطبيقه وما يحمله من دلالات عميقة وخطيرة ..

منذ أيام بدأت إسرائيل فعليا في رسم حدود جديدة داخل القطاع على طول ما اسموه بالخط الأصفر بما يعادل نحو ستين بالمئة من مساحته ترافق ذلك مع تحركات للغرفة المشتركة متعددة الجنسيات بقيادة أمريكية تضم أمريكا بريطانيا كندا ألمانيا الدنمارك الإمارات والأردن مهمتها المعلنة مراقبة وقف إطلاق النار والتخطيط لإعمار غزة الشرقية مع استقطاع مساحه عازله لضمان امن ما يسمى بالغلاف حسب ادعاءتهم بينما تبقى الغربية خارج أي خطة تطوير . لكن خلف العناوين البراقة يختبئ هدف واضح وممنهج يتمثل في فصل غزة إلى قسمين شرق مزدهر للسكان بإدارة دولية وغرب محاصر تحت ذريعة الإرهاب .

فالمطلوب ليس إعادة إعمار بل إعادة تشكيل ديموغرافي وجغرافي يقود إلى تفريغ المناطق الغربية تدريجيا من سكانها لتبقى ساحة مفتوحة لأي عمل عسكري لاحق بغطاء دولي بحجة مكافحة الإرهاب .. بينما يتم لاحقا تحويل الغرب إلى ما يشبه منطقة حمراء محظورة ومن ثم استغلالها لاحقا في مشاريع تخدم الغرب والكيان مثل ما يسمى ريفييرا الشرق الأوسط وكذلك إطلاق مشاريع الربط المائي والقنوات البحرية والسيطرة الكاملة على الساحل لاستغلال حقول الغاز المكتشفة قبالة شواطئ غزة تلك الثروات التي تُنهب أمام أعين العالم تحت غطاء الشرعية الدولية وبمنطق القوة والبلطجة .

الخطة أشبه بإعادة هندسة شاملة للقطاع من نواحى عده .حيث يتم تحويل أبناء غزة إلى مجرد أيد عاملة في مشاريع الآخرين. نعيش على فتات ما يُنهب من خيراتنا بينما تُرسم حدود جديدة تخدم مصالحهم وتمنحهم حرية التحكم في كل ما تبقى من أرضنا وبحرنا. أي قوانين أو أعراف أو ترتيبات تتم الآن تهدف إلى تقنين هذا الواقع بالقوة والقانون معا لتثبيتنا كخدم والآخرين كأسياد.

ما يجري ليس مشروع إعمار بل مشروع إقصاء وتصفيه ناعمة لقطاع غزة تبدأ بخط أصفر وتنتهي بحدود جديدة تُرسم فوق تضحياتنا و وجعنا.

 ما يُراد لغزة اليوم ليس إعادة إعمار بل إعادة تعريف. ما يُبنى على ركامها أخطر مما هُدم فيها. ويجب علينا أن نقرأ المشهد بعيون مفتوحة وأن نحذر من كل الشعارات الكاذبه والناعمة.

آلية حل ومواجهة هذا المخطط حسب تصورى يجب ان تكون من خلال هذه الخطوات مجنمعة:

1 حماس عليها التأكد فورا من الواقع ومن مدى امكانية تنفيذ تصريحات كوشنير ومنع أي ثغرة قد تُستغل لتمرير هذا المخطط

2 اعتماد الحالة الوطنية والاجماع كإطار عمل واحد لحماية الحقوق والقرار

3 اجتماع القاهرة المنعقد بين الفصائل وبمشاركه فاعله من التيار الاصلاحى الديمقراطى يجب العمل من خلاله للخروج بموقف فلسطيني موحد واعى لكشف وافشال اى مخططات ضد مصالحنا والثوابتنا ..

4 تجهيز ملف دبلوماسي ودولى للتحرك السريع لكشف بنود هذا المخطط ومدى خطورته

5 تفعيل الملف القانوني فوراً للاستعداد لرفع دعاوى ضد أي تهجير قسري أو مصادرة موارد.

6 إطلاق حملة إعلامية دقيقة تكشف النية وتحشد دعم دولى ضد الاعمار المشروط والممنهج بخطط كارثيه .ويجب ان يكون الاعمار مربوط بحمايه الحقوق لا نهبها.