اليوم الخميس 22 مايو 2025م
عاجل
  • الأمم المتحدة: مقتل 9 صحفيين في أحد أكثر الأسابيع دموية للصحفيين في غزة منذ 7 أكتوبر 2023
الأمم المتحدة: مقتل 9 صحفيين في أحد أكثر الأسابيع دموية للصحفيين في غزة منذ 7 أكتوبر 2023الكوفية إعلام عبري: إصابة عسكري إسرائيلي بانفجار قنبلة جنوبي غزةالكوفية المقرر الخاص الأممي المعني بالحق في الغذاء: على الجمعية العامة للأمم المتحدة كسر الحصار ووقف تجويع 2.3 مليون فلسطينيالكوفية المقرر الخاص الأممي المعني بالحق في الغذاء: "إسرائيل" تستخدم الجوع سلاحا ضد المدنيين في غزةالكوفية المقرر الخاص الأممي المعني بالحق في الغذاء: إذا لم تدخل المساعدات إلى غزة الآن قد يموت 14 ألف طفلالكوفية الصحة العالمية: لم نستطع إدخال أي من المستلزمات الطبية لغزةالكوفية جيش الاحتلال يعترف بفشل بالدفاع عن كيبوتس "كيسوفيم" في 7 أكتوبرالكوفية جيش الاحتلال: إصابة قائد دبابة بجراح خطيرة شمال القطاع بعد تفجير دبابتهالكوفية جيش الاحتلال يصدر أمر إخلاء لمبنى في قرية تول جنوبي لبنانالكوفية غارة تستهدف جنوب لبنان وتخلف شهيداًالكوفية الاحتلال ينسحب من بروقين وكفر الديك غرب سلفيتالكوفية برنامج الأغذية العالمي: نحن في سباق مع الزمن لوقف مجاعة شاملة ونحتاج إلى وصول آمن وغير مقيدالكوفية برنامج الأغذية العالمي: المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى غزة ليست سوى قطرة في بحرالكوفية مواقف دولية وتصريحات واعدةالكوفية 3 شهداء في قصف إسرائيلي على منزل في دير البلح وسط قطاع غزةالكوفية الاحتلال يدمر مربعاً سكنياً كاملاً بمحيط شارع النزاز شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزةالكوفية «انتفضت» أوروبا فمتى ينتفض العرب؟الكوفية إصابة شاب برصاص الاحتلال في بلدة قباطية جنوب جنينالكوفية مراسل الكوفية: طيران الاحتلال يشن غارتين على حي الشجاعية شرق مدينة غزةالكوفية هذا هو الفرق بيننا وبينهمالكوفية

قسمات وجه الأب في صورة الآلهة

15:15 - 12 يناير - 2021
الكوفية:

متابعات: يرى سيغموند فرويد من خلال كتابه "مستقبل وهم" (ترجمة: جورج طرابيشي) بأنَّه على الرغم من كَون المذاهب الدينيَّة لا تخضع لمقتضيات العقل أو المنطق التجريبيّ بل تتعالى عليهما، فإنَّ القيمة الخاصَّة للأفكار الدينيَّة كامنةٌ في كونها تنبع من نفس الحاجات التي نَبَعت منها سائر منجزات الحضارة، والتي يمكن اختصارها في ثلاثة أمور:

أوَّلها الحاجة إلى تحجيم قوى الطبيعة والحماية من أخطارها؛ وهو ما بدأ من خلال ما كان يُسمَّى قديماً بـ"طقس التعزيم"؛ والذي هو مجموعة من السلوكيات الخاصة التي كان يمارسها البدائيّ بغية اتقاء شرّ "الأرواح الشريرة" والأخطار بشكلٍ عام، والتي باتت في ما بعد مصدراً وحيداً للسكينة النفسيَّة، على الرغم من لامنطقيَّتها وعدم جدواها العلميّ!

والأمر الثاني يكمن في الحاجة إلى التعويض الوجدانيّ عن كَمّ الألم والحرمان اللذين تفرضهما حياة الجماعة والمدنيَّة على الفرد تحت سقف الحضارة، والمُتمثِّل بإحباطٍ جزئيّ للغريزة؛ هذا الإحباط الذي نتج عنه، في ما بعد، الأنا الأعلى. أيّ ذلك الميراث السيكولوجيّ رفيع القيمة بالنسبة إلى الثقافة، وأحد أهم أشكال التطور النفسيّ.

والأمر الثالث هو حاجة الإنسان إلى الغوث والسند. وفي هذا الصدد يقول فرويد ما معناه بأنه بعدما كانت الأم هي الموضوع الأول للحب لدى الطفل، بل وكانت أيضاً الحامية الأولى له من جميع الأخطار المُبهمة التي تتهدّده في العالم الخارجي، والداخليّ كالقلق والحصر، فسرعان ما حلَّ محلَّها الأب الأشدّ قسوةً وبأساً.

والشكل الأكثر إقناعاً للحماية. وهذه العلاقة ما بين الطفل وأبيه، والممتدَّة حتى نهاية الطفولة، هي علاقةٌ ازدواجية بالأساس. لأنَّ هذا الأب الحامي هو بحدّ ذاته يشكّل "خطراً" على الطفل، وذلك بسبب علاقته البدائيَّة مع أمّه! فهو يوحي بالمهابة قدرما يوحي بالحنين. وحين يتيقَّن الطفل، في فترةٍ ما من فترات ترعرعه، بأنه سيبقى طفلاً طوال حياته، لأنه لن يكون في مقدوره العيش من دون حماية القوى العُليا الغيّبيَّة والمجهولة، يضفي عندئذٍ على الآلهة قَسَمات وجه أبيه! مبتدعاً لنفسه آلهةً يخشى جانبها ويسعى إلى أن يحظى بعطفها، ويعزو إليها في الوقت نفسه مهمة حمايته.

هذا الموقف الازدواجيّ هو من رَسَم صورة "الإله" بشقَّيها المتناقضَيْن، أي المُنتقم وصاحب العطايا في آنٍ واحد. بعد أن أُضفيَ عليها طبعاً الصفة الإنسانيَّة؛ أي قابليَّتها للغضب والانتقام والرضا وإجزال العطايا.

وسعي الطفل إلى الرعاية والحماية هنا، هو ذاته سعي البالغ، من خلال الأفكار الدينيَّة، في الحصول على "رعاية أبويَّة سرمديَّةٍ بديلة". والنتيجة المُستخلَصة من هذا كلّه يمكن تسطيرها كالآتي:

إنَّ الأفكار الدينيَّة هي أوهام، لكنها أوهامٌ خَطِرةٌ (بعد التفريق طبعاً ما بين الوهم وبين الفكرة الهاذية). وخطورة هذه الأوهام تكمن في كونها تُشكِّل الأساس الذي تقف عليه جميع كيانات الحضارة. ومن هنا جاء خطر الخوض فيها، لأنَّ صندوق البشرية الأسود مطمورٌ في رمالها! أي آلياتنا الدفاعيَّة الأولى في طرد المخاوف، والقويَّة بسبب قِدَمِها في ذواتنا. وعمليَّة البحث فيها تشبه

إلى حدٍّ كبير القيام بالتنقيب عن الآثار تحت أبنيةٍ سكنيَّةٍ مأهولةٍ بالسكان، وكلَّما تمَّت المُبالغة في الحفر صارت الأبنية مهدَّدةً بالانهيار فوق رؤوس ساكنيها. حتى أنَّ فرويد ذاته، ومن خلال هذا الكتاب، لم يُخفِ مخاوفه من الخوض في مثل هذه الأفكار، ومن مدى تأثيرها على مستقبل التحليل النفسيّ ككُلّ.

كلمات مفتاحية
كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق