اليوم الاحد 05 مايو 2024م
تظاهرات في مدن وعواصم عالمية تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزةالكوفية مراسلتنا: تتجه الأنظار في رفح إلى القاهرة لمتابعة نتائج المقتر المصري بشأن اتفاق الهدنةالكوفية مدفعية الاحتلال تستهدف شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزةالكوفية مستوطنون يقتحمون للمرة الثانية تجمع المليحات البدوي شمال غرب أريحاالكوفية مئات الإسرائيليين يتظاهرون مطالبين بالإفراج عن الأسرى وإجراء انتخاباتالكوفية مراسلتنا: طائرات الاحتلال تستهدف منزلا في بلدة الشوكة شرق رفح جنوب القطاعالكوفية مسلماني: تشاؤم في حكومة الاحتلال من تعامل «حماس» بإيجابية مع المقترح المصريالكوفية بث مباشر|| تطورات اليوم الـ 211 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي وسط حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزةالكوفية مراسلنا: 5 شهداء جراء استهداف الاحتلال منزلا في أرض الشنطي شمال غرب مدينة غزةالكوفية قصف مدفعي استهدف حيي تل الهوا والزيتون جنوب مدينة غزةالكوفية إصابتان برصاص قوات الاحتلال بالقدم والفخذ خلال اقتحامها بلدة بيت ريما غرب رام اللهالكوفية طائرات الاحتلال تستهدف عمارة سكنية في محيط مسجد معاذ بن جبل شمال مخيم النصيراتالكوفية «معاريف»: أهالي الجنود المقاتلين بغزة يطالبون بعدم اجتياح رفحالكوفية الاحتلال يعتقل شابا من أريحاالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة بيت ريما ويعتدي على طفلالكوفية الاحتلال يعتقل حارس قنصل اليونان في القدس بعد الاعتداء عليهالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة دير غسانة شمال غربي رام اللهالكوفية طائرات الاحتلال استهدف منزلًا يعود لعائلة جبر في أرض المفتي شمالي النصيراتالكوفية قوات الاحتلال تطلق الرصاص الحي خلال اقتحامها قرية بيت ريما شمال غرب رام اللهالكوفية

فشل اليهود في اغتياله فاستشهد برصاصٍ صديق..

خاص|| "أحمد عبد العزيز" ضابط مصري تخلى عن رتبته العسكرية مقابل الجهاد في فلسطين

14:14 - 02 يناير - 2021
الكوفية:

أحمد زكي: في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تطالعك لافتةٌ عتيقة على واجهة إحدى مدارس المدينة كُتب عليها بخط عربي رشيق "مدرسة البطل أحمد عبد العزيز للبنين"، ويعتقد الكثيرون أن المدرسة تحمل اسم شخصية فلسطينية شاركت في مقاومة الاحتلال، بينما الحقيقة أنه مصري الأصل سوداني المولد، وكان أول ضابط مصري يطلب بنفسه إحالته للاستيداع، متخليًا، بطيب خاطر، عن رتبته وامتيازاته من أجل الجهاد في سبيل الله على أرض فلسطين.
بعد قرار التقسيم وانتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين العربية في 14 مايو/أيار 1948م ومع تزايد مذابح العصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين العزل، ثار الغضب في مختلف أرجاء العالم العربي والإسلامي، وانتشرت الدعوات للجهاد في سبيل تحرير الأراضي الفلسطينية.


كان القائمقام "العقيد" أحمد عبد العزيز واحدًا من الطليعة الذين لبّوا نداء الجهاد، فبدأ في تشكيل كتائب المجاهدين المتطوعين الفدائيين وأصبح قائدا لما يعرف بـ"القوات الخفيفة"، فعمل على تنظيم المتطوعين وتدريبهم وإعدادهم للقتال في معسكر الهايكستب، وقد وجهت له المملكة المصرية إنذارًا يخيّره بين الاستمرار في الجيش أو مواصلة العمل التطوعي، فما كان منه إلا أن طلب بنفسه إحالته إلى الاستيداع، ليتفرغ للجهاد.

لم يكن البطل أحمد عبد العزيز، من مؤيدي فكرة دخول الجيش المصري للمشاركة في حرب فلسطيني، وكانت رؤيته مبنية على أساس أن قتال اليهود يجب أن تقوم به كتائب الفدائيين والمتطوعين، لأن دخول الجيوش النظامية يعطى اليهود فرصة كبرى لإعلان أنفسهم كدولة ذات قوة تدفع بالجيوش العربية إلى مواجهتها وهو ما حدث بعد ذلك، إلا أن معارضته لم تمنعه من القتال بجدارة مع الجيوش النظامية، حينما طُلب منه الانضواءَ تحت لوائها.
بعد أن جمع ما أمكنه الحصول عليه من الأسلحة والذخيرة من قيادة الجيش وبعض المتطوعين وبعض الأسلحة من مخلفات الحرب العالمية الثانية، اتجه إلى فلسطين برفقة قواته وقوات المجاهدين المغاربة بقيادة البطل أحمد زكريا الوردياني، الذي انضم بقواته تحت قيادة البطل أحمد عبد العزيز، حيث وصلوا إلى مدينة العريش يوم ىالثالث من مايو/أيار 1948، وكان في استقبالهم البطل المجاهد عبد الرحمن الفرا رئيس بلدية خانيونس وعضو الهيئة العربية العليا لفلسطين، وكلٌ من الشيخ محمد عواد رئيس بلدية الفالوجة، والسيد مصطفى العبادلة مختار عائلته
.
عُقد اجتماع، وقتها، بحضور ضابط المخابرات المصرية عبد المنعم النجار ومندوب جماعة الإخوان عبد الهادي شعبان والضابط كمال الدين حسين بالإضافة إلى اليوزباشي "النقيب" عبد العزيز حماد، الذي أصبح فيما بعد مديرا لمكتب الرئيس المصري محمد نجيب.


وفي هذا الاجتماع حاول القائد أن يدخل جنوده فلسطين، فرأى الطريق العام لدخولها مسدودة، إذ كان يسيطر عليها الجيش الإنجليزي، فرأى أن يسلك طريقا أخرى، وتم الاتفاق على خطة لإدخال قوات المجاهدين إلى فلسطين عبر خط السكك الحديدية خوفا من أن تكون الطرق الإسفلتية ملغومة، بالإضافة لوجود القوات البريطانية على الطريق الإسفلتية عند رفح على حدود فلسطين مع مصر.
في مدرسة خانيونس للبنين، التي حملت اسم أحمد عبد العزيز فيما بعد، كنقطة الارتكاز، حيث كان في استقبال قوات المجاهدين، الدليل الفلسطيني الذي يرافقها بدوره إلى المواقع المحددة لها حسب الخطة الموضوعة.
بعد أن استقرت القوات في مواقعها، اتخذ أحمد عبد العزيز قرارًا بمهاجمة أول مستعمرة يهودية في طريقه عند دير البلح، "مستعمرة كفار داروم" بهدف تحريرها، وهي مستعمرة لليهود حصينة منيعة، اتُخذت مركزا للعدوان على الفلسطينيين، ففاجأهم بهجوم خاطف زلزل قلوب اليهود، وألقى الفزع والهلع في نفوسهم، فخرجوا فارين يطلبون النجاة بعد أن ظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الفدائيين، كانت البداية موفقة زادت المجاهدين ثقة وإيمانا، وخاضوا عمليةً أخرى وثالثة وعاشرة.. 
وحين دخل الجيش المصري "النظامي" أرضَ فلسطين، دعتْهُ القيادة إلى الانضواءِ تحت لوائه، فتردد في بادئ الأمر، لأن عمله مع المتطوعين كان يمنحه الحرية دون التقيد بالأوضاع والأوامر العسكرية، ولكنه قَبِلَ في آخر الأمر أن يتولى مهمة الدفاع عن منطقة بئر السبع ولا يتجاوزها شمالاً، وبذلك يتولى عبءَ حمايةِ ميمنةِ الجيش المصري والدفاع عن مدخل فلسطين الشرقي.


الغريب، أنه بعد المعارك الضارية التي خاضها، لم ينجح اليهود في اغتياله قط، بل ارتقى شهيدًا برصاصٍ صديق، لم يكن حادثًا مدبرًا كما تردد، وإنما رصاصة خرجت بطريق الخطأ من سلاح أحد جنوده فاستشهد داخل سيارته لدى مروره لتفقد الأكمنة في مساء 22 أغسطس/آب 1948 عن عمر لم يتجاوز 41 عامًا ليوارَى جثمانه الثرى في قبة راحيل شمال بيت لحم، بعد سجلٍ حافلٍ بالبطولات حيث قاد وشارك في عدة معارك أبرزها:
معركة مستعمرة كفار داروم، معركة دير البلح، معركة مستعمرة العمارة في صحراء النقب، معركة مستعمرة رامات راحيل، معركة قرية العسلوج، معركة جبل المكبر في القدس  المحتلة، الانتشار الدفاعي في مدن الخليل وبيت لحم وبيت صفافا وبيت جالا، ويرجع إليه الفضل في إنشاء خط دفاعي مقابل خط الدفاع اليهودي الممتد من تل بيوت ورامات راحيل في الجهة الشرقية الجنوبية للقدس المحتلة، بالقرب من قبة راحيل في مدخل بيت لحم الشمالي حتى مستعمرات بيت هكيرم وشخونات هبوعاليم وبيت فيجان ويفنوف.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق