الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ذات الصيت الوطني المناضل ، التي لم تدخر جهداً من أجل رفعة شأن القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية والإقليمية ، والتي كانت على الدوام النموذج السياسي في إيصال رسالة شعبنا بموضوعية ومشروعية، وإثبات الحقائق والثوابت لمحتوى حرية ودولة وهوية.
الاستقالة الوظيفية التي أقدمت عليها الدكتورة "عشراوي" من عضوية اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تعتبر استقالة سياسية بالمفهوم الضمني للمحتوى الموضوعي وفقاً للأسباب التي أعلنت عنها ،وتأتي في إطار الرسالة التي لا بد الوقوف عليها ، وقراءتها وطنيا بتمعن وإدراك ، لأن مضمون الاستقالة الرسالة الفلسطينية التي جاءت متأخرة جدآ.
رغم أن أسباب الاستقالة كانت ومازالت المطلب الوطني من وقت طويل ، ومبادرات للعديد من الشخصيات الوطنية والفصائل والأحزاب والمؤسسات ، ولكن ربما الدكتورة " عشراوي" وجدت نفسها اليوم وحيدة بعد غياب تؤأم روحها السياسي وشقيقها الوطني الدكتور "صائب عريقات" رحمه الله ، في ظل الحديث المتداول بين الأروقة عمن سيخلفه في أمانة اللجنة التنفيذية، ومن المنطق والموضوعية أن تكون الدكتورة "عشراوي" هي خليفة الدكتور "عريقات" في تولي المنصب ، لأنها الشخصية الوطنية والسياسية المثقفة والمطلعة بامتياز.
الأسباب المعلنة لإستقالة الدكتورة "عشراوي" هي الأسباب الجامعة للكل الفلسطيني الغيور على منظمة التحرير ومؤسساتها ، فالأسباب تم ايضاحها في رسالة الاستقالة التي تم تقديمها وقبولها من الرئيس"محمود عباس"، والمتمثلة في التفرد في صناعة القرار والتغييب والتهميش للأصوات المطالبة بإصلاح مؤسسات منظمة التحرير ، وغياب النظام السياسي الذي يحتكم للقوانين والتشريعات الدستورية ، التي تكفل تحقيق الإنجازات وتحديد المسؤوليات وتجديد الشرعيات وتحقيق الوحدة السياسية والوطنية وإجراء الانتخابات.
قبول الرئيس "محمود عباس" لإستقالة الدكتورة "عشراوي" في ظل ايضاح الأسباب الوطنية والموضوعية للإستقالة ، دليل واضح أن الرئيس لا يريد معالجة وإصلاح الشأن السياسي في إطاره الوطني منظمة التحرير ، وليس معنيا مجرد التفكير في بناء نظام سياسي جديد يعمل على تقويض الآفات التي تنخر في الجسد السياسي العام وعنوانه منظمة التحرير بكافة دوائرها ومؤسساتها.
على هامش السيرة : الشخصية القادمة لتولي منصب أمانة سر اللجنة التنفيذية لن تكون ذات أولوية وأهمية، لأنها ستأتي في إطار برتوكول شكلا لا مضمون.
في ذات السياق : لا بد من إحداث نقلة نوعية وتأثير من شخصيات الفصائل والأحزاب المنطوية تحت مظلة منظمة التحرير ، وتبني رؤية الدكتورة "عشراوي" لإحداث التأثير والتغيير ، أو اللحاق بركبهاوتقديم الإستقالة من عضوية لجنة المنظمة دون مماطلة أو تأخير.