اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2024م
إسرائيل تقرر عدم التحقيق مع وزراء حرضوا على الإبادة في غزةالكوفية رئيس أركان جيش الاحتلال يصادق على خطط بحال انهيار التسوية مع لبنانالكوفية الأردن: غزة مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانيةالكوفية الدفاع المدني: احتياجاتنا كبيرة والاحتلال دمر المنظومة الإغاثية بشكل كاملالكوفية الدفاع المدني: الاحتلال يمنع عمل المنظمات الإغاثية والمؤسسات الدولية بشكل كاملالكوفية الدفاع المدني: خيام النازحين تتعرض للغرقالكوفية تطورات اليوم الـ 416 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية نادي الأسير: الاحتلال اعتقل أكثر من 435 امرأة منذ بدء حرب الإبادةالكوفية 62 ألف مستوطن اقتحموا "الأقصى" منذ السابع من أكتوبرالكوفية "الخارجية": النساء والأطفال يتحملون العبء الأكبر من استمرار حرب الإبادة في قطاع غزةالكوفية فيديو || شهداء ومصابون باستهداف للنازحين شمال غزةالكوفية مراسلنا: قصف مدفعي يستهدف منطقة السودانية والكرامة شمال غرب مدينة غزةالكوفية مجزرة جديدة.. 7 شهداء ومصابون باستهداف للنازحين شمال غزةالكوفية صافرات الإنذار تدوي في موقع "المالكية" شمال فلسطين المحتلةالكوفية قوات الاحتلال تخطر بهدم مساكن وحظائر أغنام في نابلسالكوفية صافرات الإنذار تدوي في "المطلة" و"غجر" شمال فلسطين المحتلةالكوفية الصحة اللبنانية: 6 شهداء و4 مصابين في غارة إسرائيلية على طريق البص قضاء صورالكوفية مراسلنا: 5 شهداء في قصف للاحتلال على في جباليا النزلة شمالي قطاع غزةالكوفية مراسلنا: مصابون في قصف "إسرائيلي" على نازحين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزةالكوفية الطيران المروحي "الأباتشي" يطلق النار باتجاه المناطق الشمالية لقطاع غزةالكوفية

همزة وصل

بعد الخروج إلى "الجولة"

17:17 - 29 نوفمبر - 2020
الكوفية:

بدأ رئيس السلطة الفلسطينية، اليوم، زيارته القصيرة الى مصر.  وقيل ـ تفخيماً ـ إن الزيارة جاءت في إطار "جولة" للتشاور، بينما "الجولة" من زيارتين سريعتين قصيرتين، لعقد اجتماع مع الرئيس المصري وآخر العاهل الأردني!

 كان واضحاً من خلال التصريحات، أن المحادثات في القاهرة وعمّان، ستُبنى على فرضيات السياسة الأمريكية في عهد بايدن، أي تلك التي اختزل محللون أمريكيون وصفها سياسياً بــ "أوباما 2". ولكون الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، ذا منحى سياسي معلوم ومُجرَّب،  وأن جو بايدن، اثناء حملته الإنتخابية،  اشتق من تلك السياسة، مواقف تتعلق بالمستجدات المنافية للعدالة، التي أوقعها الرئيس ترامب؛ فإن الأمر الذي سيسعى عباس الى مجرد مناقشته، لن يتجاوز محاولة التوصل الى بعض التفاهم العربي، على خطة تكتيكية تتيح للسلطة الإستفادة من اتفاقيات التطبيع، أو بمعنى آخر، محاولة الحصول على أي مردود، ذي فائدة، من العودة الى التنسيق الأمني، ومن التراجع المخزي، عن الأسباب التي أدت الى إعلان القطيعة مع حكومة المستوطنين، أو التظاهر بها.

يبدو أن عباس استشعر عدم قدرته على البدء وحده، في مشوار البحث عن سبيل للاستفادة من التطبيع الذي يؤيده بايدن بقوة. ولم يجد رئيس السلطة سوى القاهرة وعمّان، لمساعدته على نيل ما يريد. فأنقرة والدولة لا تستطيعان التوسط لدى عواصم أخرى، وصولاً الى تفاهم على تنسيق المواقف العربية، في المرحلة المقبلة.

 حسابات عباس الصغيرة، جعلته يبالغ في الهجوم على الإتفاق الأماراتي دون سواه، فلم يتريث ويكتفي بالتحفظ. كان في مقدوره إفتراض أن السعودية أو البحرين، سبقتا الإمارات في التوجه الى فتح العلاقة العلنية التطبيعية مع إسرائيل. عندئذٍ ستكون ردة فعله تماماً مثلما سُمعت لاحقاً، دونما تهجم، مع كلام عن طعن في الظهر. وله في ذلك أسبابه الشخصية بالدرجة الأولى. ونقول بموضوعية إن السياق نفسه كان يتطلب حسم الموقف الذي يسري على الجميع: إما الحديث عن طعن مع التهجم، وعندئذٍ كل طرف حر فيما يرى، أو الحديث عن خيار سياسي نتحفظ عليه ولا نتهجم. لكنه في موضوع الإمارات، استخدم أسلوبه المتذاكي في المناورات الصغيرة عند اللعب على التناقضات، لكي يسترضي قطر وتركيا، دون أن يخسر شيئاً، بحكم انقطاع علاقته أصلاً مع الإمارات.  فكأنما هو يتعامل مع لجنته المركزية، ويشتغل على الأسافين. لم يترو في حسبته ويفترض أن مسلسل التطبيع،  ربما يشمل السعودية وقطر نفسها والسودان والبحرين وسلطنة عمان، مشفوعاً بالجمل السياسية نفسها عن الحقوق الفلسطينية من كل عاصمة. فقد انفتح الخط، وبدأ يتحرك، وسيكون أمامنا إحد خيارين: إما الصعود الى الجبل، والإعلان عن توجه استراتيجي مقاوم بالوسائل المتاحة، أو أن نحاول تجميع بعض الأوراق المفيدة من السياق كله، مع تحاشي الإضرار بعلاقات فلسطين مع شعوب وأنظمة الدول المنخرطة في التوجهات التطبيعية.

ولأن الرجل لا يحسب على أي مستوى؛ فقد أوقع نفسه في خيبات كان لها جوانب من نوع الكوميديا التي اشبعها الفلسطينيون سخرية. فمنطق الأمور يقول، طالما أنك تشتغل بدون مؤسسات، وليس في حوزتك سوى بطانة صغيرة أو بُطينة؛ فإن النتيجة الطبيعية، هي أن قراراتك ومواقفك، تمثلك أنت وحدك، في ناظر الدول التي تفهم معنى السياسة. فأنت بدون مؤسسات، محض ديكتاتور صغير بلا تفويض، وبالتالي يصعب عليك أن تعتمد  أسلوب حركة التحرر المتشددة، وأنت غير مؤهل لها، لا ببُنية نظامك، ولا بمنطق العلاقة مع المجتمع، ولا حتى استئناساً بعلاقة صحية مع الكادر المرتبط بك من خلال الرواتب؟!

إن حيثيات خروج عباس لما يسمى "الجولة" تقتصر على كلام قديم يمكن تسميته أوباما 1 مع التعديل الى الأسوأ. وللأسف أصبحت حال عباس، تصعُب على الكافر، فهو كمن جنت على نفسها بُراقش، ولم يعد ينفع أحداً، لا الذين يتطلعون الى تسوية هزيلة، يصادق عليها برلمانان لشعبين، ولا هو ينفع الذين يجعلون  بصمودهم، مثل هذه التسوية مستحيلة. ففي الحال الأولى، يعرف المحتلون ومساندوهم وأصدقاؤهم القدامى والجدد؛ أن الرجل بلا مشروعية ديموقراطية وشعبية، وهم أخبث من أن يذهبوا الى اتفاقات معه. وفي الحال الثانية، لن يرضى الوطنيون، الذين ثابر عباس على إقصائهم وتهميشهم لسنوات طويلة،  رئيساً من شاكلته، لمرحلة الصمود الشعبي الطويلة، وهو بلا تفويض، وقد تفنن في إضعاف مناعة شعبه وتكريس البؤس وتوسيع دائرة المظلوميات، والتسبب في التفكك الإجتماعي. ثم إن الأجيال الجديدة لن ترضى بع ولا بالحاشية ومعها البُطينة. فهذه الأجيال ترى الآن كيف أن الرجل، بدلاً من أن يُغيّر ويبدل ويستدرك، اختار التوافق الضمني مع حماس، على إبقاء الإنقسام، وعلى أن يظل ما في حوزة كل طرف مِلكاً له، حسب الطريقة التي أعلنها هو نفسه مراراً "يا بتشيل يا بأشيل".

 ما ينبغي أن يسمعه عباس في خروجه الى "الجولة" هو تذكيره، باعتباره ولي الأمر رسمياً،  أن السلطة نواة الدولة، قد اصبحت في موضع سخرية العالمين، ولم يعد لديه ما يفعله ويفلح فيه، هو والبُطينة، سوى المزيد من الأذى. إن الفلسطينيون مطالبون الآن، بإحياء مجتمعهم المدني، للنهوض بمشروع وطني سياسي ديموقراطي. فالقضية لا تزال كما هي، والطريق لا يزال طويلاً، أما البُطينات التي تختطف النظام الوطني،  فلا تصلح لشيء!

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق