- قصف مدفعي إسرائيلي على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة
- صفارات الإنذار تدوي في صفد وبلدات في الجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ
لسنا بحاجة الى سرد قصصي تاريخي هنا لمقال يخلد ذكرى نكسة الخامس من حزيران عام 76 ، لأن النكسة وأسبابها ونتائجها معلومة للجميع ، ولكن كل ما نحتاجه هنا أكثر أن تكون هناك وقفة مع الذات الوطني، لأن عدد النكبات والنكسات التي ألمت بالمشروع الوطني والقضية الفلسطينية كثيرة ومتعددة النواحي وعلى كافة الصعد والمستويات.
لعل من المهم والأكثر أهمية هنا أن نستحضر ذكرى نكسة حزيزان لنحصي كم نكسة وكم من نكبة ألمت بخاصرة الوطن الجريح ، الذي لم يعد قادراً على التقاط الأنفاس لكي يغفو برهة من الزمن ليستشفي من جراحه ويستريح.
في ذكرى نكسة حزيران 53 ، المشروع الوطني الفلسطيني على شفا حفرة من الانهيار بسبب الانقسام السياسي ، وعدم وجود أي رؤية أو حتى بصيص أمل سياسي يلوح في الأفق الصامت، لكي يخرج الحالة الفلسطينية من دائرة الصراع إلى دائرة التئام اللحمة واستعادة الوحدة ، فالواقع الفلسطيني المتردي والمتأزم يفرض نفسه بقوة على أرض الواقع من الناحية السياسية والاقتصادية ، التي أثرت سلباً على كافة مناحي الحياة اليومية لشعبنا الفلسطيني.
مما شك به أن الاحتلال الاسرائيلي هو السبب الرئيسي في تراكم النكبات وتزاحم النكسات على الواقع الفلسطيني ، من خلال الارهاب المنظم الذي يمارسه ضد شعبنا الأعزل من قتل وتشريد واعتقالات وحصار وضم تهويد ، ضمن خطة مدروسة مسبقاً عنوانها القضاء على أي مسعى أو أي حلم فلسطيني يقترب من حلم الحرية والاستقلال.
الاحتلال يعمل كل يوم على تجديد حالة الصراع واشعال فتيل نيرانها من أول وجديد ، لسبب بسيط لأنه لا يرى وضمن عقليته الارهابية أن هناك شعب محتل يسعى لعدالة القضية من خلال المناداة بالحرية والسلام العادل والشامل ، الذي يضمن لشعبنا الفلسطيني الحق المشروع في اقامة دولته المستقلة.
في ذكرى النكسة ... تلوح في الأفق القادم مساعي دولة الاحتلال إلى عملية ضم بعض أراضي الضفة الغربية وغور الأردن واعلانها تحت سيادة الاحتلال وأنها جزء لا يتجزأ من دولته التي بنيت على القتل والتشريد والتهجير والحاق كافة فنون الارهاب العنصري بشعبنا الأعزل.
في ذكرى النكسة ... الواقع العربي ليس بأحسن حال عن واقعنا الفلسطيني المعاصر ، فالحروب الطاحنة والأزمات والنكبات أرهقت مجتمعاته وشعوبه، ناهيك عن أزماته السياسية والاقتصادية ، فلهذا الانتظار فلسطينياً من تحرك عربي هادف وبناء يقوم على دعم عدالة قضيتنا الفلسطيني ضرب من الخيال ، لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، كما في حالتنا الفلسطينية تماماً ، وهذا كله رغم احتياجنا البالغ للبعد العربي والقومي لقضيتنا حتى نحافظ على بقاء الصراع عربياً إسرائيلياً وليس صراعاً فلسطينياً اسرائيلياً فقط ، لأن المصير العرب العام هو مصير موحد ومشترك.
في ذكرى النكسة ... يشهد اليوم العالم بأسره جائحة كورونا ، ونشهد بالأخص ذكراً الدول العالمية الصديقة والمناصرة لعدالة قضيتنا ، التي لم تعد تقدم الزخم المعنوي وحتى المادي وحتى ضمن الحد الأدنى الذي هو أقل القليل ولعله في هذه الأوقات هو المطلوب.
في ذكرى النكسة ... الرهان صعب على كافة الصعد والمستويات ، فلهذا لا بد من ضرورة معالجة الأمور العالقة والمتشابكة فلسطينياً بأيدي فلسطينية وجهود وطنية تضع بين أعينها مصلحة الانسان الفلسطيني الذي هو عنوان رأس مالنا الوطني ، لكي نتمكن من انقاذ ما يمكن انقاذه.
رسالتنا ...
رسالتنا في ذكرى نكسة حزيران ، لا بد من انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية والفتحاوية لحماية المشروع الوطني المستقل ، ولا بد من الاستفاقة من غيبوبة المصالح الخاصة والأجندات المتنفذة التي تتعارض جملةً وتفصيلا مع طموحات وامال شعبنا في العيش بحياة كريمة عنوانها التطلع للحرية واقامة الدولة المستقلة.