- صفارات الإنذار تدوي في عكا وحيفا وبمستوطنات بالضفة
التناقض هو العنوان الوحيد لشخصية الرئيس التركي رجب أردوغان، فهو يقول ما لا يفعل، ويفعل ما لا يقول، يتحدث ليل نهار عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بينما أصبحت تركيا في عهده أكبر سجن في العالم، يعطي دروساً في محاربة الإرهاب لكنه أكبر داعم لكل الجماعات والخلايا الإرهابية في المنطقة والعالم، إلا أن تناقضات أردوغان حول القضية الفلسطينية تفوق كل الحدود، فهو لا يفوت فرصة إلا ويؤكد أنه يتضامن مع الشعب الفلسطيني لكن الواقع دائماً ما يكذبه.
فأثناء أزمة "كورونا" روجت وسائل الإعلام التابعة لأردوغان أنه منع بيع مستلزمات طبية لإسرائيل لأنها تحتل الأراضي الفلسطينية، لكن العالم اكتشف من جديد كذب وتناقض أردوغان، وأن وزارة التجارة التركية باعت بالفعل ألاف الأطنان إلى إسرائيل، فما هي حدود التناقض التركي في القضية الفلسطينية؟ وكيف دعم أردوغان جيش الاحتلال لقصف غزة؟ وما حقيقة وجود قواعد عسكرية إسرائيلية في تركيا؟
المعروف أن تركيا هي أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل في مارس عام 1949 أي بعد قيام إسرائيل بشهور قليلة، كما كشفت الوثائق الأمريكية أن تركيا وعن طريق اتفاق "الميثاق الشبح" قدمت معلومات خطيرة لإسرائيل خلال كل الحروب الإسرائيلية ضد العرب، وأن تركيا فتحت مجالها الجوي أمام الطائرات الإسرائيلية أثناء حرب 1967، لكن عندما تولى أردوغان الحكم عام 2002 شهد التعاون التركي الإسرائيلي مستويات غير مسبوقة، حيث سمح أردوغان لإسرائيل ببناء قواعد عسكرية إسرائيلية بالقرب من قاعدتي "إنجرليك وقونيا".
كما وقع اتفاقية مع إسرائيل سمحت للأخيرة بإنشاء قاعدة عسكرية للإنذار المبكر بمدينة ملاطيا، وبلغ هذا التعاون درجة أعلى خلال حروب إسرائيل الأخيرة على غزة عندما وقع الجيش الإسرائيلي اتفاقية مع تركيا تسمح للطائرات التركية بالتدريب على المناورة ودقة التصويب في صحراء الأناضول التركية نظراً لعدم وجود مساحات شاسعة لمثل هذا التدريب في إسرائيل، ووفق كل الخبراء العسكريون فإن هذا النوع من التدريب على المناورة استفادت منه الطائرات الإسرائيلية وهي تقصف غزة.
وفق كل الوثائق والشهادات فإن أردوغان وقع 60 اتفاقية عسكرية مع إسرائيل تغطي كافة فروع القوات المسلحة، وشهد العام الماضي طفرة غير مسبوقة في التعاون العسكري الذي ارتفع بـ33 في المئة، بينما دعم أردوغان الاقتصاد الإسرائيلي بأكثر من 4 مليارات دولار هي حصيلة الصادرات الإسرائيلية لتركيا، وباع أردوغان البترول الداعشي الذي سرقه من العراق وسوريا عبر ميناء جيهان التركي إلى إسرائيل خلال أعوام 2014 و2015، ووفق خدمة "تتبع السفن" التي تقدمها وكالة "رويترز" فإن السفن التركية المحملة بالبترول الداعشي كانت تذهب من ميناء جيهان إلى ميناء أشدود في إسرائيل، وهو ما يعني أن الدبابات الإسرائيلية التي تجتاح شرق غزة وتقتل أطفال القطاع جاء بترولها من تركيا. بعد كل هذه الحقائق وغيرها التي لم تعد خافية على أحد، هل سيصدق أحد أردوغان عندما يدعي أنه لا ينام الليل بسبب التفكير في القضية الفلسطينية؟