- قصف مدفعي إسرائيلي على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة
- صفارات الإنذار تدوي في صفد وبلدات في الجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ
رسالةُ مواطنٍ لسيادة الرئيس، ما أنا إلا ناصحٌ أمين، هي رسالة قلب يبكي جهراً، وجبين يَصب عللاً، وعقل يفكر من جرحٍ، وشجون يتبعه سوارحٌ، وآهات تخرج جمعاً ونوابح تصدق قولاً، وعلياء أسقطت مستقبلاً، وبواكي نحبت دهراً، وأشجانٌ صدعت قولاٌ، تلملم جرحاً وتصبر عقداً وتنتظر خلاصاً....
يا سيادة الرئيس:
أصارحك حقاً وأصدقك قولاً وأكتبُ لك جهراً ولا أدعِ غير نصحٍ، شعبك في غزة يبكي ألماً ويصرخُ قهراً ويندب حظاً ويعيش فقراً وينتظر موتاً ويستصرخ وجعاً، يطلب حقاً ويستجدي عدلاً ويتحسرُ فزعاً .
يا سيادة الرئيس:
كنا شعبا موحداً جغرافياً وقراراً وحكماً، لم يكن الانقسام بيننا ولا الحصار واقع علينا ولا الظلم مشرع بنا ولا الراتب مقطوعاً من جوعنا ولا غزة منبوذة موازنة حكماً نكاية بحزبٍ، ولا الضفة علياء ترفرف فوق وجع غزة جهراً، ولا التفرقة مسلمات تحكمنا، كانت غزة مرتع احتضانك، وعيالها حولك ورجالها جندك وكوادرها سندك وصوتها قولك ونبعها أصلك، ووجعها وجعك وجدعها جدعك، تعاضدت معك والتفت حولك تساندك ترفعك، فاليوم أصبحت لا تحتمل منك نسياً ولا تصبر تهميشاً ولا تحاصر تعنيفاً ولا تحاسب نكايةً جرماً.
يا سيادة الرئيس:
ما بقي لك من عمر نرجو لك طوله، وخذ من التاريخ عبرا، فهناك من يكتب التاريخ وهناك من يمر عبره وهناك من يصنعه وهناك من يحاسب منه وهناك من ينفضح به ثمناً.....
في زمن حكمك أصبحنا حكومتين في جغرافيتين، منقسمين مناكفين متصارعين، جزء من الوطن محاصر وآخر مقسم متقطع مبعثر بروابط قرى يعيش مقطع....
والقدس عروبة الوطن محتلةً مهودة من القلب مقتطعة من الجسد مختطفة بالجعير والاستنكار والرفض نتحركُ لا بخطى الراحل ندافعُ .....
في ظل حكمك يا سيادة الرئيس افتقر الفقيرُ واستفحل الغنيُ وتوسع المحتكرُ وتضارب القرار وأغتصب الحكم وألغى الحق وصودر حق الانتخاب وفرض المسؤول وحل التشريع وزاد كم القرار بقانون أضعاف ما شرع، وزاد الاستيطان والضم والحواجز وتقطعن الأوصال، وفقدت القضية هيبتها، وتراجعت بعد قيادتها للمشهد العربي والدولي خلفاً أميال، دون موقف يحسب.
يا سيادة الرئيس:
ألم يحن الوقت بعد حكم وراثي جبري فرضي كولونيالي أن نعيش ديمقراطية صندوق افتقدناه وحق لنا منعنا منه، كل هذه السنوات ألم تكفيك حكما أم أنها قدرا كتب علينا.
هو حق لنا ومستحق بنا واستحقاق فينا، لا نمنعه ولا يمنع عنا، لا يصادر ولا يسقط فينا، فما بقي لك من عمر وما بقي لنا من وطن بعد هذا، غير الشرعية التي نبحث عنها بلا تعطيل وبلا تسويف وبلا تعليل، بل بردها كما أتت بك ، عش ما تبقى لك من عمر يكتب في التاريخ خارج الحكم بعد تسليم الأمانة لشعبك خيرا لك، لا ببقاء يعمر في حكم يجلب ويلات ويزيد فجوات ويحمل آهات ويبقي انقسامات ويثبت عمق سلطات ويعلي رويبضات وتضع هيبتنا وقضيتنا ووحدتنا .....
هي نصيحة من قلب فضيلة لا كلمات هزيلة سليقة تبحث عن منفعة بتسحيجة....
مغادرة حكم بتداول سلم وبخاتمة عمر ورغبة شعب وبعد يأس من جديد وفكر وتغيير عتيد، خير من بقاء بظلم ولعنة وضياع وتشرذم وثورة وإسقاط وخلع بصحوة .....
يكفيك يا سيادة الرئيس حكم عقود وما نعيش من سقوط لسقوط ومن ضياع لضياع ومن انهيار لانهيار ومن إفلاس لإفلاس ومن تهويد لاستيطان ومن ضم لارتهان ومن فشل لهوان....
اللهم إني بلغت فأشهد.....