واشنطن: كشفت مصادر مطلعة ومسؤولون أمريكيون سابقون أن إدارة الرئيس ترامب درس تقديم دعم مالي بقيمة 500 مليون دولار لصالح صندوق إغاثة غزة الجديد، وذلك بناءً على طلب مباشر من الحكومة الإسرائيلية، بحسب ما أورد موقع “واللا” العبري.
وبحسب ذات المصادر، فإن التمويل، في حال الموافقة عليه، سيُخصص لتأمين عمل الصندوق لمدة 180 يومًا، ويتم تحويله عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، التي تتبع لوزارة الخارجية الأمريكية.
ورغم الدفع الإسرائيلي باتجاه هذا التمويل، تواجه الخطة معارضة داخل أروقة الإدارة الأمريكية، خاصة من بعض المسؤولين الذين عبّروا عن مخاوف تتعلق بـسلامة المدنيين الفلسطينيين، بعد حوادث إطلاق نار استهدفت حشودًا أثناء توزيع المساعدات، وكذلك بشأن فعالية الصندوق وقدرته على التنفيذ الميداني.
وكان صندوق إغاثة غزة قد بدأ عمليات التوزيع فعليًا الأسبوع الماضي، لكنه تعرض لانتقادات شديدة من قبل منظمات إنسانية دولية، من بينها الأمم المتحدة، التي شككت في حيادية الآلية الأمريكية الإسرائيلية المشتركة، محذّرة من استخدام المساعدات كأداة سياسية في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية.
ويعاني 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة من ظروف إنسانية قاسية، حيث تشير التقديرات الأممية إلى أن معظم السكان معرضون لخطر المجاعة، خاصة بعد أن منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية للقطاع لمدة 11 أسبوعًا متواصلة، قبل أن ترفع بعض القيود في 19 مايو/أيار الماضي.
ووفقاً لبيانات منظمات حقوقية محلية، فإن عمليات توزيع المساعدات من خلال الآلية الجديدة أدت حتى صباح اليوم، 7 يونيو/حزيران 2025، إلى استشهاد 115 فلسطينيًا وإصابة العشرات، وسط اتهامات بفتح نار مباشر على المدنيين المتجمهرين حول مواقع التوزيع، ما زاد من حدة الانتقادات ضد الخطة الأمريكية.
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، تزداد الضغوط على واشنطن لإعادة النظر في طريقة دعمها الإنساني لغزة، بما يضمن حماية المدنيين، وتجنب تحويل المساعدات إلى أدوات نفوذ سياسي أو أمني.