اليوم الجمعة 18 إبريل 2025م
بركة نيوز تشعل شمعتها الثالثة .. رؤية واضحة وخطوات ثابتةالكوفية هيئة البث الإسرائيلية: النيابة العامة البريطانية رفضت إصدار مذكرة اعتقال ضد وزير الخارجية ساعر الذي يزور لندنالكوفية مراسلنا: شهيدان وإصابات في استهداف بسطة خضار في دير البلح وسط قطاع غزةالكوفية مواجهات مع الاحتلال في اليامون غرب جنينالكوفية استشهاد الشاب يحيى صبحي قشطة باستهداف من مسيرة إسرائيلية بعد حصاره في خربة العدس شمال رفحالكوفية "محدث" تطورات اليوم الـ 31 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية جيش الاحتلال يعلن اغتيال مسؤولين بارزين في حماس والجهاد الإسلاميالكوفية مراسلنا: استشهاد محمد خضر عاشور إثر قصف إسرائيلي على حي السلام جنوبي مدينة خانيونسالكوفية الأسير عديلي يضاف إلى قائمة شهداء الحركة الأسيرة مع تصاعد جرائم الاحتلال ضد المعتقلينالكوفية محكمة بيتاح تيكفا تقرر تحويل عنصر الشاباك المشتبه بتسريب المعلومات إلى حبس منزليالكوفية «الخارجية»: غياب موقف دولي حازم ضد استهداف المدنيين إفلاس أخلاقيالكوفية مراسلنا: قوات الاحتلال تقتحم بلدة الكرمل شرقي يطا بالخليل لتأمين طقوس المستوطنين التلموديةالكوفية الأونروا: إسرائيل تمنع الإعلام الدولي من دخول غزةالكوفية بعد انقطاع أسبوعين- إعادة ضخ مياه "ميكروت" لأحياء مدينة غزةالكوفية شهيد في غارة من مسيرة إسرائيلية جنوب لبنانالكوفية خطة اسرائيلية لاستئناف المساعدات وانشاء مراكز للتوزيع بإدارة مدنية بغزةالكوفية في يوم الأسير الفلسطيني، الضمير: ما يجري في سجون الاحتلال الاسرائيلي امتداد لحرب الإبادة الجماعيةالكوفية الرئيس الروسي بوتين: من المهم مناقشة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اليومالكوفية لا سبب للتفاؤل إلا إذا..الكوفية ترمب ودرس أدب في الجامعات الأمريكية!الكوفية

محمود درويش .. ميلادك نهار وغيابك انتظار !

12:12 - 12 مارس - 2020
ثائر نوفل أبو عطيوي
الكوفية:

إنه لمن الصعب على الكاتب وفي حضرة الكتابة عن انسان امتلك الرؤية والقدرة على التميز والانفراد والابداع أن نوفيه حقه في مقال يحمل بين طياته سطور قليلة عن رحلة حياته في عالم الفكرة والانسان الممتد شوقاً مع صهيل الأيام ، إنه الراحل انساناً وفكرةً ولغةً وأسلوباً محمود درويش...

الكبير محمود درويش الذي يعد صاحب مدرسة فكرة التجديد للشعر العربي في العصر الحديث اعتمد في طرح لغته الشعرية على الروح والجسد والزمان والمكان لكي تمثل احتواءً رمزياً لعالمه الشعري الذي اخترق كل المكونات الابداعية في مدرسة الشعر الحديث ، والذي احترف أسلوب الطرح اللغوي في بناء القصيدة الشعرية على أنماط متعددة الأشكال لكي تكون بمثابة واحة لغوية في النهج والأسلوب تتعدى تفسيراتها حدود المكان والزمان ، من أجل أن تعطي للإنسان القارئ والمتذوق للأدب عالماً من الرقي في واحة الشعر المتجدد ، الذي استطاع الكبير محمود درويش أن يجعل من كل قارئ لشعره يحلق في مدى وهوى روح الانسانية التي تدرك أهمية الوجود والخلود في وقت واحد ، فلهذا استطاع محمود أن يكسر حاجز الصمت اللغوي، ويحول عالم الأدب الشعري حراً طليقاً خالياً من الرتابة والسلاسل والقيود، من خلال جهود منقطعة  الوصف والنظير ، فلهذا السبب كتبت لقصائد محمود درويش الاتساع والاطلاع والانتشار والترجمة والعيش للمستقبل القادم سنوات وسنوات ، حتى تصل للإنسان المتذوق شعراً وأدباً وفناً وأهزوجة وأغنية...

لاعب النرد وفي ذكرى تخليد ميلاده لا بد من الوقوف على بعض من المحطات الشخصية التي جعلته صاحب المدرسة المتميزة والمنفردة في عالم الشعر وواحة الشعراء ، فهو صاحب الشخصية الشعرية التناقض في التناقض الذي أعطت لقصائده مذاقاً اخر مختلف ، فعلى سبيل المثال تجتمع في ابيات القصيدة الواحدة المتباعدة الأطراف والمتعددة الأهداف الحزن والفرح واليأس والأمل  والبداية والنهاية والدمعة والابتسامة معاً، وهو صاحب العزلة الانفرادية الاختيارية الدائمة ،  وخصوصاً في وقت الصباح الباكر لا يصاحبه الا فنجان قهوته العاشق له ، الذي يعطيه الأفق المحلق في قراءة الأشياء بمنظور مختلف، والأمل المتجدد ليوم اخر جديد...

في حضرة ذكرى ميلاد درويش وهو العاشق والمتيم روحاً وشعراً للقضية الفلسطينية التي عنوانها الجمعي فلسطين ، التي ترسم خارطة الوطن على جبين الزنود السمر المؤمنة بالتجذر في الأرض وحنين العودة وتقرير المصير ، لكي تكون مرادفاً وجودياً للمكان الجغرافي والتاريخ والزماني ، للحلم والأمل المتجدد للوجود الفلسطيني على هذه الحياة ...

استطاع حارس السنديان وعبر عبقريته الفذة  أن لا يكون هناك انحصار في قصائده المتعددة، وأن لا يجعل منها رهينة اللون والوجه الواحد  ، أو تأخذ منحنى ونهج واحد  لا غير ، بل اعتمد على التنوع الانفرادي الذي أعطاه التمدد والاستقطاب لكي تصل بحر أبياته الهادرة للوطن والمقاومة وللأرض وللإنسان وللغزل والحب والشوق والحنين واللقاء والفراق ، والتقاء الروح مع الروح في جسد وحدوي متكامل لتصل سفينته الشعرية  للكثير من الفئات العمرية والبشرية على مختلف مجتمعاتها  وتجمعاتها ، وتتخطى حدود الجغرافيا والمكان واللغة والهوية الإنسانية.

في ذكرى ميلاد الراحل الكبير لاعب النرد منذ الزمن الطويل وعاشق السنديان في واحة اللقاء والرحيل ، سنبقى نفتقده عبر وجع الغياب الممتد شوقاً لعودته من نهر الفرات إلى نهر النيل ، لأنه من لخص الوجود الانساني على هذه الحياة ، من خلال ل أبيات قصيدته التي تقول: على هذه الأرض ما يستحق الحياة...

محمود درويش ... في ذكرى ميلادك وردة ، وفي انتظار عودة غيابك سلام.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق