- منظمة الصحة العالمية: أكثر من 10 آلاف شخص في غزة بحاجة إلى إجلاء طبي إلى خارج القطاع
- مصادر محلية: مقاومون يستهدفون قوات الاحتلال بعبوة ناسفة عند مدخل بلدة سيلة الحارثية غرب جنين
- مراسل الكوفية: قصف مدفعي يستهدف شرقي حي التفاح شرقي مدينة غزة
منذ 613 يوم انطلقت الحرب الإبادية ضد الكيانية الوطنية الفلسطينية، التي فتحت بابها حادثة 7 أكتوبر 2023.
حرب لم تكن أبدا لتحرير رهائن أو إنهاء حكم حماس في قطاع غزة، كما تدعي أميركا قبل دولة الكيان، بل كانت خطة استراتيجية وضعت قبل سنوات، كشفتها وسائل إعلام عبرية، ورئيس حكومة الفاشية اليهودية نتنياهو في فيديو عام 2017.
ورغم كل ما حققته دولة العدو، فهي لا تزال تبحث عن "أهداف" لم تصل إليها بعد، وهي الكذبة المتدحرجة، للاستخدام السياسي، خارج أي بعد أمني أو ارتباطا بأي "تهديد معاكس"، ولذا لم يكن نتنياهو يبحث عن "تهدئة" أو "صفقة"، بل كان يوافق عليها بطلب أمريكي، ويعود عنها سريعا، وصفقة الدوحة 19 يناير 2025 نموذجا حيا بعدما تراجع عنها في مارس 2025.
ولكن، حدث ما لم يكن ضمن "حساباته الخاصة"، عندما تصاعدت قضية تجنيد "المتدينين المتشددين"، أو ما يعرف بـ "الحريديم"، وفشلت محاولات "الحل الوسط" حتى تاريخه، ما يدفع الكيان نحو حل الكنيست وإجراء انتخابات جديدة، كل المؤشرات تؤدي إلى نتيجة واحدة، انتهاء عصر نتنياهو السياسي.
متغير مفاجئ، يفرض ذاته على نتنياهو ليعيد مساره حساباته بطرق مخالفة لما كان، طوال الـ 613 يوما السابقة، والبحث عن مسارب تمنحه بعض "اللمعان الخاص"، في ظل ما يحبط به من فضائح مركبة، وأبرزها الفضيحة المتجددة والمتشعبة جدا، "قطر غيت".
ولأن قضية "الرهائن" باتت عنوان الحراك العام داخل الكيان، تضعها الغالبية الاستطلاعية وقوى المعارضة مسألة أولوية يجب حلها، وعودتهم في صفقة تبادل، ولذا سيذهب نتنياهو لاستخدامها كنفق عبور هروبي، كي يزيل كثيرا مما أصابه، رغم كل ما حدث تاريخيا واستراتيجيا من "مكاسب خيالية" لدولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر لصالح مشروعهم العام، ونحو الاختراق الإقليمي.
أن يعلن نتنياهو لأول مرة بصوته، وبعد هاتف ترامب، أنه يبحث عن "صفقة تبادل" ووقف إطلاق نار، فتلك هي المفاجأة التي يريد اللعب بها وعليها، وفي حال تمت الصفقة المشتقة من مقترح ويتكوف القائم على بعد سياسي عنوان المباشر، استسلام حماس، مقابل بعد إنساني متحرك، فيما يبحثون عن تعبير حول إنهاء الحرب كخدعة لغوية، تغطي رضوخ حماس بالموافقة استجابة لطلب أمريكي.
صفقة التهدئة المعدلة، لا تمس جوهر موقف حكومة نتنياهو، بل نصوصها تجاوزت طلباته ما قبل مقترح ويتكوف الأخير، ولذا سيعتبرها "ربح سياسي كبير"، لم يكن ليكون دون "قراراته" الأمنية – السياسية، وستكون حملته منطلقة من كشف ما حققته حكومته خلال حرب الإبادة الجمعية.
لأول مرة منذ 613 يوما من بدء مؤامرة 7 أكتوبر2023، يريد نتنياهو أن تتم صفقة التهدئة وتبادل الرهائن، كونها ورقة اليانصيب السياسية، التي يراهن بها مع ملامح حل الكنيست وانتخابات جديدة.
بالمقابل، لم تعد حماس تملك ما يمكنها أن "تعرقل" الصفقة، التي ينتظرها أهل قطاع غزة أضعافا ألفية عن سكان دولة الكيان، كونهم يرونها فرصة بحث عن بقايا "إنسانيتهم"، التي داستها فاشية يهودية ولا مسؤولية حمساوية.
الصفقة تتدحرج..ليس حبا بأهل قطاع غزة، ولا حرصا على وقف موتهم بكل الطرق المباحة، بل خدمة عالية التقنية لرأس الفاشية اليهودية نتنياهو، لا أكثر.