الكوفية:برازيليا: في تصريح واضح وحاد، أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن الاعتراف بدولة فلسطينية هو "واجب أخلاقي وشرط سياسي" على كل قادة العالم، وذلك خلال زيارته إلى العاصمة الفرنسية باريس. وأدلى لولا بهذه التصريحات قبيل مؤتمر دولي تنظّمه كل من فرنسا والسعودية في الأمم المتحدة منتصف يونيو، بهدف إحياء مشروع "حل الدولتين" بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأشار لولا إلى أن البرازيل كانت قد اعترفت رسميًا بدولة فلسطين منذ عام 2010، وشدّد في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن ما يجري في قطاع غزة "ليس حربًا بل إبادة جماعية ترتكبها آلة عسكرية متطوّرة ضد نساء وأطفال"، مضيفًا: "نحن نشاهد الإبادة تُرتكب يومًا بعد يوم أمام أعيننا، ولم يعد من الممكن القبول بذلك".
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يدرس اتخاذ "خطوات ملموسة" ضد إسرائيل، وأوضح أن القرار في هذا الشأن سيتخذ خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن المشاورات ما زالت جارية، وأن فرنسا ستحدد قريبًا ما إذا كان من الضروري تشديد اللهجة تجاه إسرائيل.
وتأتي هذه التصريحات بعد زيارة مسؤولين فرنسيين رفيعي المستوى إلى إسرائيل، حيث نقلوا رسائل طمأنة مفادها أن فرنسا لا تنوي اتخاذ خطوة أحادية للاعتراف بدولة فلسطينية خلال المؤتمر المرتقب، بل تسعى إلى إعلان نية الاعتراف والعمل على تهيئة الظروف السياسية لذلك.
ووفقًا لمصادر فرنسية مطلعة، فإن الهدف من المؤتمر الذي تستضيفه باريس بالشراكة مع الرياض في 17 حزيران/يونيو هو إطلاق إطار سياسي متكامل لحل الدولتين. وسيتضمن المؤتمر عدة مراحل، منها: الدعوة للإفراج عن الأسرى، بناء رؤية سياسية طويلة الأمد لإقامة الدولة الفلسطينية، السعي لاندماج إقليمي لإسرائيل، نزع سلاح حركة حماس، إنشاء منظومة أمنية لإدارة "اليوم التالي" في غزة، دعم السلطة الفلسطينية، وإجراء إصلاحات على المناهج الدراسية الفلسطينية.
بهذا الموقف الواضح، ينضم الرئيس البرازيلي إلى قائمة متزايدة من القادة الدوليين الذين يرفعون صوتهم دفاعًا عن الحقوق الفلسطينية، بينما تستمر الجهود الدبلوماسية لحشد دعم دولي فعّال نحو تسوية عادلة وشاملة للصراع.