كشفت مصادر خاصة لـ"..." عن تفاصيل المقترح التفاوضي الأخير الذي قدّمه الوسيط الأمريكي "ويتكوف"، والذي يُنظر إليه بوصفه "خلاصة تفاوضية" نهائية لإنهاء الحرب على غزة، ويُشترط الرد عليه بشكل واضح بـ"نعم أو لا"، دون مجال للتعديل أو التفاوض حول بنوده.
ويُعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) اليوم اجتماعًا حاسمًا لبحث المقترح، وسط تقديرات أمنية وسياسية تشير إلى ميل كل من حركة "حماس" والحكومة الإسرائيلية للموافقة عليه، تمهيدًا للانتقال إلى مرحلة وقف إطلاق النار وبدء ترتيبات "اليوم التالي".
صيغة عامة لا تُقيّد الأطراف
بعكس مقترح "بشارة بحبح" السابق، الذي قدّم بنودًا مفصّلة وحدّد حدودًا واضحة، يأتي مقترح "ويتكوف" بصيغة فضفاضة وإطار مفتوح يُتيح للطرفين طرح رؤاهما بحرية أثناء المفاوضات التي ستنطلق فور دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.
ويتوزع المقترح على أربعة محاور تفاوضية رئيسية:
-
تبادل الأسرى.
-
الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة والترتيبات الأمنية طويلة الأمد.
-
التفاهمات حول "اليوم التالي".
-
الإعلان الرسمي عن وقف إطلاق نار شامل.
ضمانات أمريكية
يضمن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لعب دورًا مباشرًا في بلورة المقترح، التزام "إسرائيل" بوقف إطلاق نار مدته 60 يومًا، على أن تُستكمل المفاوضات خلال هذه الفترة، مع إمكانية تمديد التهدئة إذا أحرزت المحادثات تقدمًا.
كما يتعهّد الطرفان بتقديم معلومات كاملة حول ملف الأسرى: "إسرائيل" ستكشف عن أسماء الشهداء المحتجزين لديها منذ 7 أكتوبر، بالإضافة إلى قائمة الأسرى الفلسطينيين الجدد، بينما تزوّد حركة "حماس" الجانب الآخر بتفاصيل دقيقة عن حالة الأسرى الإسرائيليين لديها.
مراحل الانسحاب وتبادل الأسرى
وفقًا للخطة، ستبدأ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار بتسليم 5 أسرى إسرائيليين أحياء و9 جثامين، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من شمال القطاع. وفي اليوم السابع، تتكرر العملية نفسها مقابل انسحاب القوات من جنوب القطاع.
وستتوقف حركة طائرات الاستطلاع الإسرائيلية فوق غزة لمدة 10 ساعات في اليومين اللذين سيجري فيهما التبادل (اليوم الأول واليوم السابع)، بهدف تأمين العملية.
وسيتم الإفراج عن الأسرى من الجانبين في وقت متزامن وبشكل سري وبدون أي مظاهر احتفالية أو تغطيات إعلامية.
مساعدات إنسانية وخروج للآلية الأمريكية
بمجرد موافقة حركة "حماس" رسميًا على المقترح، سيبدأ تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع وفق الآلية السابقة، على أن يُلغى أي دور مباشر للآلية الأمريكية في الرقابة أو التوزيع.
نهاية الحرب خلال 60 يومًا؟
يُلزم المقترح الطرفين بإتمام الترتيبات النهائية لإنهاء الحرب خلال فترة الهدنة المحددة بـ60 يومًا. وإذا لم تُختتم المفاوضات، يمكن تمديد التهدئة وفق شروط يتفق عليها الطرفان، بشرط الاستمرار في التفاوض بـ"حسن نية". وفي حال التوصّل إلى اتفاق نهائي، سيتم الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقّين ضمن مفاتيح التبادل المُتفق عليها.