متابعات: كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" تفاصيل جديدة حول عملية استعادة رفات اثنين من جنود الاحتلال الإسرائيلي القتلى من سوريا، أحدهما قبل 7 سنوات، والآخر الأسبوع الماضي، وكانا قد قتلا في لبنان عام 1982.
ويوم الأحد الماضي، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أنّ تل أبيب استعادت عبر "عملية خاصّة" رفات الجندي تسفي فيلدمان، الذي قُتل في معركة السلطان يعقوب خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
ومعركة السلطان يعقوب هي واحدة من المعارك الضارية التي خاضتها المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال خلال اجتياحه لبنان عام 1982، وأدت إلى مقتل 21 جنديًا إسرائيليًا وإصابة 30 آخرين، وأسر رفات 3 جنود إسرائيليين هم: تسفي فيلدمان، وزكريا باوميل، ويهودا كاتس.
وبينت "يديعوت أحرنوت" أن "إسرائيل" امتلكت منذ التسعينات معلومات حول وجود رفات جنودها القتلى قرب مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك في دمشق، بعد استجواب أشخاص مرتبطين بدفنهم بموافقة من الرئيس الراحل ياسر عرافات أثناء مفاوضات أوسلو.
وأضافت أن "إسرائيل" حاولت فحص دقة معلوماتها في أواخر التسعينات، وقامت من خلال وساطة أمريكية مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، بالبحث في 3 قبور في تلك المنطقة تحت إشراف أمريكي سوري وبموافقة نظام الأسد، واتضح أن المعلومات لم تكن دقيقة وأن القبور لم تضم الرفات.
وعلى إثر الفشل، تجمد الملف حتى بدأت الثورة السورية، فاستغلت "إسرائيل" الحالة الناشئة، وأعادت محاولتها مجددا، وتواصلت مع الروس لتحصل على موافقة واستعداد روسي للتعاون من قبل الرئيس فلاديمير بوتين الذي عين الجنرال أندري أفرانوف، قائد وحدة العمليات الخاصة الروسية (29155) مسؤولا عن الملف.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن وحدات من الجيش الروسي قامت بمهمة خاصة وبحثت وفق معلومات جديدة في ذات المقبرة على بُعد أمتار، فيما أُديرت العملية من فريق روسي - إسرائيلي من موسكو، وفشلت الفرق الروسية مجددا في العثور على شيء.
وعادت "إسرائيل" مرة أخرى للبحث عام 2018، وعثرت في حينها على رفات الجندي زخاريا باومل في قبر تحت ركام مدمر في مخيم اليرموك، وبذلك استرجعت "إسرائيل" رفات أحد الجنود.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا كانت قد أصرت على إبقاء العملية سرية، لكن نتنياهو كشف عنها قبيل الانتخابات لتحقيق مكاسب سياسية، وهو ما أغضب الروس ومنع استمرار البحث عن جنديين إضافيين في المكان.
وعادت "إسرائيل" لتستغل مجددا الحالة الانتقالية في سوريا، وهذه المرة بعد سقوط نظام الأسد، ونجحت من خلال عملاء محليين للموساد باستعادة رفات الجندي الآخر تسفي فلدمان، بعد معلومات تلقتها عن مكان دفنه.