- طائرات الاحتلال تشن غارة على بلدة خزاعة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة
- طائرات الاحتلال تقصف شقة سكنية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة
في ذكرى النكبة الـ77، لا تعيش فلسطين ذكرى تاريخية فحسب، بل جرحًا ما زال ينزف، وحرب إبادة على غزة لم تتوقف.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1948، بدأت أكبر عملية تهجير قسري شهدها القرن العشرين، حين طُرد الفلسطينيين من مدنهم وقراهم على يد العصابات الصهيونية، وتهجر قرابة الـ 1.4 مليون نسمة كانوا يقيمون في 1300 مدينة وقرية فلسطينية.
واليوم، بعد 77 عامًا، تتواصل النكبة بشكل أكثر دموية في قطاع غزة، الذي يتعرض منذ 555 يومًا متواصلاً لحرب إبادة شاملة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 50.000 فلسطينيًا، أغلبهم من الأطفال والنساء، وإصابة قرابة الـ 100,061 آخرين، في ظل صمت دولي مريب، وعجز أممي واضح عن وقف المجازر.
وتُحيي فلسطين هذا العام ذكرى النكبة تحت هذا الشعار المقاوم، حيث شهدت مدن الضفة والقدس وقطاع غزة والشتات فعاليات وطنية وشعبية، رفعت فيها الأعلام الفلسطينية ومفاتيح العودة، وتوقف المواطنون 77 ثانية حدادًا على 77 عامًا من القهر والشتات.
تأتي هذه الذكرى بينما تتجلى ملامح "النكبة المعاصرة" في غزة، حيث تهدمت آلاف المنازل، ونُزح أكثر من 2 مليون إنسان، وتُرك المدنيون في العراء بلا ماء ولا غذاء ولا دواء، فيما تتعامل إسرائيل مع القطاع كمنطقة مفتوحة للقتل والتجويع والإبادة الجماعية.
ورغم الجهود الدولية المتقطعة، تبقى الغالبية العظمى من اللاجئين الفلسطينيين، البالغ عددهم اليوم نحو 5.9 مليون لاجئ، موزعين بين غزة والضفة والأردن ولبنان وسوريا، بلا أفق حقيقي للعودة، بينما يستمر الاحتلال في توسيع مستوطناته على أنقاض القرى الفلسطينية المدمّرة وعددها 531 بلدة وقرية، تم تدميرها خلال النكبة الأولى.
عدد الفلسطينيين في العالم نهاية 2023 بلغ 14.63 مليون نسمة، أي أكثر من 10 أضعاف عددهم عام النكبة.
يعيش نحو 6.5 ملايين فلسطيني في دول الجوار العربي، وقرابة 772 ألفًا في الشتات الأبعد.
لا تزال "الأونروا" تدير 58 مخيمًا للاجئين رسميًا، معظمها في ظروف معيشية متدهورة، وسط تراجع التمويل الدولي.
الاحتلال يسيطر اليوم على أكثر من 85% من أرض فلسطين التاريخية، بفعل القوة والدعم الغربي، خاصة من بريطانيا والولايات المتحدة.
تحمل الذكرى الـ77 للنكبة نداءً أخيرًا للمجتمع الدولي: أن يُدرك بأن ما يجري في غزة اليوم ليس إلا امتدادًا مأساويًا للنكبة التي بدأت في 1948 ولم تنتهِ. فالاحتلال لا يزال يقتل، ويهجر، ويستوطن، والعالم لا يزال يصمت.
لكن وسط هذا الظلام، يظل الفلسطينيون يرفعون راية العودة والبقاء، مؤمنين بأن النكبة ليست قدرًا أبديًا، وأن إرادة الشعوب لا تموت مهما طالت سنوات التشريد.