اليوم الاحد 30 مارس 2025م
عاجل
  • استشهاد طفلين إثر قصف دبابات الاحتلال لمنزلهم شرقي جباليا شمال قطاع غزة
الهلال الأحمر: ارتفاع عدد الجثامين المنتشلة من رفح إلى 14الكوفية قوات الاحتلال تعتقل رعاة أغنام في مسافر يطا جنوب الخليلالكوفية في يوم الأرض .. استمرار الحرب وواقع إنساني صعبالكوفية استشهاد طفلين إثر قصف دبابات الاحتلال لمنزلهم شرقي جباليا شمال قطاع غزةالكوفية عيد حزين في غزة...!الكوفية تطورات اليوم الـ 13 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية صور|| تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح في لبنان يحيي ذكرى يوم الأرضالكوفية بالصور || بينهم أطفال بملابس العيد.. 6 شهداء بجريمة إسرائيلية جديدة صباح العيدالكوفية الاحتلال يقر مشاريع بنية تحتية لتعزيز الاستيطان بالقدسالكوفية "الهلال الأحمر": تعلن الاستنفار لمعرفة مصير طاقمها المفقود برفحالكوفية دلياني: عيد الفطر في غزة يُختطف للعام الثاني في مشهد جنائزي تُعيد إنتاجه إبادة جماعية تستهدف الإنسان وذاكرته وهويتهالكوفية الاحتلال يفرج عن 5 أسرى من غزة عبر معبر كرم أبو سالمالكوفية الإندبندنت: "إسرائيل" تمارس أبشع التعذيب بحق الأسرىالكوفية بالأرقام.. أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الإنجليزي هذا الموسمالكوفية أسعار صرف العملات في فلسطين اليوم الأحد 30 مارسالكوفية 120 ألفا يؤدون صلاة عيد الفطر في المسجد الأقصىالكوفية 63 يوماً وعدوان الاحتلال متواصل على طولكرم ومخيميهاالكوفية الاحتلال يرفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا أمام المسلمين بعيد الفطرالكوفية دلياني: يوم الأرض يُمثّل محطة مفصلية في الوعي الجمعي الفلسطينيالكوفية تظاهرات في 80 مدينة إسبانية تطالب بإرساء سلام دائم في فلسطينالكوفية

الإقليم على حافّة الانفجار الكبير

12:12 - 27 مارس - 2025
عبد المجيد سويلم
الكوفية:

المشهد الإقليمي في حالة لم يسبق لها مثيل منذ 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، وحتى يومنا هذا، والدول الإقليمية الثلاث: إيران، وتركيا، والدولة العبرية في مراحل متداخلة من التأرجُح والترنُّح، وكل دولة من هذه الدول الثلاث تحسّس على رأسها، وتخاف على وجودها، وتحسب أدقّ الحسابات حول مستقبلها.
"طوفان الأقصى"، بصرف النظر عن أيّ رأي حول أسبابه وخلفياته، وحول ما أحدثه، وما أدّى إليه، وبصرف النظر عمّا سيترتّب على تبعاته ومخرجاته، فإنه قد خلط أوراق كامل الإقليم، وغيّر الكثير من المعطيات والمعادلات، وأحدث الكثير الكثير من المفاجآت والصدمات، وأفضى إلى أعلى درجاتٍ من إرباك الحسابات والترتيبات.
فبعد مشاركة إيران ببعض الهجمات الكبيرة على دولة الاحتلال بعد اغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وبعد اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني السابق في بيروت، وبعد أن تلقّت إيران هجمات إسرائيلية مقابلة، أصبحت إيران أمام "خطر" حربٍ مباشرة مع دولة الاحتلال، وتراجعت عن المضيّ قُدُماً بها، خصوصاً وأنها بدأت تدرك أن "أذرعتها" في المنطقة أصبحت تدفع ثمناً غالياً من لحمها الحيّ في لبنان والعراق، وأنّ المعادلة الداخلية في كل من العراق، وخصوصاً المعادلة الداخلية في لبنان لم "تعد" تسمح باستمرار حرب المساندة، وأنّ عليها، أن "تهتمّ" بالمحافظة على أوضاعها في ظلّ اشتداد الهجمة الأميركية الإسرائيلية، وتحوّل الحرب إلى حربٍ وجودية من وجهة نظر دولة الاحتلال، وتحوّل الحرب إلى حربٍ فاصلة حول دور ومكانة الولايات المتحدة الأميركية عالمياً من وجهة النظر الأميركية، هذا ناهيكم عن الخسائر التي لحقت بالمقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة.
وبخسارة سورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، وبعد استباحة الجيش السوري، وكل مقدّراته، وبعد تدمير كل مقوّمات البنية العسكرية، وخروج إيران و"حزب الله" من كلّ الأراضي السورية، وتحوّل النظام الجديد إلى الاستعداء الكامل لكلّ منهما، بل وحصر "العدو" بهما، دون غيرهما خارجياً، والذهاب إلى التوحُّش الطائفي في التعامل مع الطائفة العلوية تحت ذريعة "أنصار النظام السابق"، أو "أدوات النظام السابق"، بخسارة سورية، ودخولها إلى عصر العربدة الإسرائيلية فيها، دون أن يبدي النظام الجديد أيّ درجةٍ من الوقوف أمام هذه العربدة، أمام كل ذلك ارتدّت إيران، وتراجعت، بل وانكمشت إلى داخلها باستثناء الدعم السياسي المعهود، وربما بعض المساعدات العسكرية لجماعة "أنصار الله" "الحوثيين" اليمنية.
تواجه إيران اليوم تهديدات مباشرة، وإنذارات محدّدة من طغمة البلطجيين القابعين في البيت الأبيض، كما تتعالى أصوات أنصار "الفرصة السّانحة" في دولة الاحتلال لتدمير كل مقوّمات برنامجها النووي، بل وتدمير البنى العسكرية كلّها، ووصلت الأمور بالرئيس الأميركي دونالد ترامب حد الإعراب عن "رغبته" بإزالة البرنامج النووي المدني، وليس فقط البرنامج العسكري، أو ما يمكن أن يتحوّل إلى التصنيع العسكري.
في أغلب الظنّ أنّ أميركا، ومن خلفها حكماً دولة الاحتلال تفضّلان [النموذج السوري] لإسقاط النظام الإيراني، خصوصاً وأنّ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تشجّعهما على اختيار هذا النهج، إضافةً إلى أنّ قوّة إيران العسكرية ما زالت على حالها، وأنّ أحداً في هذا العالم لا يمكنه البتّ نهائياً بعدم امتلاكها للسلاح النووي، أو القدرة المباشرة على تصنيعه، أو حتى ما يشاع بأنها، تمتلك أسلحة بديلة للسلاح النووي قد تكون على نفس درجة الخطر النووي، أو أن قدرته التدميرية توازيه أو حتى تتفوق عليه، ويطلق على هذا السلاح اسم "سلاح البلازما".
وخلاصة القول هنا هي أنّ إيران، الدولة الإقليمية ذات الامتدادات الأخطبوطية تعيش من الأوضاع ما هو مربك إلى أبعد الحدود.
أما تركيا فليست على حال أقلّ من الحالة الإيرانية.
واضح أنّ تركيا قد تورّطت أو ورّطت نفسها في اللعبة الأميركية الإسرائيلية بإسقاط النظام السوري، وبالاعتماد على التنسيق الكامل مع أجهزة الاستخبارات في البلدين، وبالتعاون مع بعض الدول الإقليمية الأخرى مثل قطر، وواضح، أيضاً، أنّ اللجوء إلى المنظمات الإرهابية المتحوّرة عن "داعش" و"النصرة" قد جعل من هذه الورطة، وهذا التورّط، نقطة ضعف قاتلة في السياسة التركية، وواضح أكثر الآن أن "الوعود" التي أُعطيت لها مقابل هذه المغامرة المُعيبة لأيّ نظامٍ على وجه الأرض، أو المراهنات التي عوّلت عليها "بإنهاء" التهديد الذي تمثّله "قسد" الكردية، وإبقاء السيطرة "الأمنية" على مناطق واسعة من الشمال السوري.. واضح أنّها انتهت إلى أحلام لم يحلم بها أحد غير الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، وإلى أوهام سرعان ما بدأت تتبخّر وهماً بعد آخر، وواضح أكثر وأكثر أنّ "الاعتماد" على سياسة "النطنطة" بين محاور الإقليم، وبين توازنات الدول الكبرى، وخصوصاً في أوكرانيا قد انتهت إلى ما هو أبعد وأخطر من خيبات الأمل.
راهن أردوغان على ما يبدو على حصاد وفير من تدخّله في سورية بعد أن كان قد أدرك تراجع الدعم الشعبي له، ولحزبه الحاكم، وبعد أن تراجع اقتصاد بلاده بصورةٍ مقلقة.
لكن أزمة نظام "حزب العدالة والتنمية" ارتدّت إلى الداخل التركي، ولم يجد النظام من وسيلة لتفادي هذا الارتداد سوى اللجوء إلى الانقلاب على صعود شعبية "حزب الشعب الجمهوري"، وأطراف المعارضة الأخرى، واختار هذه المرّة النجم الصاعد في تركيا، رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المنتخب كرئيس لها لمرّتين، وهو انتخاب أدّى إلى الإعلان عنه كمرشّح منافس على الرئاسة التركية القادمة.
وواضح تماماً أن تقديم الرئاسة التركية لملفّ قضائي ضدّ أوغلو هو مهزلة سياسية مفضوحة، لأن الأخير الذي قدّم ضده ملف قضائي بمئة تهمة بالتمام والكمال لم يُسأل حتى اليوم، ولم تقدّم ضده قصقوصة قضائية واحدة.
لا يوجد من يُنجد أردوغان هذه المرّة، لا روسيا التي فهمت جيّداً ألاعيبه مع زيلينسكي، ولا أميركا التي تراهن على خصومه في المستقبل، وليس عليه، وليس بين يديه أيّ إنجازاتٍ سياسية أو اقتصادية، أو إستراتيجية في واقع الإقليم يقدمها لشعبه التركي.
وحتى لو تمكّن من المناورة على حركة الاحتجاجات العارمة فإنّ مصيره بات محكوماً بالسقوط المحتوم، لأنّ دعماً مثل الدعم القَطَري ليس كافياً.
الانقلاب الجديد هو في الواقع التعبير الأعمق عن عمق أزمة النظام، وهو ينذر بمواجهات كبيرة، وربما ينذر بخلخلات أبعد من مجرّد سقوط حكم.
أمّا دولة الاحتلال فإنّ أزمتها كدولة إقليمية ربما تكون هي الأزمة الأكبر في كامل الإقليم. وبالرغم من صورة العربدة التي تحاول المراهنة عليها في امتصاص أزمتها الخانقة، إلّا أنّها تغرق كل يوم، بعد أن فقدت كامل صوابها من خلال استمرار حرب الإبادة، وفقدت البوصلة والأهداف، وفقدت القدرة على معالجة الآثار التي ترتّبت على فشلها الكبير فيها.
تقوم دولة الاحتلال بحروب سهلة، كأن تستبيح الدولة السورية لأنّ في الأخيرة لا يوجد من يقف أمامها، والنظام الجديد لا يرى في استباحة بلاده أيّ ضيرٍ خاص، هذا إذا لم نقل إنّ الاستباحة مَرْضِيٌّ عنها، وتعربد، كذلك في لبنان لأنّ معادلة لبنان الدولة، ولبنان القوى السياسية هي معادلة تتيح لها هذه العربدة إلى أن يحين زمن سيقوم "حزب الله" اللبناني بالانتفاض على الواقع القائم، وحينها ستكون للعربدة ثمنها الذي لا تستطيع دولة الاحتلال دفعه.
وفي قطاع غزّة تقوم دولة الاحتلال بحربٍ همجية أكثر من سهلة بالقصف والتجويع، وهي حرب مستحيلة إلّا بالتخاذل العربي، وهي حرب لن تُحسم أبداً إلّا إذا أُعيد احتلال القطاع بالكامل، وهو ثمن لن تتمكّن الأخيرة من دفعه، وستغرق حتماً إن أقدمت عليه.
مجتمع دولة الاحتلال يدرك، أو بدأ يدرك أنّ الانتصار الظاهر ليس غير الهزيمة المستترة، أي أنّ هذا المجتمع ليس متأكّداً إن كانت هذه الحرب قد أدّت إلى نصرٍ أم هزيمة.
"اليمين الفاشي" يمضي بقوّة نحو الانقلاب الكامل على كل شيء، وعلى كل حزب، وعلى كل قانون، وعلى كل شخص لا يوافق على إستراتيجيته، والتعايش بين نهج الارتداد عن الدولة الليبرالية نحو دولة للشريعة والدكتاتورية لا يمكنه أن يدوم طويلاً، والقدرة على الحسم لصالح هذا النهج أو ذاك ستعني إمّا الاحتراب، أو الخراب، وفي أحسن الأحوال لن تؤدي إلّا إلى المراوحة التي لا يعني استمرارها سوى الغرق.
دول إقليمية في أزماتٍ تبدو صعبة ومستعصية، أمّا العرب فهم خارج معادلة المكانة والدور، مع أنّ الفرصة أكثر من سانحة.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق