الكوفية:اعتبر صاحب "خطة الجنرالات" الجنرال الإسرائيلي المتقاعد غيورا إيلاند، أن الحرب الإسرائيلية الحالية في غزة تفتقر للهدف والرؤية الواضحة، وهو ما سيؤثر على النتائج.
ورأى إيلاند، وهو الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، في مقالة له نشرتها "يديعوت أحرونوت"، أن الجيش يواجه معضلة في عمليته الحالية في غزة.
وكتب "لم يتم تحديد هدف واضح ومحدد منذ البداية، وبدلًا من وضع غاية استراتيجية موحدة، برزت عدة روايات متناقضة حول الهدف الحقيقي لهذه الحرب، مما خلق حالة من الغموض أثرت على مسار العمليات العسكرية".
وأكد إيلاند وجود تعدد وتناقض في الروايات الإسرائيلية الرسمية حول هدف هذه الحرب، فبينما يزعم البعض أن الهدف هو الضغط على حماس لإبرام صفقة تبادل جديدة، يؤكد آخرون أن الغاية هي إسقاط حكم حماس بالكامل.
وقال إن هذا الغموض قد يخدم الأجندة السياسية لبعض الأطراف، لكنه يضع الجيش في مأزق استراتيجي، حيث قد يجد نفسه ينفذ مهامّ لا تصب مباشرة في تحقيق الهدف المنشود.
وأكد الجنرال المتقاعد أن عدم تحديد زمن معين للحرب، يحولها إلى عملية استنزاف طويلة الأمد.
ويتساءل عن كيفية قياس النجاح في حال كان الهدف هو إسقاط حماس، إذ "لا يكفي مجرد الإعلان عن انهيار الحركة، بل يجب توضيح ما سيحدث على الأرض بعدها: هل ستنتقل المسؤولية إلى جهة أخرى، أم أن إسرائيل ستتحمل عبء إدارة غزة كقوة محتلة؟".
وشدد إيلاند على أن المسار العسكري لن يكون قادرًا على تحقيق هذا الهدف بالكامل، حتى لو نجحت الضغوط العسكرية في دفع حماس لإطلاق سراح بعض الأسرى، "فمن المؤكد أن هناك مجموعة منهم ستبقى محتجزة، مما يعني استمرار المشكلة دون حل جذري".
ويشير إلى المبادرة المصرية التي طُرحت قبل أسبوعين، والتي تضمنت استعداد بعض الدول العربية، وعلى رأسها مصر، لتولي مسؤولية إدارة غزة وإعادة إعمارها.
لكنه يلفت إلى أن "إسرائيل" سارعت إلى رفض هذه المبادرة بدلًا من استغلالها لصالحها.
وكان الأجدر، برأي إيلاند، أن ترد "إسرائيل" على الاقتراح المصري بقولها: "نعم، ولكن..."، بحيث يتم اشتراط أن تتحمل مصر المسؤولية الكاملة في القطاع.
ويرى الكاتب أن تجاهل هذا الخيار كان خطأ استراتيجيًا، إذ إن التوصل إلى اتفاق مع مصر والدول العربية حول غزة كان سيؤدي إلى إنهاء الحرب بوسيلة أكثر استدامة من الحلول العسكرية وحدها.
كما أن الولايات المتحدة، بحسب إيلاند، كانت ستدعم بقوة مثل هذا التوجه، ما كان سيمنح "إسرائيل" غطاءً دوليًا لإنهاء الصراع بشروط أكثر فاعلية.
وانتقد غيورا إيلاند دور الجيش في عملية اتخاذ القرار، فهو يرفض الرؤية التي تحصر مسؤولية تحديد الأهداف في الحكومة وحدها، بينما يقتصر دور الجيش على التنفيذ.
ويرى أن هيئة الأركان ليست مجرد جهاز عملياتي، بل يجب أن تؤدي دورًا استراتيجيًا يأخذ في الاعتبار الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية عند التخطيط للعمليات العسكرية.