مع اقتراب اليوم العالمي للمرأة، تحلّ هذه المناسبة على المرأة الفلسطينية وهي تعيش أحد أصعب الفصول في تاريخها، حيث تواجه حرب إبادة وتداعيات كارثية بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر، الذي لم يستثنِ أحدًا، ولم يرحم أطفالًا أو أمهات.
واقعٌ مأساوي ومعاناة متواصلة
وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن أكثر من 70% من الأطفال والنساء كانوا ضحايا حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حيث بلغ عدد الشهيدات 12,316 امرأة من إجمالي 48,346 شهيدًا حتى الآن. كما أن 69% من إجمالي الجرحى البالغ عددهم 111,759 جريحًا هم من النساء والأطفال، إضافة إلى أن 70% من المفقودين في قطاع غزة نتيجة العدوان هم من النساء والأطفال، حيث بلغ عددهم 14,222 مفقودًا.
وفي قطاع غزة، دفع القصف الإسرائيلي آلاف النساء إلى النزوح من بيوتهن، باحثات عن مأوى آمن لا وجود له، حيث تشير التقارير إلى أن ما يقارب مليونَيْ شخص اضطروا للنزوح من منازلهم خلال الحرب، نصفهم من النساء.
المرأة الفلسطينية بين جحيم العدوان وتحديات إعالة الأسرة
تواجه 13,901 امرأة فلسطينية واقعًا مأساويًا بعد فقدان أزواجهن نتيجة حرب الإبادة الجماعية، ليصبحن المعيلات الوحيدات لأسر حُرمت من عائلها الأساسي، مما يضيف عليهن أعباء ثقيلة لتأمين لقمة العيش ورعاية الأبناء، في ظل ظروف اقتصادية خانقة تفاقمت بفعل الحصار والدمار.
أما في الضفة الغربية، فقد استشهد 923 فلسطينيًا، بينهم 26 امرأة منذ السابع من تشرين الأول 2023 حتى الآن، جراء اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين.
تحديات نفسية وصحية مضاعفة
فقدان 17,861 طفلًا فلسطينيًا ليس مجرد رقم عابر، بل هو جرح غائر في ذاكرة الأمهات اللواتي يعشن كوابيس يومية من الألم والفقدان، مما أدى إلى انتشار الاكتئاب والصدمات النفسية العميقة بين النساء في قطاع غزة.
وفيما يشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن حوالي 7,065 طفلًا أصيبوا بإعاقات خلال العدوان، تعاني النساء من عجز في توفير الرعاية الصحية اللازمة لأطفالهن، بسبب انهيار النظام الصحي والحصار المفروض على إدخال الإمدادات الطبية.
أزمات النزوح وانعدام الأمان
تضررت 437,600 وحدة سكنية جراء العدوان الإسرائيلي، مما أدى إلى تشريد آلاف النساء والأسر الفلسطينية. تعيش العديد من النساء في خيام مؤقتة، تفتقر إلى الحد الأدنى من الأمان والخصوصية، ويواجهن صعوبة في تأمين احتياجاتهن الأساسية من الغذاء والماء والرعاية الصحية.
المرأة الفلسطينية: نصف المجتمع ودعامة الصمود
تشكل المرأة الفلسطينية 49% من إجمالي عدد السكان في فلسطين، حيث تلعب دورًا محوريًا في الصمود الوطني والتنمية الاجتماعية، رغم كل التحديات والضغوط التي تفرضها الحرب والاحتلال.
الاعتقالات والقيود الإسرائيلية بحق النساء الفلسطينيات
سجّلت سلطات الاحتلال 266 حالة اعتقال لنساء فلسطينيات خلال العام 2024، ليرتفع إجمالي الاعتقالات منذ بدء الحرب إلى أكثر من 450 حالة اعتقال. وحتى 25 شباط 2025، لا يزال الاحتلال يعتقل 18 أسيرة فلسطينية في ظروف قاسية.
ففي يوم المرأة العالمي، تُكرَّم النساء حول العالم لإنجازاتهن، لكن في فلسطين، تبقى المرأة شاهدًا حيًا على معاناة ممتدة لعقود. ومع كل الألم، يبقى الأمل في صمود المرأة الفلسطينية التي لا تزال، رغم الجراح، تقف شامخة كرمز للنضال والتحدي