- إطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال المتمركزة شمال بيت لاهيا شمال غزة
متابعات: صغيره الذي شبّ على درب النار لم يخطئ الطريق، محمد، ابن الأسير المحرر والقائد زكريا الزبيدي، زحف نحو الجنة كما أراد، تاركًا خلفه حكايةً تُروى بدمه.
وفي إحدى منشوراته على موقع "فيسبوك"، سكب المحرر زكريا الزبيدي وجعه في كلمات تخلّد الشهيد قائلاً: "رحم الله صغيري، عرف كيف يصنع الطريق للجنة، فسعى لها زحفاً، حتى لقي ربه رضياً مرضياً".
لكن الفقد لا يُقاس بالكلمات، ولا يخفف من حدته صدق الفخر، زكريا، الذي قاسى السجون والمطاردة، لم يكن يخشى الرحيل، لكنه تذوّق مرارة أن يسبقه صغيره إلى السماء، وحدها صور محمد وسيرته المضرّجة بالرصاص تبقى شاهدة على عمرٍ قصير، لكنه أثقل من الجبال.
وفي 5 أيلول/سبتمبر 2024، استشهد الشاب محمد زكريا الزبيدي (21 عامًا) بقصف الاحتلال مركبة في مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية.
وبعد سنوات من الأسر، خرج زكريا الزبيدي إلى الحرية يوم 30 يناير/كانون الأول 2025، ضمن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال.
الزبيدي، أحد أبرز قادة "كتائب شهداء الأقصى" في الضفة الغربية، وتحرر برفقة 109 أسرى فلسطينيين مقابل ضمن تفاهمات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل".
وفي سجنه، لم يكن "الزبيدي" مجرد رقم بين الأسرى، بل ظلّ مقاومًا حتى في الفكر، يروي حكاية الصمود عبر أطروحته للماجستير، مفضِّلًا تعريف نفسه بعبارة تحمل من التحدي بقدر ما تحمله من المعنى: "التنين الذي يهزم الصياد".