اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025م
عاجل
  • مصادر طبية: 205 شهداء في غارات إسرائيلية على قطاع غزة 113 منهم جنوبي القطاع
  • مدفعية الاحتلال تقصف حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة
  • شهداء جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة أبو رياش في رفح
  • وصول 35 شهيدا إلى مستشفى غزة الأوروبي في قصف إسرائيلي على 3 منازل في رفح وخان يونس
  • وصول 6 شهداء وعدد من المصابين إلى مستشفى الأوروبي بخانيونس جراء قصف الاحتلال
  • طائرات الاحتلال تجدد غاراتها العنيفة على غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة
  • دوي انفجارات عنيفة في خانيونس جنوب قطاع غزة
  • قصف مدفعي يستهدف شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة
  • المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: الأوضاع الإنسانية في القطاع سيئة جدا والعدوان المتجدد يفاقم المعاناة
  • مناشدات لإنقاذ عالقين تحت أنقاض منازل دمرتها طائرات الاحتلال في قطاع غزة
  • المكتب الإعلامي الحكومي في غزة : أكثر من 200 شهيد جراء قصف الاحتلال لمختلف مناطق القطاع
  • غارة جوية إسرائيلية تستهدف المناطق الشرقية لمدينة غزة
  • آليات جيش الاحتلال تطلق نيرانها بكثافة وسط وجنوبي مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالتزامن مع قصف مدفعي
  • مصادر طبية: 170 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة 78 منهم جنوبي القطاع
  • قصف مدفعي متواصل على المناطق الشرقية لمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزة
مصادر طبية: 205 شهداء في غارات إسرائيلية على قطاع غزة 113 منهم جنوبي القطاعالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزةالكوفية شهداء جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة أبو رياش في رفحالكوفية وصول 35 شهيدا إلى مستشفى غزة الأوروبي في قصف إسرائيلي على 3 منازل في رفح وخان يونسالكوفية وصول 6 شهداء وعدد من المصابين إلى مستشفى الأوروبي بخانيونس جراء قصف الاحتلالالكوفية طائرات الاحتلال تجدد غاراتها العنيفة على غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية دوي انفجارات عنيفة في خانيونس جنوب قطاع غزةالكوفية قصف مدفعي يستهدف شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزةالكوفية المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: الأوضاع الإنسانية في القطاع سيئة جدا والعدوان المتجدد يفاقم المعاناةالكوفية مناشدات لإنقاذ عالقين تحت أنقاض منازل دمرتها طائرات الاحتلال في قطاع غزةالكوفية المكتب الإعلامي الحكومي في غزة : أكثر من 200 شهيد جراء قصف الاحتلال لمختلف مناطق القطاعالكوفية الاحتلال يستأنف حرب الإبادة على غزة.. 205 شهداءالكوفية غارة جوية إسرائيلية تستهدف المناطق الشرقية لمدينة غزةالكوفية آليات جيش الاحتلال تطلق نيرانها بكثافة وسط وجنوبي مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالتزامن مع قصف مدفعيالكوفية مصادر طبية: 170 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة 78 منهم جنوبي القطاعالكوفية قصف مدفعي متواصل على المناطق الشرقية لمحافظة خانيونس جنوب قطاع غزةالكوفية وزارة الصحة: ارتفاع عدد الشهداء إلى 131 إثر العدوان على غزةالكوفية شهداء ومصابون جراء استهداف الاحتلال مخيم غيث بمواصي خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية استشهاد أبو عبيدة الجماصي عضو المكتب السياسي لحركة حماس وعائلته جراء الغارات الجوية الأخيرة في غزةالكوفية شهداء ومصابون في قصف الاحتلال عمارة البطش بجباليا البلد شمال قطاع غزةالكوفية

«ألف .. باء» بعد الحرب

14:14 - 27 فبراير - 2025
سما حسن
الكوفية:

طالعتنا الصور ومقاطع الفيديو المصورة خلال اليومين الماضيين عن استئناف الدراسة في غزة التي لا تزال تتداعى بعد وقف الموت الفعلي فوق رؤوس سكانها، وانتقالهم إلى أشكال متعددة من الموت البطيء الذي لا تنقله وسائل الإعلام بأمانة، وحيث ان صعوبات الحياة اليومية والكفاح للبدء من الصفر هي حالات من الموت واستنزاف الروح والطاقة الجسدية لا يمكن لأي قلم او كاميرا أن تصورها.
ورغم كل ما آل إليه الحال في غزة من مآس وعذابات فإن الأحفاد يصرون على المشي قدما على خطى الأجداد بل انهم أبناء الأحفاد لو تحرينا الدقة وتتابع الأجيال بعد نكبة عام 1948، فلا عجب ان نرى الدروس التي تلقى في الخيام المهترئة، وحال التلميذ الذي وصل لخيمة من هذه الخيام لكي يتلقى الدروس على امل الا ينقطع عن التعليم، ولكي يبقى على نهج السابقين ممن عاشوا على ارض غزة، والذين تمسكوا بالتعليم لكي تحقق فلسطين اقل معدل في الامية العالمية، ولكي يشق أبناء غزة الصفوف في نبوغهم وتفوقهم في شتى مجالات العلم، وعلى مدار سنين متعاقبة من النكبة التي اعتقد العالم انها نهاية الفلسطيني الذي اكد لهم انه مثل العنقاء ينهض من الرماد ملوحاً بسيفه وقلمه.
فيما أذكر ان والدي رحمه الله قد تأخر في الالتحاق بالتعليم حتى أصبح في الثامنة من عمره أو أزيد قليلاً لأن أبي حين حلت النكبة كان يبلغ من العمر خمس سنين وقد اقترب من سن الالتحاق بالمدرسة، لكن ذلك لم يحدث والتحق بصفه الأول في سن متأخرة مثله مثل الكثيرين من اللاجئين الذين حط بهم الرحال في خيام على أطراف مدينة غزة، ثم انتقلوا إلى بيت من الطين النيئ المجبول بالأعشاب والقش في جنوب القطاع، وليخرج ابي حاملاً حقيبة مصنوعة من الخيش، وفي أحيان كثيرة كانت جدتي رحمها الله تصنع له حقيبة من الكيس الذي استلمت به كمية كبيرة من الطحين او الأرز من الأونروا، ويطلق عليه مسمى «الشكارة»، اما الحقيبة المدرسية فقد اطلقوا عليها اسم «الخريطة» وكان لهم فيها مآرب أخرى بعد انتهاء الدوام المدرسي، حيث تستخدم كحقائب للتسوق والتنقل وحمل الهدايا للأصحاب والأقارب.
كان ابي الذي جاهد كثيراً حتى اتم دراسته الجامعية بالانتساب لجامعة عين شمس المصرية، حيث لم ينقطع ابداً عن وصف حال تلاميذ غزة إبان النكبة وكيف كانوا يجلسون في صفوف بنيت من البوص أحياناً ومن الطين أحياناً أخرى، وبعد أن انتقلوا من الخيام وكيف كانت قدماه الصغيرتان الحافيتان تنغرزان في الطين والوحل في أرضية الصف الدراسين، لكن ذلك لم يثنه عن التعليم وعن تحقيق امنية والده الذي كان يعمل موظفاً في السكة الحديد. وعلى الرغم من عدم تلقيه أي تعليم فقد كان هذا الأب مناضلاً وحريصاً على ان يكون أبناؤه من حملة الشهادات الجامعية، وقد تحقق له ذلك فعلاً، وبعد عناء وكفاح مع جدتي رحمها الله وظل فخوراً بأبنائه الذين واصلوا تعليمهم في أصعب الظروف على صعيد ظروفهم العائلية او الظروف السياسية، وما بين الأعوام 1948 حتى العام 1967 خصوصاً، وحيث نجح بعض أولاده في الخروج من غزة ليعملوا كمعلمين في دول الخليج وليصبح اسم الواحد منهم مصنفاً كأحد رواد التعليم في تلك الفترة، وحيث كانت دول الخليج لم تبدأ في صحوتها الحضارية الكاملة.
عليك ان تتنهد وتهمس لنفسك «ما أشبه اليوم بالأمس» وأنت ترى تلاميذ غزة المنهكين والذين تبدو على وجوههم علامات سوء التغذية ويرتدون ملابس مهلهلة فيما تبدو أحذيتهم بالية وممزقة، ولكنهم يفترشون الأرض في بقايا الفصول وفي الخيام وبعض الفصول الافتراضية التي أقيمت في الساحات لكي يتلقوا تعليمهم ويواصلوا مسيرة بدأها الآباء والأجداد، ولكي يؤكدوا للعالم أجمع أن هذا الشعب لا يموت طالما كان ممتلكاً للإرادة، وطالما كان وريثاً للإصرار والقوة والتحدي والصمود من آبائه وأجداده الأولين. وعليك ان تتخيل ان هذا الجيل سوف يبقى على عهد السابقين ممن يحفظ التاريخ أسماءهم ويكتبها على لوحات من نور لأنهم فعلا كانوا منارة للعالم رغم كل ما مروا به من ظروف راهن عليها القريب والبعيد، بأنها كفيلة أن تقتل الإرادة، ولكن هيهات أن يحدث ذلك مع شعب الجبارين.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق