- مصادر طبية: 12 شهيدا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم
- شهيد جراء قصف محيط مستشفى أبو يوسف النجار شرق مدينة رفح
غزة: لا يتوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي وجنوده المتواجدين على أرض قطاع غزة عن نشر الفيديوهات التي توثق هدم ونسف مربعات وأحياء سكنية كاملة، ضمن مخطط مدروس وممنهج لقتل جميع مظاهر الحياة هناك.
وبعد مرور 14 شهرا على حرب الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، انتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مرحلة جديدة من التدمير والانتقام من خلال استقدام شركات مدنية خاصة لمساعدته في هدم منازل المدنيين بسرعة وبقدرة تدميرية أكثر.
شركات استيطانية متخصصة
قبل نحو شهرين من الأن، أعلنت مصادر عبرية عن بدء تعاقد جيش الاحتلال مع شركات متخصصة في البناء الاستيطاني للعمل في قطاع غزة.
أول ظهور لتلك الشركات كان في رفح أقصى جنوب قطاع غزة، حيث استعان بشركة تدعى "مشك عفار المحدودة"، لاستخدام آلياتها وحفارتها في هدم المدينة.
أما في مناطق شمال قطاع غزة، فقد استعان الاحتلال بشركة "ليبي للإنشاءات والبنية التحتية المحدودة"، ومقرها في بؤرة شيلو الاستيطانية غير القانونية قرب رام الله.
إعلانات توظيف في غزة
ونشرت شركة "ليبي" إعلاناً عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عن وظيفة لتنفيذ عمليات الهدم في غزة، جاء فيه "نبحث عن مشغلي جرافات لأعمال الهدم في غزة، والوظيفة مناسبة أيضاً لأولئك الذين لم يخدموا في الجيش، حيث نقدم أجرا جيدا".
شروط العمل في غزة
وخصصت الشركة مبلغ مالي قدره 600 شيكل إسرائيلي (حوالي 165 دولار أمريكي) كأجر يومي، مع جدول عمل من الساعة 5:00 صباحًا حتى 7:00 مساءً، لمدة 5 أيام في الأسبوع.
ولا تسمح الشركة للأفراد العاملين في المشروع بمغادرة المنطقة دون حراسة عسكرية، مؤكدة أن مدة المشروع غير محددة، ولا يوجد تاريخ محدد لانتهاء العقد.
استراتيجية إسرائيلية لتوسيع الاستيطان
في منتصف سبتمبر 2024، أقرّ جيش الاحتلال بتدمير نحو 96 ألف منزل في قطاع غزة بزعم أنها كانت مفخخة بينها 14 ألف منزل في مدينة رفح.
فيما ذكرت الأمم المتحدة أن جيش الاحتلال دمّر مربعات سكنية بالكامل في القطاع من دون أي مبرّر، مضيفة أن هدم المنازل وتفجيرها في غزة هو استراتيجية إسرائيلية لتوسيع الاستيطان.
تحضيرات للعودة
ومع أواخر أكتوبر الماضي، نظمت جماعات استيطانية إسرائيلية مؤتمرا يروج لإعادة الاستيطان في غزة، شارك فيه عشرات من أعضاء الكنيست، بينهم أعضاء في حزب الليكود الحاكم، ووزراء في حكومة نتنياهو.
وفي أعقاب المؤتمر، أعلنت حركة "نحالا" الاستيطانية تسجيل 700 عائلة للسكن في 6 مستوطنات محتملة في غزة، معربة عن أملها في بدء بناء هذه المستوطنات خلال عام.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن تلك الحركة تأكيدها أنها ستملأ "المناطق المحررة في غزة بالمجتمعات اليهودية"، حسب تعبيرها.
لا أمن دون الاستيطان في غزة
من بين الوزراء الإسرائيليين المشاركين في المؤتمر الداعم لإعادة الاستيطان في غزة، كان ووزير مالية الاحتلال، المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي قال إنه في نهاية المطاف سيكون هناك استيطان يهودي في قطاع غزة.
وزعم سموتريتش في تصريحاته أن غزة "جزء من أرض إسرائيل، لن يكون هناك أمن دون استيطان في القطاع. والعبرة الأساسية في السنة الأخيرة".
وأضاف "أينما يوجد استيطان يوجد أمن، وأينما يوجد مدنيون ثمَّ أيضا وجود عسكري، ولا جدل في أن الجيش سيسيطر على قطاع غزة لفترة طويلة لإزالة الخطر الكامن فيها وتوفير الأمن لمواطني إسرائيل".
وتابع زاعما أن "من لديه عينان يدرك أنه من دون وجود مدني استيطاني لا يمكن إبقاء الجيش لفترة طويلة، لذلك يجب أن يكون في غزة وجود يهودي وإحياء الاستيطان الطلائعي القوي من جديد".