اليوم السبت 05 أكتوبر 2024م
عاجل
  • مصابون في استهداف مسيرة إسرائيلية لشقة سكنية في مبنى بمحيط مخيم البداوي شمالي لبنان
مصابون في استهداف مسيرة إسرائيلية لشقة سكنية في مبنى بمحيط مخيم البداوي شمالي لبنانالكوفية غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في سهل بلدة سعدنايل بالبقاع الأوسط شرقي لبنانالكوفية قوات الاحتلال تقتحم منطقة جبل ابو رمان في مدينة الخليلالكوفية غارتان إسرائيليتان بمحيط مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية لبيروتالكوفية حزب الله اللبناني: استهدفنا بالصواريخ تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في خلة عبير في يارونالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف مستشفى صلاح غندور في جنوب لبنانالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة ابو فلاح شمال شرق رام اللهالكوفية مصادر عبرية: قصف مدفعي ثقيل وتبادل إطلاق نار على الحدود مع لبنانالكوفية طائرات الاحتلال تجدد غاراتها العنيفة على جنوب شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزةالكوفية غارات جوية إسرائيلية استهدفت بلدات الشهابية والطيبة وبرعشيت كفردودنين جنوبي لبنانالكوفية طائرات الاحتلال تقصف شقة سكنية في منطقة برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروتالكوفية زوارق الاحتلال الحربية تطلق نيرانها غرب النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية مصادر عبرية: طائرات مروحية تعمل على إجلاء جنود الاحتلال من شمال فلسطين المحتلةالكوفية آليات الاحتلال تطلق نيرانها صوب المناطق الشمالية للمحافظة الوسطى بقطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة السموع جنوب الخليلالكوفية جيش الاحتلال ينسف مبان سكنية شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 365 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية 4 شهداء جراء قصف الاحتلال منزلا شمال النصيراتالكوفية جيش الاحتلال يطالب بإخلاء فوري لمبان في حي برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروتالكوفية سماع دوي انفجار في طولكرمالكوفية

شهداء وليسوا أرقاما.. ياسر بريخ "درويش" في حب الوطن

04:04 - 03 أكتوبر - 2024
الكوفية:

خاص - كتب مروان جودة

توافد على مقهى بالقاهرة حزينا وقد ظهر على ملامح وجهه هما كبيرا لم يفصح عنه إلا بعد إصرار من أصدقائه لمعرفة السر.

القصة بدأت باهتمام الشهيد ياسر رأفت بربخ، بمسن فلسطيني يقيم وحيدا بالقاهرة، فما كاد يمر يوما إلا ويحرص ياسر على زيارته وإحضار الطعام والعلاج له، وقتل الوقت معه بلعب الطاولة ليؤنس وحدته، كان ياسر يجد سعادة بالغة في هذا الأمر وكأنه يرى في ذلك المسن وطن يفتقده وأجبرته الظروف للغربة عنه.

كان المسن الفلسطيني يعجز عن دفع إيجار وحدته السكنية وهو ما دفع ياسر لمطالبة أصدقائه على المقهى بضرورة التكفل بهذا الأمر فأدرك حينها أصدقائه سر الهم الذي يعلو ملامحه.

الشهيد ياسر رأفت بربخ، صاحب الـ25 عاما، كغيره من محبي الوطن والبشر، خلوق مثابر وطني مقاوم يحب جميع خلق الله باختلاف المذاهب والأديان والأعراق مقدس للعمل كاره للجبن والتقاعس والكسل، محبوباً من الجميع ولا يراه أحد الا ليُعجب بهذا البطل، يدخل القلب كنسمة الهواء بهدوء، جُل أحلامه كانت أن ينّعم بوطنٍ حُر، حلمه بوطن حر جعله يترك القاهرة ليعود إلى غزة مجددا لتكتب له الشهادة في الثالث والعشرين من أكتوبر، عندما قصفت طائرة حربية إسرائيلية، دون سابق إنذار منزل صديقه أثناء تواجده معه، تحول المكان إلى دمار كبير، ولم تعثر طواقم الدفاع المدني على جسد ياسر في أول يوم، ولكن في اليوم التالي وجدوه أشلاء، وكأن جسده قرر أن يحاكي روحه التي كان ينثر محبتها على الجميع وفي كافة أرجاء المكان.

يقول أصدقاء ياسر عنه، "كان أكثرنا صلابة وشجاعة، يعرفه الجميع الصغار والكبار، لديه عائلة جميلة كان دائما يفتخر به، والحب كان لغته وفلسفته التي كان يفهمها، ويراها الطريقٍ الوحيد لتحريرنا من براثن التيه والألم والكره، فهو عاشق صوفي يحرص على زيارة مقامات الصالحين والأولياء و"هموم الأمة" كما كان يطلق عليهم.

ياسر قوميا بلا شك عروبته تجري في دماء عروقه يتفاعل بكل كيانه وجوارحه مع أي حدث يمس جسد الأمة العربية، يسير حاملا على كتفيه هم وطنه وكان يسأل نفسه دائما ماذا فعلت؟ ولمن فعلت؟ وماذا قدمت؟ كان يحزن على فراق أصدقائه وأحبابه ويتألم لما يحدث في غزة والضفة، يموت قهراً ووجعاً على الأهل والأحباب والوطن لم يكن يريد البقاء في مصر رغم حبه وتعلقه بها فذات مرة سألته عما سيبقى في مصر فرد قائلا، "أنا متيم بالوطن ولا أرى نفسي سوى هناك".

كان قلبه عابراً للأعراق والمذاهب والطوائف والأحزاب قلب يتسع للعالم لا يحمل سوى الحب لكل خلق الله فصوفتيه وروحه طغت على ماديته، كان جامعا لخصال الخير ذا عفة في خلائقه واستقامة في طرائقه قد هذبته الآداب وأحكمته التجارب وأثقلته فقد كان يعيش بعمران عمر الحكيم العاقل صاحب التجارب وعمر الطفل البريء المحب الشغوف بكل شيء، إن أؤتمن على الأسرار حفظها وإن قُلد مهام نهض فيها، يسكنه الحلم وينطقه العلم وتهابه القلوب، له صولة الأمراء وأناة الحكماء وتواضع العلماء وفهم الفقهاء وهيبة العظماء يسترق قلوب الخلق بخلابة لسانه وحسن بيانه وقوة حضوره، لا تأخذه في الله لومة لائم متمسك بالحق قابضا عليه.

ياسر كان خير مثال ونموذج للشاب العصري المحب للجميع المتمسك بهويته العربية والإسلامية، فتحاويا وبالرغم من فتحاويته التي ورثها وشكلت كيانه وفكره وبالرغم من اختلافه مع بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى أيديولوجيا وسياسيا لكنه لم يستخدم لغة التخوين وأول الداعمين للفصائل المسلحة عندما تقف أمام الاحتلال.

حلمه ان يرى دولة فلسطين موحدة في ثوب ليبرالي تحتفظ بثقافتها وهويتها الفلسطينية العربية والاسلامية وعابرة للحزبية، لم يكن من أنصار لغة التخوين والنقد الهدام لأي فصيل من الفصائل الأخرى بالرغم من الاختلافات إلا أنه كان ينتقد الوضع الداخلي انتقاد المصحح البناء المحب لوطنه الذي يسعى للإصلاح بأفكاره واقتراحاته البناءة وأقتبس مما كتب في عام 2020 :

" لن نستطيع التصدّي لأي مشروع مجحف دون تحقيق المصالحة ووحدة الشعب الفلسطيني ".

 

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق