اليوم الاحد 08 يونيو 2025م
صحيفة : ارتفاع نسبة المجندات في الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحربالكوفية مدفعية الاحتلال تستهدف حي الزيتون بمدينة غزةالكوفية قوات الاحتلال تُطلق قنابل دخانية في أجواء المناطق الشرقية من مدينة غزةالكوفية إسرائيل تقرر الهجوم على إيران.. هل اقتربت الحرب الكبرى ؟؟الكوفية شهيد إثر قصف مسيرة إسرائيلية منطقة حي الأمل غرب خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية من المساعدات إلى المجازر: مشروع إسرائيل في غزة على المحكالكوفية آلاف الإسرائيليين يتظاهرون مطالبين باتفاق تبادل أسرى ووقف الحربالكوفية قصف مدفعي إسرائيلي في المناطق الشمالية الغربية لقطاع غزةالكوفية 31 شهيدا في غارات مُتفرقة على القطاعالكوفية مصابون بقصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الصناعة غربي مدينة مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية مادلين تقترب من غزة.. سفينة قد تشعل نارًا جديدة في الشرق الأوسطالكوفية إسرائيل تجمع 5 مليارات دولار عبر سندات أمريكية لتمويل عدوانها على غزةالكوفية غارات عنيفة وقصف متواصل على تلك المناطق في قطاع غزةالكوفية أبو سلمية: المستشفى ستتوقف نهائيا عن العمل خلال ساعات إذا لم يتم تزويدنا بالوقودالكوفية ماذا فعلت المنظمات الدولية لإيقاف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؟الكوفية إبراهيم: الاحتلال حول مراكز توزيع المساعدات مصائد لإعدام الفلسطينيينالكوفية هذه أكثر الأماكن التي يرتكب فيها الاحتلال مجازره في قطاع غزةالكوفية هكذا فتح الاحتلال نيرانه تجاه المواطنين على حاجز نتساريم وشارع صلاح الدينالكوفية الموافقة على شروطنا مقابل وقف الحرب في غزة.. رسالة إسرائيل للمجتمع الدوليالكوفية الاحتلال يحول نقطة المساعدات بمحور نتساريم إلى مسلخ بشريالكوفية

" في النسخة المعدلة من الخطاب "

21:21 - 25 سبتمبر - 2021
عدلي صادق
الكوفية:

أثناءَ حضورِ كاتبِ هذه السطورِ، مأتماً في الريفِ المصريِّ، قبلَ ساعاتٍ ؛ سَمعَ بنفسهِ اعتراضَ فريقٍ من الشبابِ المتعلمينَ، على دمجِ صوتِ الميكرفونِ أثناءَ تجويدِ المقرئِ، ببرنامجِ صوتٍ آخَرَ، يُسمعُ في صدى التلاوةِ، فيتهللُ مستحسناً مخارجَ الألفاظِ على لسانِ القارئِ الحافظ. وتلك من مستحدثَاتِ التجويدِ في مجالسِ العزاء. فما أنْ يختمَ القارئُ كلَّ آيةٍ، من قصارِ السورِ التي يحفظُها الجميعُ، حتى تُسمعَ ـ عاليةً ـ تهليلاتُ الاستحسانِ، معَ خاتمتِها: الله يفتحْ عليك يا مولانا»! الشبابُ يقولون، إن المستمعينَ، لم يُفاجأوا بكلامِ الله. فهم يعرفونهُ، فلماذا التهللُ إذاً؟ وبعضُ هؤلاء، رأى أنّ دمجَ صوتِ التلاوةِ، بصوتٍ آخَرَ مسجَّلٍ، فيه مساسٌ بهيبةِ القرآنِ أو بوجوبِ الإنصاتِ له بوقارٍ، فيه بدعةٌ! في كلامِ الدنيا والسياسةِ، ليس هناك جديدٌ في خطابِ رئِيسِ السلطةِ الفلسطينيّة. ربما هناك بعضُ إعادةِ التوزيعِ للأفكارِ، وإدخالُ القليلِ من الجُملِ الجديدةِ. أما في الجوهرِ، فإنّ النصَّ هو نفسُهُ الذي سُمعَ على مرِّ عشرِ سنوات. ولا يختلفُ اثنانِ فلسطينيّانِ، على أنّ كلامَ عباس، عندما يَقرأُ من نصٍ مكتوبٍ، يختلفُ تماماً عن كلامهِ عندما يرتجلُ، مثلما يختلفُ تماماً عندما يقرِّر. فالاستقلالُ الوطنيُ الذي يتوخاهُ النصُّ، يتطلبُ سلوكاً في الحكمِ مغايراً تماماً لِمَا يقرِّرُه الرجلُ وينامُ ويقومُ عليه. لكنّ النطقَ الأجدرَ بالاستنكارِ، هو ما صرّحَ به جلعاد إردان، سفيرُ إسرائِيل لدى الأممِ المتحدةِ، لا سيما إشارتَهُ إلى نتيجةِ استطلاعٍ فلسطينيٍّ، أفادتْ بأنَّ تسعةً وسبعين في المائَةِ من الفلسطينيّينَ يريدون من عباس أنْ يستقيل. فهذا المأفونُ إردان، أرادَ توظيفَ النتيجةِ في السياقِ المعاكسِ، وكأنّ الفلسطينيّينَ الذين يرغبون في استقالةِ عباس، قد أعربوا عن هذا الرأيِ، ترضيةً لدولةِ الاحتلالِ الإجراميِّ، وليس لضعفِ وعوارِ سياساتِهِ الداخليةِ، التي أصبحتْ جزءاً أساسياً من أسبابِ ترهلِ الكيانِ الوطنيِ وإحباطِ الشعبِ. وفي إشارةِ سفيرِ الدولةِ المارقةِ، ترتسمُ إحدى اللقطاتِ المألوفةِ في لغةِ إسرائِيل، عندما تكذبُ وتستغلُ الثغراتِ في الوضعِ الفلسطينيِّ، وتتعمدُ الإسهامَ في محاصرةِ المسؤولِ الفلسطينيِّ، وتعريةِ مواقفِ مَنْ يعارضون أخطاءَهُ! حاولَ إردان، المطابقةَ بينَ ما قاله عباس، عن ضرورةِ جلاءِ الاحتلالِ، ومطالبتهِ بمقاضاةِ بريطانيا بسببِ جريمةِ وعْدِ بلفور. ذلك علماً بأنّ كلَّ وثائِقِ التاريخِ، تدلُّ بشكلٍ قاطعٍ، على أنّ الأداءَ البريطانيَ الاستعماريَ، كان يخالفُ وعْدَ بلفور نفسِهِ، ويتجاوزُهُ إلى الأسوأِ، ما يجعلُ تصريحَ بلفور الظالمِ، أقلَّ سوءاً من تطبيقاتِهِ البريطانية. وكان إردان، في الإعرابِ عن تطيُّرِهِ مما سمّاهُ «تهديدَ» عباس باللجوءِ إلى محكمةِ العدلِ الدوليّةِ، يخادعُ مثلما يخادعُ قادتُهُ ويستخدمون بروباغندا تضخيمِ المخاطرِ الكاذبةِ، بينما إردان يعرفُ أنّ المحاكمَ الدوليّةَ، ليست ذاتَ أحكامٍ نافذةٍ، وهي نفسُها سواءٌ كانت جنائِيةً أو تحكيميةً، لم ولن تبتَّ في جوهرِ المظلوميةِ الفلسطينيّة. ويعرفُ هو أيضاً، أنّ ما يسميه «التهديدَ» ليس إلا تنويعاً في النصِّ، بالنسبةِ لعباس، وتلويحاً بما ليس فيه جدوى. عباس، ضمنَ الفقراتِ المتكررةِ، كان محقاً في الإشارةِ إلى أنّ سياساتِ المجتمعِ الدوليِّ، فشلتْ في محاسبةِ إسرائِيل. ولكونِ مثلِ هذه الفقراتِ قد تكررتْ مراراً ؛ كان من واجبِ عباس، خلالَ سنواتِ التكرارِ، أن يثابرَ على تأسيسِ وضعٍ فلسطينيٍّ، سياسيٍ واقتصاديٍ واجتماعيٍ، يقاومُ الأمرَ الواقعَ الذي تفرضُه إسرائِيل. وهذا هو شرطُ إنهاضِ المجتمعِ الدوليِّ، للإسهامِ في محاصرةِ سياساتِها. فما جرى، عندما نأخذُ ما حدَثَ مؤخراً كمثالٍ، أنّ حسين الشيخ أحدَ أهمِّ عناصرِ المجموعةِ الصغيرةِ المتنفذةِ معَ عباس، أعلَنَ على الملأِ وعلى مسمَعِ العالَمِ، عندَ محاولتِهِ تصفيرَ مشكلةِ احتباسِ الأموالِ الفلسطينيّةِ ؛ أنّه لا مشكلةَ معَ إسرائِيل وأنّ الأمورَ عادتْ إلى سياقِها الطبِّيعي. فما الذي يجعلُ المجتمعَ الدوليَّ يصبرُ أو يتقبلُ انتهاكاتِ إسرائِيل، إنْ كانَ ممثِّلُو الطرفِ المنتهكةِ حقوقُهُ، يعلنونَ عن الرضا، ويستمرون في التنسيقِ الأمنيِ معَ الاحتلالِ؟! لولا أنّ جلعاد إردان نطَقَ كُفراً، لَمَا كنَّا استشعرنا الرغبةَ في التعقيبِ على خطابِ عباس المكرَّرِ، الذي لم يكنْ له في كلِّ مرةٍ، ما بعدَهُ من الإصلاحِ والتصحيح. أما المتهللون لمنطوقِ الخطابِ، وهم يعرفون فحواهُ قبلَ أن يُسمعَ، وكأنهم فوجئِوا بجماليّاتِه ؛ فهؤلاء من ندماءِ النغمِ، الذين يتغاضَوْنَ عن كلِّ الرزايا، ويكتفون بالسماع.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق