اليوم الجمعة 23 مايو 2025م
عاجل
  • مصادر طبية: 85 شهيدا حصيلة غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر الخميس
مصادر طبية: 85 شهيدا حصيلة غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر الخميسالكوفية قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز خلال اقتحامها مدينة نابلسالكوفية قوات الاحتلال تطلق قنابل غاز خلال اقتحام شارع فيصل بمدينة نابلسالكوفية مصابون في قصف الاحتلال منزلاً لعائلة عليوة محيط مركز الشرطة بحي الزيتون شرق غزةالكوفية مراسلنا: غارتان للاحتلال استهدفتا بلدة دير انطار في قضاء بنت جبيل جنوب لبنانالكوفية مراسلنا: طائرات الاحتلال تشن سلسلة غارات عنيفة على جنوب لبنانالكوفية تطورات اليوم الـ 67 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية الإعلام الحكومي: استهداف عناصر تأمين المساعدات جريمةالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف محيط مفترق السنافور في حي التفاح شرقي مدينة غزةالكوفية مراسلنا: غارة للاحتلال على بلدة شمع جنوب لبنانالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة يعبد قضاء جنينالكوفية طائرات الاحتلال تشن 7 غارات على مناطق متفرقة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.الكوفية طائرات الاحتلال تشن سلسلة غارات شمال شرق خانيونسالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلاً لعائلة أبو عكر في مخيم القطاطوة بمدينة خانيونسالكوفية إطلاق نار من طائرات كواد كابتر إسرائيلية على منازل المواطنين شرق حي الزيتون بمدينة غزةالكوفية طائرات الاحتلال تشن حازما ناريا على مدينة خانيونسالكوفية الهلال الأحمر: طواقمنا تتعامل مع 8 حالات حروق نتيجة قيام قطعان المستوطنين بإحراق منازل في بلدة برقينالكوفية مصابون في قصف إسرائيلي على مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية 7 شهداء جراء قصف الاحتلال لعناصر تأمين المساعدات في شارع صلاح الدين شرق دير البلحالكوفية ارتفاع عدد الشهداء إلى 82 جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر الخميسالكوفية

لا تقطع الخيط يا دولة الرئيس

11:11 - 07 أغسطس - 2021
د. نسيم الخوري
الكوفية:

ليست الدساتير جدولاً للضرب وأرقاماً وحسابات قوة طائفية وانتخابية وصراعات وملاكمات، يستحيل معها نصب الخيط بين قصرين رئاسيين أو أكثر في لبنان. إنه الإمعان في الانزلاق السادي على أبواب الجحيم عبر المسائل الخلافية والدوران فوق أراجيح التمثيل وموازين القوة والضعف.
أكتب هذا يوم الرابع ذكرى دماء تفجير وجه لبنان من مرفأ بيروت، وأمسح بحبري بحوراً من حزن وخوف ودماء.
كلكم أقوياء في قصوركم، لكن بين قوسين، ولبنانكم الأضعف في العالم، وشعبكم أضعف من ضعيف منهوب الروح والغد. ليست الدساتير نصوصاً إلهية نمارسها بالتمتمة والصلاة والركوع أمامها والتفاهم الجامع على نقاطها وفواصلها كي لا نقل مقاطعها ومعانيها وتفسيراتها التي تخضع للأهواء والاجتهادات والأخطاء، بحيث تبدو نجاحاتها وإخفاقاتها محكومة بالممارسة والتطبيق. فكيف نطبقها في مجتمعات لبنانية شديدة التعقيد والدينامية ومحرومة نهائياً من الاستقرار؟
الدستور روح الأمة لا طوائفها ولا ميزانياتها أو حصصها. هي روح مونتسكيو. يعرف هذا نجيب ميقاتي المدموغ بالأرقام والثروات وقدرات مميّزة في الجمع والتجرد والإقدام. الفلسفة خرجت في اليونان من الأرقام في الصين والشرق الأقصى والخوارزميات دمغة العصر وصارت نصوصاً مشبعة بالمنطق والوصل.
ينتظر اللبنانيون يا سيّدي ليس تكراراً لما هو مقيم وموروث في ناديكم لقدامى رؤساء الوزارات بعيداً من المذاق الطرابلسي الثائر واللبناني المتفجّر والناطر.
التحدي مقيم في جمع ما لا يجمع ودربه الترفّع والتماس الموسيقى الناعمة وطرب الفؤاد مع السنيورة بما يتجاوز الأرقام والمناصب إلى الوطن؛ إذ لا يجوز بعد أن يفلت رأس الخيط الوطني والسياسي مجدداً بين الرئاستين الأولى والثالثة إن كان التركيز عن بقايا لبنان!
لا تقطع الخيط يا دولة الرئيس.
كفر لبنان واللبنانيون بوطنهم بين الثوب السياسي المهلهل والإبر في التفصيلات، بين ثبوت نصوص الدستور اللبناني وتحولاته أو تجاوزه وتمزقاته وفقاً للأمزجة والمصالح والمقتضيات الشخصية والعربية والدولية واجتراح القوانين المكدسة التي تخيط الناقض والمنقوض. خرج لبنان من جمهوريته الأولى المختومة ب 200000 شهيد وعشرات ألوف المعاقين، مرمياً فوق أكتاف الأمم ومجلس الأمن الدولي وكانت الأبواب الذهبية مشرّعة للولوج إلى الجمهورية الثانية العذراء، لكنه لم يخرج. لم تختمر ولم تُخبز عجينة الدستور الجديد، وخصوصاً مع الجنرال، وبقينا نعاين أمراضاً مزمنة عبر السفراء والأوصياء المستوردين من بقاع الأرض، وكأني بلبنان جاء ليخرج من الخنادق إلى المستشفيات ومن الباحات إلى الشلل فوق الأسرّة ومن الصراخ بالتغيير إلى الصراخ من شدّة الأوجاع. لم يعالج الدستور جروحنا السياسية المزمنة المنتفخة بالطائفيات المذهبية الموحلة، وكلما تحركنا فيه أوتقدمنا خطوات كلما غرقنا ولا من يرثينا أو يسمعنا أو يكترث بانقساماتنا اليوم.
بتنا أدوات ضحلة...
لا يكفي أن يصدح نادي رؤساء الوزارة على أنغام الطرب ب «الثبات على الخط» وعنه لا يزيحون؛ بل أخبرونا أين يبدأ هذا الخط وأين ينتهي وإلى أين يوصلنا خصوصاً أنه خيط حرير انقطع مع اغتيال رفيق الحريري وفلت من بين أصابعنا جميعاً مرة واحدة. لم يُدرك اللبنانيون بعد بياض هذا الخيط من سواده وقد صار وطننا رثاً فارغاً إلا من جوع وقهر ورواتب يابسة ومدخرات متبخرة بين سياسيين وحاكم مصرف مركزي ومصارف، برعاية إدارات منهارة بقرارات مرتجلة لمجموعات مذهبية صمّاء بلهاء خارج الدستور وخارج الوطن، وبانتظار قرارات خارجية لا فكاك منها إلا بالخرائب المكدسة أمامنا.
وهنا أسأل:
وإذا لم يمسك ميشال عون بالخيط من الجهة المقابلة، فكيف يكون العزف الوطني؟ وهل وظيفة الرئيس الإمساك بطرف الخيط والرقص على نشوة توقيعه مرسوم تكليف رئيس الحكومة فقط والتفرج على الجمهورية السعيدة التي رمتنا في دين بمليارات الدولارات ولم تتمكن من أن تضيء مصباحاً لنا في عتمتنا المعممة من الألف إلى الياء؟

أهو من صلب دستور الطائف وتقاليد الجمهورية الثانية أن يقبع الرئيس في بعبدا منتظراً تشكيلة الحكومة لتوقيعها هدية تطبيق الدستور والحكم؟ أي دستور؟ دستور الطائف فوق الرفوف أم دستور من خلعوا ثياب الميليشيات وشغلوا الدولة بكل ما تهوى سوى الدستور؟
لا أتصور أن مصطلحاً أكثر من كلمة «الطائف» حظي بهذا الكم من الحبر والنقاش والصراع بين اللبنانيين في تاريخهم المعاصر. ليست المعضلة في الدستور اللبناني الذي بقي مؤجلاً حتى بعد خروج سوريا، لم يطبق لا نصاً ولا روحاً وتم إجهاضه بالعجز عن العزف المنفرد، وعدم تقطيب الجروح الموروثة والمتجددة خارج نبض التغيير في الجسد الواحد.

الخليج

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق