نشر بتاريخ: 2025/10/15 ( آخر تحديث: 2025/10/15 الساعة: 23:06 )

خاص الكوفية| طوفان الأحرار.. من أعماق المعاناة إلى النصر

نشر بتاريخ: 2025/10/15 (آخر تحديث: 2025/10/15 الساعة: 23:06)

الكوفية في زنازين السجون الباردة، خلف قضبان الحديد، نُسجت قصص ألم وصبر وأمل للأسرى الفلسطينيين الذين يحملون في قلوبهم حب الوطن ووجع الفراق، كل صفقة تبادل أسرى هي أكثر من مجرد اتفاق سياسي، هي حلم آلاف العائلات التي تشتاق لأبنائها، وأمهات تذرف الدموع على فراق فلذات أكبادها.

هذه الصفقات ليست مجرد تبادل للأسماء والأجساد، بل هي ملحمة إنسانية تتقاطع فيها الآلام مع الفرح المؤقت، والدموع مع ابتسامات اللقاء، في معركة لا تنتهي من أجل الحرية والكرامة، هنا بين جدران الغربة والإبعاد تختزل معاناة أمة بأكملها، وتُروى قصص الأسرى الذين لا يعرفون سوى الصبر، ينتظرون لحظة الحرية التي تحملها صفقات التبادل كنبض خافت في قلب الظلام.

صفقات معقدة

شهدت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة 3 صفقات معقدة لتبادل الأسرى أُبرمت في ظل تعنت من حكومة الاحتلال ورفضها لكل الصفقات المقترحة مقابل تمسك المقاومة بالإطار التفاوضي الذي اعتبرته السبيل الوحيد لتحرير الأسرى الإسرائيليين.

الصفقة الأولى

في نوفمبر 2023، أُعلن عن هدنة إنسانية شملت إفراج فصائل المقاومة عن 50 محتجزا إسرائيليا مقابل 240 أسيرا فلسطينيا، بينهم 169 طفلا وفتى و71 أسيرة.

تم الاتفاق على وقف جزئي لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، مع تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في محاولة لتخفيف المعاناة الإنسانية المتفاقمة في ظل استمرار الحرب.

ولعبت مصر دور الوسيط الرئيسي في التفاوض وتنفيذ الصفقة، حيث تولت نقل قوائم الأسرى والإشراف على عمليات التسليم والتسلم بين الطرفين، بالتنسيق مع قطر والجهات الدولية ذات الصلة.

وتم تنفيذ الصفقة على خمس مراحل، مع فرض ضوابط صارمة على كلا الطرفين، من بينها منع تنظيم مراسم استقبال رسمية للأسرى المفرج عنهم.

الصفقة الثانية

في يناير 2025 نجح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى تم بموجبه الإفراج عن 33 محتجزا إسرائيلياً مقابل 1777 فلسطينيا إضافة إلى أسير أردني

بعد أشهر من جولات المفاوضات، تم الإعلان يوم 15 يناير في العاصمة القطرية الدوحة عن اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة شمل 3 مراحل للتنفيذ.

وتضمنت المرحلة الأولى إطلاق سراح 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل محتجز إسرائيلي مدني، وشملت هذه المرحلة الأسرى الذين شملهم اتفاق التبادل عام 2011 وأعادت إسرائيل اعتقالهم لاحقا وعددهم 47 فلسطينيا.

ومقابل كل جندي إسرائيلي، يتم إطلاق سراح 50 أسيرا فلسطينيا، بينهم 30 من المحكومين بالسجن المؤبد، و20 من أصحاب الأحكام العالية.

شمل الاتفاق جميع الأسرى الإسرائيليين، فيما تضمنت المرحلة الأولى من الاتفاق 33 أسيرا ممن يعرفون بأنهم "حالات إنسانية" ويقصد بهم النساء والأطفال دون 19 عاما وكبار السن فوق 50 عاما والمدنيين الجرحى والمرضى من غير الجنود.

وتضمنت المرحلة الثانية الجنود الأسرى بينما شملت المرحلة الثالثة الجثث.

الصفقة الثالثة

في أكتوبر 2025 تم التوقيع على خطة ترامب لإنهاء الحرب وبموجبها أفرجت المقاومة عن 20 محتجزا إسرائيلياً ورفات 4 أخرين مقابل 1968 أسيرا بينهم 13 أردنيا

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عما سماها "خطة سلام" تتألف من 20 بندا، تضمنت الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.

أعقب ذلك انطلاق مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية، برعاية أميركية مصرية قطرية، لبحث آليات تنفيذ الخطة وإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وعلى الرغم من موافقة حماس في وقت سابق على مقترحات لوقف إطلاق النار، فقد واصل نتنياهو المراوغة والمماطلة واستمر في سياسة التصعيد ومواصلة الحرب على القطاع.

وفي فجر التاسع من أكتوبر، أعلن ترامب توقيع إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من "خطته للسلام".

قوافل المحررين

416 إمرأة أو طفل

662 مؤبد أو أحكام عالية

2601 اعتقلوا خلال الحرب

224 مبعد

14 أسير أردني

مع كل أسير يُفرج عنه، يكتب التاريخ الفلسطيني صفحة من صمود لا يعرف الانكسار، وحكاية تحرير تتجدد بين جيل وآخر، هؤلاء الرجال والنساء الذين صمدوا أثبتوا أن الحرية ليست مجرد حلم، بل حقيقة تصنعها إرادة لا تلين، يذكرون العالم أن الحرية ليست هبة، بل انتزاع بإرادة الأحرار، صمد هؤلاء الأبطال كأشجار الزيتون في وجه العواصف، لم تمزقهم قيود الحديد ولا أسلاك الشوك، بل ازدادوا ثباتًا وعزيمة، وها هم اليوم يعودون أحرارًا، حاملين معهم رسائل من القلب والدم، يعلنون أن الإرادة الفلسطينية لا تعرف المستحيل، وأن الحرية ليست حلمًا بعيدًا بل وعدٌ يُكتب بدماء الأبطال.

وكما قال الشاعر محمود درويش:

"على هذه الأرض ما يستحق الحياة"

وهؤلاء الأسرى، أثبتوا أن الحياة تستحق أن تُعاش بحرية وكرامة، وأن الأرض لن تخضع إلا لمن يصمد ويقاوم.