الكوفية الحرب على غزة لم تعد قصفًا وتشريدًا فقط بل محاولة اقتلاع الإنسان من أرضه. فمصادر مصرية كشفت أن الاحتلال جاد في تهجير سكان مدينة غزة نحو سيناء وهو ما تعتبره القاهرة تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي إذ يعني نقل أزمة إنسانية وأمنية ضخمة إلى أراضيها.

لهذا عزّز الجيش المصري وجوده على الحدود في رسالة واضحة منع أي اختراق أو عبور جماعي ورفض قاطع لأي حلول تقام على حساب سيناء.

لكنّ أطماع اليمين الإسرائيلي قديمة تقوم على فكرة غزة الفارغة وتحويل الأرض إلى غنيمة بلا بشر. ورغم استحالة التهجير الكامل يبقى الخطر قائمًا في ما يمكن تسميته الزحف الناعم دفع المدنيين تحت القصف والجوع نحو الحدود لإجبار مصر على مواجهة خيار صعب بين الإغلاق والموت الجماعي أو الفتح والتهجير التدريجي..

فالمعركة ليست عسكرية فقط بل معركة وجود وهوية. غزة إما أن تبقى أرضا فلسطينية مأهولة أو تتحول إلى فراغ يخدم مشروع الاحتلال. ووعي الشعوب ورفضها لأي وطن بديل هو السد الأخير أمام أطماع لا تتوقف عند حدود غزة وحدها..

والله غالب