هل سيقوم نتنياهو بتصحيح خطأ شارون بإعادة احتلال غزة؟

ابراهيم عبد القادر الطهراوي
هل سيقوم نتنياهو بتصحيح خطأ شارون بإعادة احتلال غزة؟
الكوفية في 4 فبراير 2025 وفي مؤتمر صحفي جمع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن الأخير أن الولايات المتحدة ستتولى السيطرة والإدارة الكاملة لقطاع غزة، وقال: "سنملكه ونفعل شيئًا فيه"، واقترح نقل سكان القطاع إلى دول عربية مجاورة مثل "مصر والأردن"، وتأهيل الأرض لتصبح "ريفيرا الشرق الأوسط"، ولمح إلى إمكانية استخدام القوات الأمريكية إن اقتضت الضرورة لإنفاذ الخطة، وإعادة الإعمار.
وفي مايو 2025وصف ترمب غزة "ب الحرائق"، وكرر رؤيتة لما ينبغي أن تكون عليه غزة في اليوم التالي للحرب.
وفي 27 يوليو 2025، خلال لقاء مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في منتجع Turnberry بسكتلندا، وصف ترمب الانسحاب عام 2005 بأنه "خطأ جسيم".
وأضاف أن "الحرب ما زالت مستمرة في غزة، إسرائيل الآن أمام قرار مصيري، وقد كانت خطة الانسحاب عام 2005 خطوة غير حكيمة، زادت الأمور سوءًا.
تصريحات الرئيس ترمب المتكررة يفهم بأنه ضوء أخضر، لإعادة احتلال قطاع غزة من جديد، لتصويب الخطأ الذي ارتكبه رئيس وزراء إسرائيل الأسبق "أرئيل شارون" الذي انسحب من قطاع غزة في العام 2005 وقام في حينه بتفكيك المستوطنات، عندما اتخذ شارون هذه الخطوة كان "بنيامين نتنياهو" وزيراً للمالية في حكومة شارون وهو أي نتنياهو عارض بشدة الانسحاب وقام بتقديم استقالته من الحكومة.
اليوم وبعد عشرون عاماً على الانسحاب يطالب الرئيس ترمب من نتنياهو بتصحيح الخطأ التاريخي الذي ارتكبه شارون، ترمب وفي تصريح له يقول "كان هناك رئيس وزراء إسرائيلي تنازل عن غزة، وكان ذلك تصرفًا غير حكيم وقد جعل الوضع أكثر سوءاً"
التصريح خطير للغاية وكأنه يعطي ضوء أخضر لإعادة احتلال قطاع غزة من جديد.
"ما زاد الطين بلة" تلميح السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أن اسرائيل على وشك تغيير استراتيجيتها، واحتلال غزة بالقوة العسكرية، مؤكداً على أن الرئيس ترمب طالب اسرائيل "إنهاء العمل" في غزة، وأن الرئيس ترمب أصبح على قناعة أنه لا يمكن إنهاء هذه الحرب من خلال التفاوض مع حماس، وأن حماس لا زالت منظمة إرهابية من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، وأنها أي حماس تعلن عن عزمها تدمير دولة إسرائيل، ووصفهم بأنهم "نازيون على أساس ديني".
وهو يؤكد بأن اسرائيل توصلت إلى استنتاج أنه لا يمكن إنهاء الحرب مع حماس بطريقة تضمن أمنها، وهم سيفعلون في غزة بما فعلناه في طوكيو وبرلين، احتلال المكان بالقوة، والبدء من جديد بمستقبل أفضل للفلسطينيين.
وألمح السيناتور غراهام بأنه "سيكون هناك جهد عسكري كامل لاحتلال غزة. كما فعلنا في طوكيو وبرلين" تصريحات السيناتور جاءت في معرض لقاء مع شبكة التلفزيون الأمريكية NBC.
خلاصة القول بأن تصريحات ترمب تمثل تحوّلًا غير معلن في سياسة الولايات المتحدة من دعم حل الدولتين، إلى تبنّي المشروع التوسعي الاسرائيلي، بنسف فكرة قيام دولة فلسطينية على أراضي 67.
وصول المفاوضات بين حماس واسرائيل إلى طريق مسدود، وإعلان اسرائيل عن هدنة إنسانية في غزة من طرف واحد ودون الاتفاق مع حماس لإدخال المساعدات إلى القطاع، والاعلان عن انتهاء عملية عربات جدعون، مع تصريحات قادة الجيش بأن اسرائيل منفتحة على كل الخيارات بما فيها إعادة احتلال قطاع غزة لفترة مؤقتة لتخليص الرهائن والقضاء على حكم حماس يجعلنا نقف ملياً أمام تصريحات الرئيس ترمب وما أدلى به السيناتور غراهام في مقابلته المتلفزة.
ربما نكون في قابل الأيام أمام عمليات عسكرية واسعة النطاق، بهدف الضغط على حماس، لإعادتها لطاولة المفاوضات، وفق الشروط الاسرائيلية، "الاغتيالات، والقصف المُركز، وتدمير ما تبقى من مباني، وبنى تحتية"، وإن لم تفلح في إخضاع حماس، قد تلجأ إلى احتلال القطاع، رغم معارضة الجيش، والمستوى الأمني، بسبب معلومات تتعلق بالأسرى، ووجودهم في المناطق التي لم يتم احتلالها بشكل مادي لليوم، ربما نجد أنفسنا في نهاية الطريق تحت الحكم العسكري الاسرائيلي.
هذا ربما يدفع كل من نتنياهو وترمب إلى الشروع في تنفيذ ما اصطلح عليه بخطة التهجير الطوعي.