قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن المرحلة الحالية من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد أهلنا في قطاع غزة تُظهر ذروة فاشية الاحتلال في الإجرام والعنصرية والكراهية. وأكد أن مشاهد الرضع الشهداء والأطفال الهزلى من الفقر، كأدوات إبادة، تملأ كل وسائل الإعلام وتوثق الجرائم الإسرائيلية بشكل مباشر، وعلى مدار الساعة، يوماً بعد يوم، ومستمرّة دون توقف.

وأكد القيادي الفتحاوي أن قطاع غزة، منذ الأشهر التسعة الماضية، تحول إلى مسرح لجرائم ضد الإنسانية، تُرتكب أمام أعين العالم المتحضر، دون أن يتحرك أحد لوقف شلال الدماء، مشيراً إلى أن صمت المجتمع الدولي هو تواطؤ، بل وتشجيع على مواصلة القتل بحق أبناء شعبنا.

وأوضح دلياني أن "المعطيات المتوفرة أمام العالم تفضح النية الإسرائيلية المبيّتة لتنفيذ إبادة جماعية ممنهجة"، مشيراً إلى أنه "خلال الأربعة وثمانين يوماً الأخيرة من الحصار الكامل ومنع إدخال الإمدادات الإنسانية، رحلت الآلة الحربية الإسرائيلية، من فلسطينيين وفلسطينيات عبر الغارات الجوية والقصف المدفعي، منهم عدد كبير استشهد في مناطق اغتالتها قوة الاحتلال زُرعاً وقتلاً، وبدون تمييز، مثلما تم قصف ٥٨ طفلاً وطفلة داخل التجمع البدوّي، البراهمة، ٢١ منهم رضّعاً بشكل كليّ كانت بهم أجسامهم بلا رعاية إنسانية، كما تم تسجيل أكثر من ٢٤٣ شهيداً وجرحى في مناطق النزوح في رفح، من حالة المجاعة والإهمال الطبي والظلام، وانعدام المياه، والدواء والطعام."

وأضاف دلياني، "مشاهد الرضع الشهداء في الحضانات المتعطلة، والأجساد الهزيلة للمرضى، والأطفال الهزلى الذين خطف الجوع أنفاسهم بصعوبة، هي بصمات جنائية لسياسة الإبادة الإسرائيلية".

واختتم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح مؤكداً أن "اللحظة التاريخية تتجاوز حدود الدبلوماسية الكلاسيكية أو الاستنكار البروتوكولي، وتستدعي تحركاً عملياً دولياً عاجلاً لوقف هذه الإبادة الجماعية، لأن التاريخ لن يرحم، والأجيال القادمة لن تغفر، إذا ما استمر العالم في صمته، وترك الضحايا الأبرياء يذبحون على مرأى ومسمع، في مشهد يُعدّ عملياً أبشع من مثل هذه المذابح التأسيسية في الحروب المعاصرة."