قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن النكبة ليست ذكرىً تقتصر على التاريخ، بل واقعاً حيّاً ومتجدداً يُبثّ على الهواء مباشرةً ليراه العالم المتواطئ، مؤكداً أن المشروع الاستعماري الاستيطاني الذي قامت عليه دولة الاحتلال لم يتراجع أو يخفُت، بل بلغ ذروته في الإبادة الجماعية بحق اهلنا في غزة.

وأوضح دلياني أن "التهجير القسري لأكثر من 90% من سكان قطاع غزة، وتجويع ما يزيد عن مليون طفل وطفلة، واستشهاد أكثر من 52 ألف إنسان، غالبيتهم من النساء والأطفال، هو محاولة متعمدة لاجتثاث شعب صاحب حضارة ضاربة في عمق التاريخ يزيد عمرها عن أربعة آلاف عام، سبقت نشأة المشروع الصهيوني نفسه."

وأضاف دلياني أن "الاحتلال الإسرائيلي، في سياق تمدده الاستعماري في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، يستهدف مخيمات اللاجئين على نحو مُنظّم، كما حصل في مخيمات نور شمس وطولكرم وجنين، حيث دمّر الاحتلال البنية التحتية وهجّر عشرات الآلاف، في تحدٍّ فجّ لكافة قرارات الأمم المتحدة، مما يفقدها قيمتها القانونية والأخلاقية. أما قرارات محكمتي العدل الدولية والجنائية الدولية الصادرة عام 2024، فهي أحكام قانونية ملزمة تؤكد أن كل مظاهر الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعية، وأن جرائم الحرب التي يرتكبها، بما في ذلك الفصل العنصري والتطهير العرقي، تشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي."

وأكد دلياني أن تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح يعتبر أن صمت المجتمع الدولي ليس حياداً، بل تمكيناً بنيوياً لجرائم الحرب الإسرائيلية، مشدداً على أن الطريق نحو العدالة يبدأ بتفكيك شبكات التواطؤ العالمية، ومواجهة البنية الفكرية الصهيونية الابادية.