قناة الكوفية الفضائية

ليس بينها وبين الله حجاب

14 مايو 2025 - 11:13
د. صبري صيدم

على شرفة الفاتيكان الشهيرة وقف البابا الجديد ليلقي خطابه الأول، متسلحاً بقائمة الدعوات المتوقعة، متضرعاً إلى الله سبحانه وتعالى أن يمّن على البشرية بالأمن والسلام.

البابا الذي اختار لنفسه اسم ليو الرابع عشر، وبخلاف الدعوات المتوّقعة، خص قطاع غزة المنكوب بدعوات منفردة، مغلقاً الباب على توقعات كثيرة جرى تداولها عبر منصات وصفحات الإعلام الاجتماعي، حاولت الربط بين جنسية البابا وعلاقته بإدارة ترامب وموقفه من الحرب على غزة.

دعوات البابا على ما يبدو لاقت طريقها إلى حيز الفعل والاستجابة، حسبما ساقه بعض المؤثرين على منصات الإعلام الاجتماعي، ففي أسبوع واحد رأينا:

– الإعلان عن وقف إطلاق الحرب بين باكستان والهند.

– اتفاق الصين وأمريكا في محادثات سويسرا على خفض مشترك لفاتورة الضرائب المتبادلة بواقع 114%.

– إعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه وإلقاء سلاحه بعد 40 عاماً من الوجود، وبعد خسارة 40 ألف شخص من مقاتليه وضحايا المواجهات بينه وبين الجيشين التركي والعراقي.

– اتفاق أمريكا وإيران حول إيجاد سبيل لحل خلافاتهما وتوقيع اتفاق جديد.

– الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلن استعداده لقاء الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في تركيا الخميس المقبل.

– لقاء عدة زعماء أوروبيين في العاصمة الأوروبية كييف، ودعوتهم لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً بين أوكرانيا وروسيا.

دعوة البابا لغزة ما زالت تراوح مكانها وتنتظر الاستجابة والفعل، ورغم وجود بعض التطورات الميدانية خلال اليومين الماضيين، إلا أن هذه التطورات لم توقف المذبحة والتجويع اللذين تفرضهما إسرائيل، بل فاقمت عمق الفقد والوجع والظلم والطغيان.

نريد لدعوات البابا ومواقف الدول والعالم برمته أن تخرق جدران الظلم والعدوان، وأن تعبر عن دعوى المظلومين التي لا يفصلها عن الله سبحانه وتعالى أي حجاب.

مخالب الدول لا منابرها تحتاج إلى حراك أوضح، فحراك يوقف سفك الدماء، وينهي نحر البشر بعد حرب من الألم والعذاب، له الأولوية الأولى. فبيانات الشجب والاستنكار كصكوك بلا رصيد ودخان بلا نار وشكاوى بلا حلول، خاصة عندما نرى بعض الشاجبين يستمرون بتزويد إسرائيل بالسلاح والدعم والغطاء.

إن التاريخ وإن كتب بحبر الأقوياء أو المنتصرين فإنه لن يكتب اليوم، وفي عصر الثورة الرقمية إلا بحبر المتابعين، المؤرشفين الراصدين الموّثقين الواثقين بأن مسيرة التاريخ التقليدية، ستشهد تغيراً كبيراً يضع حداً لنسج روايات كاذبة ملفقة.. فهل يستفيق الظالمون وينقلب مسار الأمور؟ ننتظر ونرى.

Link: https://mail.alkofiya.com/post/270160