تل أبيب: قالت صحيفة "معاريف" العبرية، إن الظروف الحالية مواتية لإبرام صفقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في إطار محاكمته بقضايا فساد، يقر بموجبها بالتهم الموجهة إليه مقابل خروجه من الحياة السياسية دون الزج به في السجن.
ويحاكم نتنياهو أمام المحكمة المركزية بتل أبيب بتهم الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، وهو ما يمكن أن يقوده إلى السجن في حال ثبوتها وإقرارها من المحكمة العليا، فيما يرفض هو هذه الاتهامات.
والثلاثاء الماضي، مَثُل نتنياهو للمرة الـ 27 أمام المحكمة المركزية، للإدلاء بإفادته في تهم الفساد، ومن المقرر أن تنتهي جلسات الاستماع الأربعاء المقبل، لتبدأ اعتبارا من 9 مايو/ أيار مرحلة "الاستجواب المضاد"، والتي يقوم فيها محامي الادعاء (النيابة) باستجواب نتنياهو، بهدف كشف التناقضات التي أوردها في إفاداته وتقويض مصداقيته.
وأشارت "معاريف"، في تقرير نشرته اليوم السبت، إلى أن الزيارة المزمع أن يقوم بها نتنياهو إلى العاصمة الأذربيجانية باكو في 9 مايو/أيار الجاري، قد تؤخر بدء "الاستجواب المضاد"، والتي وصفتها الصحيفة بـ"المرحلة الخطيرة" من محاكمته.
وأشارت الصحيفة إلى أن مخاطر "الاستجواب المضاد" ظهرت مؤخرا في الكثير من النقاشات وسط المقربين من نتنياهو.
وبينت أن الاستجواب المضاد هو الحدث الأكثر خطورة وغير المتوقع أثناء محاكمة أي متهم، ومنهم نتنياهو.
وأوضحت أن رافضي الخضوع لهذه المرحلة من المحاكمة طرحوا سيناريوهات لتأخيرها، ومن بينها تكثيف الحرب في غزة.
وأشارت "معاريف" إلى تزايد الحديث في محيط نتنياهو مؤخرا عن صفقة الإقرار بالذنب مقابل خروجه من الحياة السياسية دون الزج به في السجن، مؤكدة أن على نتنياهو اتخاذ القرار "قبل فوات الأوان".
ونقلت "معاريف" عن مؤيدين للصفقة مقربين من نتنياهو، قولهم: "عندما يبدأ الاستجواب المضاد، سيكون من المستحيل التوصل إلى صفقة إقرار بالذنب".
وحسب هؤلاء "ستكون هناك موجة من العناوين السلبية. النيابة ستكون وقحة مع رئيس الوزراء، سيسألونه أسئلة استفزازية، سيدّعون أنه يكذب، وسيحاولون الإيقاع به وإفشاله، وستكون هناك حملة تقضي على خيار صفقة الإقرار بالذنب".
وطرحت فكرة صفقة الإقرار بالذنب في هذه القضية لأول مرة في مطلع عام 2022، لكن نتنياهو لم يكن حينها مستعدا للتعهد بأنه سيترك الحياة السياسية.
وتقول الصحيفة، إنه وخلافا للوضع السائد قبل 3 سنوات، وبعد عام ونصف من "حالة الحرب التي لا نهاية لها في الأفق، وفي ذروة الخلاف والانقسام واليأس، لم يعد الأمر يقتصر على معارضي نتنياهو بل إن الكثيرين من أنصاره من اليمين والوسط مقتنعون بأن نتنياهو هو مصدر الانقسام والشقاق في الشعب، ومن أجل ذلك وحده يجب أن يرحل".
والأسبوع الماضي، اقترح الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، دراسة إمكانية إبرام صفقة إقرار ذنب في محاكمة نتنياهو.
وأضاف في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" العبرية: "إنها ليست فكرة سيئة على الإطلاق أن تدرس صفقة الإقرار بالذنب لتقليل التوتر".