القاهرة: قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس المفتوحة د. أيمن الرقب، اليوم الأربعاء، إن سعي مصر لترتيب البيت الفلسطيني وإنجاز المصالحة الداخلية لم يتوقف رغم تعثر الحوارات في السنوات الأخيرة.
وأوضح الرقب في تصريحات صحفية، أن مصر عرضت خلال جولة الحوارات الأخيرة مع حركة حماس فكرة إنشاء حكومة تكنوقراط لا دخل لها بالسياسة وتنحصر مهامها في ترتيب الانتخابات وإعمار قطاع غزة، وتشكيل حكومة بموافقة المجلس التشريعي بعد الانتخابات.
وأضاف، "مصر تعمل من خلال حواراتها على تحريك ملف المصالحة والعمل على تضييق الهوة بين الفصائل وتقريب وجهات النظر وصولًا لتشكيل حكومة تكنوقراط".
ورأى الرقب، أن الفكرة من تشكيل حكومة تكنوقراط الترتيب لانتخابات فلسطينية في كل المواقع والمؤسسات بدءًا بالمجلس التشريعي مرورًا بالرئاسة وانتهاءًا بالمجلس الوطني قائلًا: "الكرة في ملعب الفصائل".
كما أوضح أن الرئيس محمود عباس عرض خلال الفترة الماضية تشكيل حكومة وحدة وطنية تعترف بشروط الرباعية الدولية، لكن جولة الحوارات مع حماس ركزت على فكرة إنشاء حكومة تكنوقراط "لا دخل لها بالسياسة".
وبين أن "التصور القائم حاليًا هو أن تتولى حكومة التكنوقراط مهمة إعادة الحياة للحالة الفلسطينية وترتيب الانتخابات على أن تشكل حكومة بموافقة المجلس التشريعي بعدها".
وحول مدى ارتباط الحراك المصري بالرؤية الأمريكية القائمة على دفع مسار "حل الدولتين" يعتقد "الرقب" أن دور مصر تجاه المصالحة غير مرتبط بالتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة، وإنما؛ لأنه ملف حساس بالنسبة لها.
وقال إنه "رغم تغير الإدارات الأمريكية خلال 15 عامًا إلا أن ذلك لم يؤثر على الموقف المصري الساعي لتحقيق المصالحة التي تعتبر قضية أمن قومي مصري خاصة وأن قطاع غزة يعيش في غلاف الأمن القومي المصري.
وأضاف، أن التجربة العملية أثبتت أن مصر أكبر لاعب جيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط يستطيع أن يحقق المصالحة الفلسطينية؛ فلا مصالحة داخلية بدون مصر ولا حرب ولا سلام بدونها كذلك.
وأشار "الرقب" إلى أن القاهرة بذلت جهودًا كبيرة منذ سنوات من أجل تحقيق المصالحة منذ عام 2005م وحتى الآن.
وأكد الرقب أن المشكلة الفلسطينية تكمن "في الفصائل السياسية التي لها ارتباطات ورؤى لتدمير المصلحة الوطنية العليا، ولو تعالوا على الأنا والفصائلية لانتصروا للوطن منذ زمن بعيد".