اليوم السبت 21 سبتمبر 2024م
تطورات اليوم الـ 351 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية نتنياهو..اليوم التالي لحرب "وحدة الساحات" يتكون نحو التغيير الإقليمي!الكوفية معنى التفجير الثاني الإسرائيلي؟الكوفية الابتكار في خدمة الدمارالكوفية إصلاح مجلس الأمن وعوائق الدول الكبرى!الكوفية حملة اقتحامات ومداهمات لعدة مناطق في الضفة الغربيةالكوفية وزير الصحة اللبناني: استشهاد 31 شخصا بينهم 3 أطفال و7 نساء بالغارة على ضاحية بيروتالكوفية العراق أبلغ لبنان استعداده لاستقبال أي عدد من جرحى تفجيرات أجهزة «البيجر»الكوفية الاحتلال يحتجز شابين على حاجز عسكري عند مدخل البيرة الشماليالكوفية مجلس الأمن يحذر من اندلاع صراع مدمر في لبنانالكوفية الاحتلال يقتحم بلدة دير بلوط غرب سلفيتالكوفية مراسلنا: 8 إصابات جراء سقوط قذيفة مدفعية داخل أسوار الكلية الجامعية غرب خانيونسالكوفية شهيد في غارة إسرائيلية على منطقة حامول جنوب لبنانالكوفية العاهل الأردني يدعو إلى مواصلة دعم «الأونروا» للقيام بدورها الإنسانيالكوفية 3 شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الزيتون جنوب مدينة غزةالكوفية شهيد ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة "مخيمر" في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية قوات الاحتلال تنسف مباني سكنية غرب مدينة رفح جنوب القطاعالكوفية حالة الطقس اليوم السبتالكوفية طائرات الاحتلال تقصف منزلاً شمال مسجد حسن البنا بمخيم النصيرات وسط القطاعالكوفية شهداء ومصابون جراء قصف الاحتلال منزلا في محيط مجمع ناصر الطبي بخان يونسالكوفية

ها هو بايدن يفتح الأقواس

08:08 - 18 ديسمبر - 2020
أمير طاهري
الكوفية:

مع تأكيد المجمع الانتخابي على فوز جو بايدن بالانتخابات التي جرت الشهر الماضي، بات في حكم المؤكد أن المرشح الفائز سوف يجري تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة في 6 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإن لم يحدث ظرف طارئ فسوف يؤدي اليمين الدستورية في الـ20 من يناير.

تُـرى كيف يبدو تولي بايدن مهام الرئاسة؟

نظراً لخصوصيات الديمقراطية الأميركية؛ فإن مثل هذا التخمين قد يتسبب في إثارة مشكلات مستقبلية. فقد تبين أن الرؤساء الذين تكهن الناس بقيادتهم للبلاد إلى حافة الهاوية كانوا أكثر أماناً من غيرهم، وبالمثل فأولئك الذين ألهموا الناس بالأحلام الرومانسية سقطوا من عنان السماء، تماماً كما حدث لإكاروس عندما ذابت أجنحته.

ويعتقد بعض المراقبين أن إدارة بايدن سوف تكون أشبه بفترة ولاية ثالثة للرئيس السابق باراك أوباما. كان بايدن نائباً للرئيس أوباما طيلة ثمانية أعوام، وكان عدد كبير من الأشخاص الذين اختارهم في إدارته من إدارة أوباما نفسها.

لكنى أعتقد أن هؤلاء المراقبين على خطأ. فالواقع أن فريق بايدن قريب الشبه بأوباما فيما يخص الموظفين، لكنى أشك أنه سيكون كذلك في السياسة، فقد نرى الفريق نفسه يؤدي مسرحية شكسبير «جعجعة بلا طحين»، وربما «هاملت».

ورث ليندون جونسون رئاسة جون كيندي بطاقم الموظفين نفسه، لكن تبين أن أسلوب إدارته كان مختلفاً. كان أوباما استثنائياً بقدر ما كان يتمتع بخبرة سياسية بسيطة قبل دخوله البيت الأبيض. وبوصفه «منظّراً اجتماعياً» فقد تصور أنه بإمكانه إدارة الأمور فقط بإلقاء الخطب. ففي فترة ولايته القصيرة نائباً في مجلس الشيوخ كان غائباً في كثير من الأحيان ولم يفعل أي شيء تقريباً كمشرّع. وبوصفه رئيساً، كان يتصور أن الأمور تتم بالخطب وأن المشاكل يمكن أن تحل فقط بالتهرب منها.

ومع تغطية القسم الأعظم من حياته المهنية بالخبرة التشريعية، فإن بايدن سياسي مختلف، فهو يدرك أن الزعم بالقدرة على «جعل المحيطات تنحسر»، كما فعل أوباما، أمر سخيف. وهو يعلم أيضاً أن كل قضية في السياسة الأميركية قد تؤدي إلى ما أطلق عليه جورج شولتز «حرباً شعواء»، وأنه من غير الممكن حل مشكلة بنسبه مائة في المائة كما قال أوباما عن خطته الرامية إلى حل النزاع العربي - الإسرائيلي.

فضلاً عن ذلك، فإن الموقف الحالي في البلاد يختلف عما كان عليه حين كان أوباما يخوض الانتخابات. في ذلك الوقت اتجه العديد من الأميركيين إلى أوباما لتحقيق الحلم، وبعضهم للتكفير عن الذنب الحقيقي أو المتخيل الموروث عن الأجداد، والبعض الآخر على أمل دفع الأمة نحو اليسار.

في ذلك الوقت كان أوباما المرشح الملهم وجون ماكين المرشح الممل. لكن هذه المرة، كان المنافس مملاً. وكما يقول مارك آش، العضو البارز في الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي، «كانت حملة عام 2020 غريبة... ولم يكن الفائز ملهماً على الإطلاق، بل كان الخاسر واحداً من أكثر المرشحين إلهاماً في التاريخ الأميركي. وكان ترمب، وليس بايدن، هو الذي دفع الناخبين إلى صناديق الاقتراع، بين الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. كنت إما ملهماً بالتصويت لصالح ترمب أو ضده؛ كان ترمب يمثل الرقم الذي يحدد الفائز».

ولكن أياً كان ما قاله آش، فأنا أعتقد أن كونه مملاً في الديمقراطية فهي ميزة. ألم يكن كليمنت أتلي رجلاً مملاً في السيرك السياسي البريطاني؟ ألم يكن الممل جورج بومبيدو ملهماً في السياسة الفرنسية؟ ألم يقل أرسطو إن أفضل الزعماء في الديمقراطية هم «المواطنون المتوسطون»؟ ألم يحذرنا كونفوشيوس من «الرجال الملوّنين»، حتى في الصين المستبدة؟

لقد انتخب أوباما لأنه أوباما؛ وفاز بايدن لأنه لم يكن ترمب. ويزعم بعض المراقبين أن إدارة بايدن سوف تفشل لأنها تتألف في الأغلب من شخصيات «روبنز»، أي مساعدين، وليس «باتمان» الذي يقوم بكل شيء بمفرده. ولكن التهوين من شأن الرجل الثاني كثيراً ما يكون على القدر نفسه من الخطأ في عالم السياسة، كما هو الحال في عالم المال والأعمال. فقد نجحت الحملة الأولى التي شنها زركسيز لضم اليونان بفضل ماردونيوس، الرجل الثاني في القيادة. وفي «واترلو»، قام ماركيز أنجليسي، بطل معركة «واترلو» بالعبء الأكبر، رغم أن ولينغتون نال الثناء والفضل.

ورغم أن كثيرين كانوا في الصف الثاني وربما حتى الثالث في الإدارات السابقة، فإن فريق بايدن يضم كوكبة من الخبرات التي قد تعيد انضباط الدولة. لقد وضع بايدن الأعضاء الأكثر إثارة للجدل في إدارة أوباما بمعزل عن الآخرين.

وسوف يستخدم جون كيري عديم الفائدة نشاطه المحدود في العمل منسقاً للشؤون البيئية المتقلبة. والواقع أن سوزان رايس، التي حاولت أن تصبح وزيرة للخارجية، ستحصل على منصب يسمى «المنسق المحلي»، وهو منصب بسيط ومتواضع. وعلى المنوال نفسه، هيلاري كلينتون التي اشتهت البنتاغون تتجرع كأس الحسرة.

كما رفض بايدن إحضار ما يسمى «التقدميين» إلى الطاولة العليا. فقد خاضت إليزابيث وارين حملة للحصول على وزارة الخزانة في حين طلب بيرني ساندرز منصب وزير العمل.

الأسبوع الماضي، دعا بايدن زعماء «الحقوق المدنية» وأمطرهم بوابل من التوبيخ بزعم أن تطرفهم، الذي عبّروا عنه من خلاله تبنيهم لحركة «حياة السود تهمنا»، وكذلك الحملة الرامية إلى إسقاط الشرطة، منعته من «هزيمة ترمب» بفوز ساحق. وقد تلقى «التقدميون» اللوم أكثر من غيرهم لأن ترمب تمكن من مضاعفة أصواته بين الأميركيين من أصل أفريقي وإسباني.

وإذا كان شعار رونالد ريغان «قم بحملتك شعراً واحكم نثراً»، فيبدو أن بايدن اختار النثر منذ البداية. ولهذا السبب؛ كان المنبر الذي قدمه أكثر بطولة من ذلك المنبر الذي روّج له مِت رومني في عام 2008.

ورغم الضغوط التي مارسها التقدميون، فقد استطاع بايدن تفادي إلزام نفسه بمراجعة كل ما فعله ترمب.

لن يجعل بايدن الولايات المتحدة تعتمد على الطاقة المستوردة طالما أن مناطق تصدير النفط بما فيها الشرق الأوسط وحوض بحر قزوين وفنزويلا غير مستقرة. وسوف تستمر الجهود الرامية إلى تشذيب أجنحة الصين، بل وربما تزداد حدة، غير أن العائق الأكبر سيكون تلك الصفقات المشبوهة التي عقدها هانتر بايدن مع الشركات الصينية، وهو ما سيقض مضاجع بايدن خلال فترة رئاسته.

ومن غير المرجح أيضاً أن يتراجع بايدن عن حملته لإقناع الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل، في حين لا يتصور أحد أنه سوف ينقل السفارة الأميركية بعيداً عن القدس.

وفيما يتصل بالعلاقات مع الجمهورية الإسلامية في إيران، فإن بايدن يحمل ورقة العقوبات القوية التي ابتكرها أوباما والتي تم تطبيقها في عهد ترمب. ولم يقدم أوباما سوى الجزرة ثم الفشل، ولم يعرض ترمب سوى العصا ولم يحقق هدفه من تحجيم المرشد الأعلى علي خامنئي أو حتى حسن روحاني. والآن أصبح بايدن في وضع أقوى من أوباما وترمب لأن نظام الخميني أصبح أضعف مما كان قبل أربعة أعوام.

إن تبني «اتفاق باريس» بشأن المناخ ليس بالمهمة السهلة أيضاً. ففي الأسبوع الماضي اعترف سراً الموقعون على «اتفاقية المناخ» بأنهم لم ينفذوها. ولا يستطيع بايدن أن يفعل أكثر من مجرد الخضوع لمجلس الشيوخ، حيث من المرجح أن يرفَض الاتفاق في هيئته الحالية.

وحتى إذا خسر الجمهوريون المقاعد التي ما زال النزاع حولها قائماً في جورجيا، فإن بايدن لن يحصل على الأغلبية التي يحتاج إليها في مجلس الشيوخ. والواقع أن معسكره الديمقراطي مقسم إلى «تقدميين» ومحافظين يستطيعون الالتفاف حوله من اليسار أو اليمين. ففي عام 2022 سوف يكون ثلث أعضاء مجلس الشيوخ مع إعادة الانتخاب - وهذه المرة سيكونون من الديمقراطيين أكثر من الجمهوريين. وبحلول ذلك الوقت سوف تعود البلاد إلى الإعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة. وقد يكون السؤال كالتالي: هل يترشح بايدن وهل يجد ترمب منافساً مرة أخرى؟

ويأمل العديد من الأميركيين أن تثبت فترة ولاية ترمب أنها كانت أكثر من مجرد أقواس حول جملة. فهم لا يدركون أن ولاية بايدن سوف تكون أيضاً تلك الأقواس نفسها. الواقع أن كل فترات الرئاسة الأميركية سرعان ما أغلقت القوسين. لكن الدائم هو الديمقراطية الأميركية التي تحافظ على ثبات سفينة الدولة حتى في مواجهة أكبر العواصف.

حسناً، ها نحن قد بدأنا بالنثر وننتهي بالشعر، وهو ليس بالمؤشر الجيد.

"الشرق الأوسط"

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق