- قصف مدفعي إسرائيلي على حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة
- صفارات الإنذار تدوي في صفد وبلدات في الجليل الأعلى عقب رصد إطلاق صواريخ
في وثيقة غير مسبوقة أصدرها مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مؤخراً، ناقشت احتمالات متزايدة عن إمكانية حدوث عصيان مدني في إسرائيل على خلفية تفاقم الأوضاع الاقتصادية والنفسية والصحية، نظراً للإجراءات التي اتخذتها السلطات في مواجهة أزمة وباء الكورونا، وأعادت الوثيقة أسباب هذه الاحتمالات فقدان السلطات السيطرة على الأوضاع، وفقدان الجمهور ثقته بالمستوى السياسي وقراراته حول المعطيات والمعلومات، إضافة إلى الضائقة الاقتصادية التي سببتها إجراءات الحكومة، هذه الأسباب كما ترى الوثيقة من شأنها التأثير على مدى انصياع الجمهور لقرارات الحكومة وسلطة القانون، الأمر الذي قد يؤدي كما رأت الوثيقة إلى عصيان مدني في نهاية المطاف، قد لا يكون سريعاً لكن هذا يفرض على السلطات أن تراقب تداعياته ووضع الحلول للحيلولة دون قدومه.
إلاّ أنّ تزايد الحديث مؤخراً عن عصيان مدني في إسرائيل لا يتعلق في الواقع بالأسباب التي تم ذكرها في وثيقة مجلس الأمن القومي، والتي تجاهلت أسباب إضافية لشروط قد تتوفر لتهديد عصيان مدني، أحد هذه الأسباب كما نعتقد تتعلق بموقف كبار حاخامات إسرائيل وتهديدهم "بخطوات جذرية" إذا لم يتم تخفيف القيود التي وضعتها الحكومة على التجمعات الحريدية وفتح المعاهد الدينية التي تم إغلاقها بموجب إجراءات الحكومة، فقد أشارت القناة 12 الإسرائيلية الى أنّ الحاخام "كانييفسكي"، وهو من أبرز قادة المجتمع الحريدي ويصل أتباعه إلى مئات الآلاف قد وقّع رسالة لنشرها في صحيفة "يائيد نئمان" التابعة لحزب يهودا هتوراة دعا فيها السلطات إلى إعادة فتح قاعات الدراسة في المعاهد الدينية وانضم إليه فيما بعد في هذه الدعوة رئيس المعهد الديني"يوني فيتس" أدلشتاين الذي طالب بالتنسيق مع السلطات من أجل فتح المعاهد الدراسية الدينية، وفي بيان مشترك تم التحذير من أنه في حال لم يكن هناك رد عملي واستمرت المماطلة دون تحقيق تقدّم حقيقي تجاه إعادة فتح المعاهد الدراسية الدينية المغلقة، فإن حكماء التوراة "العظماء" سيأخذون بالاعتبار اتخاذ خطوات جذرية، هذا التحذير جاء بالترافق مع تظاهرات وأعمال عنف في صفوف المجتمعات الحريدية ضد القيود التي فرضتها السلطات لمواجهة وباء كورونا والتي أدت إلى اغلاق المعاهد الدراسية الدينية ومنع تجمعات الصلوات، وقد تجلي غضب الحريدم غير المسبوق في مدينة بني براك في القدس المحتلة والتي شكلت أكبر بؤرة لانتشار الفيروس وأكثر المناطق صداماً بين الحريديم ورجال الأمن المكلفين بفرض سلطة القانون وإجراءات الحكومة بشأن الكورونا.
العصيان المدني الذي حذرت منه وثيقة مجلس الأمن القومي، والتلويح به الذي جاء على لسان كبار حاخامات الدولة من الممكن أن توضع الحلول الكافية لمنعه، إلاّ أن هذا العصيان المدني قد يكون من الصعب الوقوف في وجهه إذا كان بقرار من المستوى السياسي الإسرائيلي، وهنا لابد من العودة إلى التلويح به مراراً وتكراراً من قبل رئيس الحكومة نتنياهو، في حال إقصائه من المشهد السياسي، صحيفة هآرتس كما معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية الصادرة في أواسط ابريل – نيسان الجاري نقلت عن نتنياهو تحذيره وتهديده في محادثات خاصة عن عصيان مدني قيد الحدوث إذا لم يسمح له باستمرار رئاسته للحكومة، ويقال نقلاً عنه أنه ستخرج الجماهير إلى الشوارع ويتم دعوتها لمقاطعة الانتخابات القادمة معتبراً أن إسرائيل أصبحت دولة عميقة، وكأنه ليس من أبرز قادة هذه الدولة التي باتت أكثر عمقاً منذ توليه رئاسة الحكومات المتعاقبة الأخيرة.