اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2024م
قصف مدفعي على مناطق شمال غرب قطاع غزة محيط منطقة الصفطاويالكوفية مصابون بقصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة الجرو بحي الشجاعية شرقي مدينة غزةالكوفية الهلال الأحمر: 13 إصابة جراء سقوط صاروخ اعتراضي على عدة منازل في مخيم طولكرمالكوفية الاحتلال يعتقل 3 مواطنين من بيتونيا والمغير قضاء رام اللهالكوفية تطورات اليوم الـ 415 من عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزةالكوفية صفارات الإنذار تدوي في عكا وحيفا وبمستوطنات بالضفةالكوفية غانتس يدعو للعمل بقوة ضد أصول الحكومة اللبنانيةالكوفية إصابة شاب برصاص الاحتلال في الفندقومية جنوب جنينالكوفية الاحتلال يصادر 52 ألف دونم بالضفة خلال العام الجاريالكوفية إطلاق نار من آليات الاحتلال شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزةالكوفية رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان: الاحتلال صادَر 52 ألف دونم من أراضي الضفة خلال العام الجاريالكوفية 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضيالكوفية الدفاع المدني محذراً: النازحون أمام مخاطر كبيرة بفعل مياه الأمطارالكوفية الاحتلال يوزع إخطارات هدم واستدعاءات في بلدة سلوانالكوفية «أونروا»: محاولات إدخال الدقيق لغزة تُجابه بعقبات كبيرةالكوفية 35 شهيدًا و94 مصاباً في 4 مجازر إسرائيلية بغزةالكوفية مستوطنون يدمرون أشجار الزيتون جنوب بيت لحمالكوفية طائرات الاحتلال تشن غارة عنيفة على وسط مدينة جباليا البلد شمال قطاع غزةالكوفية ميقاتي: استهداف إسرائيل الجيش اللبناني رسالة دمويةالكوفية الدوري الإيطالي: بيكولي يحرم فييرا فوزه الأول مع جنوىالكوفية

النساء المقدسيات.. لا تغلقوا الباب في وجه الرحمن

19:19 - 08 مارس - 2020
عيسى قراقع
الكوفية:

يستحق ان يتوج الثامن من آذار يوم المرأة العالمي هذا العام باسم النساء الفلسطينيات المقدسيات المرابطات والصامدات في مدينة القدس، في باحات مساجدها وكنائسها وعلى عتباتها وأبوابها وأسوارها، يتصدين ببطولة وشجاعة لاعتداءات الاحتلال على الأماكن المقدسة وعلى عروبة المدينة وتاريخها.

المدن نساء، والقدس تحميها النساء، هن في قلب المواجهة مع المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين، الغلاة الحاقدين وخرافاتهم وأساطيرهم الدينية المسلحة، الجميع شاهد المقدسيات وتصميمهن وعزمهن على البقاء في المدينة وحمايتها من التهويد والتشريعات العنصرية ومن شطب القدس من الحياة والكتاب والنشيد والهوية.

المقدسيات اما مرابطات ثابتات يدافعن عن القدس العاصمة، أو شهيدات أو أسيرات، ومنذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل تورط الاحتلال مع النساء المقدسيات، خرجن من كل بيت وحارة وشارع، زغاريد وتكبيرات وحجارة، صلاة دائمة في المسجد وأجراس تقرع في الكنائس، الليل والنهار تحمله قلوب النساء في القدس، الآيات والتاريخ ، الشهداء والأحياء تقودهم النساء في التصدي لسياسة التهجير والاقتلاع والتهويد والتطهير العرقي، الكلمات عربية، الصرخات عربية، الحليب ابيض فلسطيني يرضع الأولاد والشمس والحلم في مشهد ملحمي على ارض القدس وفي سمائها المشتعلة.

الثامن من آذار هذا العالم له نكهته الخاصة المتكاملة، نكهة أنثوية مقدسية، الأرض أيقظها المطر بأزهارها ووردها، والقدس أيقظتها النساء، لا زلن على خط المواجهة الأول في مقاومة الاحتلال، وقد تعرضت المئات منهن لاعتداءات وحشية مختلفة من الضرب المبرح والاستهداف بالرصاص وقنابل الغاز بالإضافة إلى الاعتقال والإبعاد والتهديد بسحب الهوية الشخصية والترحيل خارج القدس المحتلة، أطفالهن في السجن او تحت الإقامة المنزلية، رفضن ان يتحولن سجانات على أبنائهن، أولادهن الشهداء احتجزوا في مقابر الأرقام، بيوتهن تهدم، حملن المتاع والرجاء والصبر، اكفهن دم، عيونهن رمادية غاضبة، شاهدن الإعدامات الميدانية، شاهدن العربدات الكثيرة، لكنهن جددن دورتهن الوطنية والدموية، وعلى صخرتين سماويتين صعدن كالملكات في الغيوم.

المقدسيات لم يجلسن في البيت، استنفرن وشددن الهمم، طهون الطعام للمعتصمين، قدمن الماء والدواء والدعاء، فتحن بيوتهن للجرحى والمطاردين، كن حارسات للشجرة والآيات والأرصفة العتيقة والذكريات، في صوتهن أصوات الضحايا والمعارك والأحلام الكبرى ورائحة المكان، لهن قدرة خارقة على الجمع بين جمال القدس في الذاكرة وسورة الرحمن.

ليس غريبا ان تكون أول أسيرة في الثورة الفلسطينية من القدس، جاءت من حارة الأفارقة، الأسيرة فاطمة البرناوي، وليس غريبا ان يكون انطلاق عمل الاتحادات والجمعيات النسوية في فلسطين من القدس تعبيرا عن مستوى مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية، كتفا بكتف مع الرجل، كتفا بكتف مع أسوار القدس العالية، وكتفا بكتف مع الشيخ والراهب وفتوة الربيع القادمة.

المرأة المقدسية وصفت بأنها مصنع الرجال، لهذا تجد كل المعجزات الأرضية والسماوية في القدس، أطفال صغار يواجهون الدبابات والجنود بصدورهم العارية، فتيات جميلات يملان حقائبهن المدرسية بالحجارة، يرفعن العلم الفلسطيني، تهب الريح المقدسية، فلا هدنة في القدس بين الخريف والشتاء، الوقت تحركه النساء المقدسيات، الوقت في القدس امرأة، وميلاد وحقيقة.

النساء المقدسيات في باب الرحمة، في باب العمود، في باب الخليل، في الخان الأحمر، في العيسوية والطور والمكبر وسلوان، وعندما تسال يجيبوك ان هناك عرس وصلاة، هناك صوت نسوي يناديك ان لا تغلق الباب في وجه الرحمن، ان لم تصل القدس فأنت في قبر أو منفى، ان لم تتوضأ بالقدس وتستحم بترابها لن يغفر لك البحر وترضى عنك أمك وهديل الحمام.

الإسرائيليون يعرفون المقدسيات منذ النكبة، العنيدات الصابرات المؤمنات، فعلى مدار 70 عاما واجهت المرأة المقدسية ما واجهه أبناء شعبها الفلسطيني من صنوف التشرد والتهجير ومصادرة الحق في التعبير عن الانتماء والهوية الوطنية وممارسة الحياة الحرة الطبيعية، لكنها ظلت القارئة والمعلمة والمقاتلة، الدليل الوحيد على ان القدس حية باقية، هي أمك وأمي، هي القبلة الأولى والأخيرة، هي ما تبقى من ذخيرة، فيمم الآن وجهك شطر العاصمة.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق