- صفارات الإنذار تدوي في عكا وحيفا وبمستوطنات بالضفة
غزة – محمد جودة: "كان الشهيد الخالد الزعيم ياسر عرفات، رمزا عرفه الصغير والكبير في شتى أنحاء العالم، حيث أوصل بـ"كوفيته" رسائل التحرر والثورة الفلسطينية لكل مكان في أرجاء المعمورة، فأصبحت رمزاً من رموز الحرية والاستقلال.
قاد الشهيد ياسر عرفات، إحدى أهــم الثورات في العالم نحو الحرية والاستقلال العادل، أفنى حياته وشبابه بيــن البنادق والخنادق في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ولم يكن من رواد الفنادق.
"لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي"
أمسك الزعيم الراحل بغصن الزيـتون بإحدى يــديه وبالأخرى البندقية في الأمم المتحدة، وخير العالم بين إحدى اليدين معلناً بأن الكفاح سيتواصــل حتى النصر حتى النصر، مرددا "جئت إليكم وأنا أحمل غصن زيتون في يدي، وفي اليد الأخرى أحمل بندقية الثائر، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي".
قائد بحجم الوطن والقضية
عشية الذكرى الـ(15) لاستشهاد الزعيم أبو عمار، يقول الكاتب والمحلل السياسي د. طلال الشريف، لــ"الكوفية"، "كان القائد الرمز ياسر عرفات قائدا بحجم الوطن والقضية، وتعدى ذلك ليكون قائدا بحجم الأمة، وعليها سطر ياسر عرفات في تاريخه أنه شخصية عالمية وهامة حظيت باهتمام العالم كله، فكانت فلسطين تعرف بـ"ياسر عرفات" طوال مسيرته النضالية، وكان ياسر عرفات يعرف بفلسطين، وحتى بعد وفاته ظل الناس في كل بقاع الدنيا يتذكرون هذا الرجل بكوفيته السمراء دليلا يذكرهم بأرض فلسطين وأن القضية الفلسطينية تذكرهم بياسر عرفات.
وأضاف الشريف، أن "أبو عمار قائد وطني من طراز فريد، فشخصيته الشعبية والوطنية الملهمة لشعبنا (قلما يجود الزمان بمثل هذه الشخصيات على شعوبها) التي تترك بصمة في العقل والوجدان فتصبح أسطورة يتناقلها الزمن فتنال الخلود".
وتابع، الحديث عن ياسر عرفات طويل ومتشعب كطول معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال، به الكثير من القول لا يمكن لآلاف الكتب أن تكفي لذلك، ولكن أريد التركيز على أربع صفات لياسر عرفات تشكل لديَ شخصيا قناعات بأهميتها كمفاتيح لشخصية ياسر عرفات في ذكرى وفاته الخامسة عشرة".
أولا: ياسر عرفات شخصية وحدوية
أبو عمار شخصية وحدوية لم تكن تخلو زيارة أو فعالية أو مهمة يقوم بها إلا وهو مصطحبا رفاقه من الأحزاب والفصائل الفلسطينية والمستقلين، وتعيدنا الذاكرة لفريق عمله داخليا وخارجيا لنرى عبدالله الحوراني، سليمان النجاب، بشير البرغوثي، ياسر عبد ربه، بسام أبو شريف، وجورج حبش، ونايف حواتمة، فهو رجل ليس فئويا ولذلك كان يشرك الجميع في مهماته وقراراته جنبا إلى جنب بالقادة الفتحاويين.
ثاتيا: ياسر عرفات شخصية شعبية وليست منعزلة
كان ياسر عرفات يحب الناس يسعد بوجودهم حوله يزورونه ويشاركونه معه طعامه البسيط، يشاطرهم أحزانهم، لا يتوانى عن مساعدتهم، لا يعاقب الشخص المقصر في عائلته أو راتبه، يواظب باستمرار على زيارة الناس والفعاليات يهتف معهم يدبك معهم يقبل جباههم، يقبل رؤوس نساء فلسطين، ويقبّل أيدي أطفالهم، يزور المدن والقرى والعائلات، يزور المرضى والمصابين ويقبل جروحهم، كان قائدا للجميع يذهب لزيارة الشيخ أحمد ياسين ويذهب لزيارة د. حيدر عبد الشافي ويذهب للمطران والكنيسة يشاركهم مناسباتهم.
ثالثا : ياسر عرفات قائد ملهم
ياسر عرفات "كاد الفتحاويون أن يقدسوه بكلامه القليل وفعله الكثير، يحنو عليهم فيحبونه، ويتغنون به ويسعون للمس يده وأخذ الصور بجانبه ليس كأي شخصية شهيرة بل بأبوة لاهوتية كالمقدس، ويكون حازما معهم فينضبطون يبكون منه أحيانا ليستعجلوا العودة لرؤيته والاقتراب منه كساحر تمكن منهم وهذا هو الإلهام الذي كان عرفات يتميز به بالنسبة للفتحاوييين، وبعيدا عن قداسة الفتحاويين لياسر عرفات، فقد تخطى هذا الإلهام الذي ينبعث من شخصيته الملهمة كقائد فريد لكل الشعب الفلسطيني ليصبح شخصية يحترمها الجميع الفلسطيني نهضت بالواقع الفلسطيني كأحد أبرز المؤسسين لنهضته وثورته المعاصرة".
رابعا: ياسر عرفات صانع الأمل
آمن ياسر عرفات بشعبه وقضيته، آمن بشعب الجبارين كما يقولها في كل مناسبة، ومنذ انطلاق الأمل في 65 بالعمل النضالي وخلاياه كان الأمل يقترب ويزداد إصرارا لديه، بأن يرفع شبل فلسطيني وزهرة فلسطينية العلم الفلسطيني على مساجد وكنائس القدس، عند نيل الاستقلال وظل يصون هذا الأمل حتى وهو محاصر في المقاطعة بالدبابات حين أطلق صرخته الشهيرة، "يريدونني أسيرا أو طريدا أو قتيلا وأنا أقول لهم يا إخواني شهيدا شهيدا شهيدا".
حمى ياسر عرفات وصان الأمل الذي صنعه لشعبنا بالتمسك بشروط السلام الفلسطيني، الذي لن يستطيع أي قائد بعده أن يتحاوزها وإلا سقط، لأنها مثلت الحد الذي لا يريد شعبنا تجاوزه، رحم الله القائد الرمز ياسر عرفات.
لم يكن من عبيد النخاسة
تمسك وحافظ الزعيم ياسر عرفات على القرار الوطني الفلسطيني واستقلاليته، لم يعمل وفق مصلحة الآخرين ولم يكن من عبيد النخاسة، فمن أراد أن يعلم الحقيقة الكاملة عن ياسر عرفات فإن الاسم وحده يكفي لتقديسه واحترامه، لأنه العظمة و الشموخ والكبرياء والإرادة والتحدي، فـ"فلسطين هي ياسر عرفات".