اليوم الثلاثاء 03 يونيو 2025م
عاجل
  • مراسلنا: شهداء ومصابون بقصف استهدف نازحين خلال انتظارهم للمساعدات غرب رفح
  • قصف مدفعي يستهدف منطقة البطن السمين جنوبي خان يونس جنوب قطاع غزة
مراسلنا: شهداء ومصابون بقصف استهدف نازحين خلال انتظارهم للمساعدات غرب رفحالكوفية قصف مدفعي يستهدف منطقة البطن السمين جنوبي خان يونس جنوب قطاع غزةالكوفية كارثة إنسانية.. الغزيون يتكدسون في 20% فقط من مساحة القطاعالكوفية بن غفير يعلن الحرب على الآذان في المساجد الفلسطينيةالكوفية كيف يمكن للحراك الدولي المناهض لإسرائيل إنهاء الإبادة في غزة؟الكوفية قصف مدفعي يستهدف المناطق الجنوبية من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزةالكوفية مدفعية الاحتلال تقصف حي الشجاعية شرقي مدينة غزةالكوفية تطورات اليوم الـ 78 من حرب الإبادة الجماعية على غزة بعد استئنافهاالكوفية مصابون جراء إطلاق الاحتلال النار على النازحين خلال انتظارهم للمساعدات الأمريكية محيط دوار العلم غرب مدينة رفحالكوفية شهيد ومصابون بقصف طائرات الاحتلال شقة سكنية في حي الأمل غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزةالكوفية شهداء ومصابون جراء إطلاق الاحتلال النار على نازحين خلال انتظارهم للمساعدات الأمريكية غرب رفحالكوفية مصابون جراء قصف للاحتلال في شارع القدرة بحي الأمل بمدينة خانيونسالكوفية قوات الاحتلال تقتحم بلدة بيت كحل غربي الخليلالكوفية إطلاق قذائف مدفعية ونار من طائرة الاباتشي باتجاه المواطنين محيط دوار العلم خلال انتظارهم للمساعدات الأمريكية غرب رفحالكوفية مدفعية الاحتلال المتمركزة شرقي مدينة غزة تُطلق قذائفها باتجاه المناطق الشمالية من القطاعالكوفية إعلام الاحتلال: الأجهزة الأمنية تدرس إمكانية إصدار تحذير سفر عام لأيّ مكان يُقام فيه حدث ذو صلة بـ "إسرائيل"الكوفية منتخبنا الوطني للمواي تاي يسجل حضوره في بطولة العالم بميداليتيّن برونزيتيّنالكوفية الغارديان عن مصادر مطلعة على خطط "إسرائيل": الغارات على مدارس بغزة تؤوي مدنيين تُعد جزءًا من استراتيجية متعمدةالكوفية مصادر محلية: قوات الاحتلال تقتحم المنطقة الشرقية في نابلسالكوفية 11 عملًا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعةالكوفية

الهدنة ... مرة أخرى درس الموازين ...!

16:16 - 01 يونيو - 2025
أكرم عطا الله
الكوفية:

حتى ساعة نشر هذا المقال يفترض أن تكون حركة حماس قد سلّمت ردها على مقترح الوسيط الأميركي ستيف ويتكوف الأخير، والذي وصفته بعض الأوصاف المقربة من حماس في اللحظة الأولى لتسلمه بالاستسلام قبل أن تدرك فداحةَ رفض المقترح وما تتحضر له إسرائيل والظروف المحيطة وحالة أهل غزة التي أصبحت تثير شفقة الكافر كما يقولون.

لم يكن المقترح يخرج  بهذا الشكل الذي يعكس المصالح الإسرائيلية لو كان الميدان يعطي نتائج مختلفة، فعبر التاريخ كانت الاتفاقيات وشروطها مجرد انعكاس لموازين القوى على الأرض، وما المفاوض سوى ممثل لتلك القوة، هذا ما حدث بين الجنرال ماك آرثر وإمبراطور اليابان  الذي وقع على ورقة بيضاء واستسلام كامل بعد أن ضُربت بلاده بقنبلتين نوويتين حتى لا تكمل واشنطن حربها على كل مدن اليابان، وحصل هذا أيضاً عندما وقع الجنرال الفرنسي فيليب بيتان المنتصر في الحرب العالمية الأولى والمنهزم في الثانية، على وثيقة الاستسلام عندما كانت القوات الالمانية تطوي الأراضي الفرنسية بما فيها العاصمة.

هذا هو التاريخ لا يسمح للنوايا أن تحدد مساره ولا الخطابات، لأن لديه حساباته الخاصة ومعادلاته الرياضية وأعداداً وخططاً وجيوشاً. فقد جاء مقترح ويتكوف بعد رفض إسرائيل لورقة كانت قد اعترضت عليها تل أبيب التي تشعر بفائض القوة التي تعكسها خطابات المسؤولين فيها، وأبرزهم خطابات نتنياهو المتبجحة وهو يستعرض كيف تمكنت قواته من تحطيم الإقليم، بدءاً من غزة ولبنان وانتهاء بسورية وتهديد ايران. وكان لا بد لهذه القوة أن تترجم نفسها كما كل نتائج حروب التاريخ.

طار رون ديرمر وزير الشؤون الإستراتيجية وخازن أسرار نتنياهو إلى واشنطن لصياغة الاتفاق الذي يمكن أن تقبله اسرائيل، وهنا حدث ما يشبه نموذجاً مصغراً لصفقة القرن، أن تقوم اسرائيل بالصياغة وتتكفل واشنطن بالإخراج على هيئة وساطة. فموازين القوى بالنسبة لديرمر لا تسمح لأن تعطي لحماس متسعاً للتنفس، وأن القوة الإسرائيلية لا بد وأن تكون محشوةً في كل بند من بنود المقترح، وتلك طبيعة السياسة.

وفي استخدام إسرائيل للغذاء كسلاح وما خلقته من مجاعة قاسية، وتهديدها بعملية كبيرة تم تجنيد 60 ألف جندي للقيام بها تقوم على إقامة معازل وفلترة سكان غزة، من خلال ممرات يمكن أن تفرز عناصر حركة حماس بما أسمتها بعربات جدعون. كل هذا وأكثر كان يصنع مناخات ضاغطة على حماس، وهي المناخات التي تشير لها اسرائيل باعتبارها تقف خلف مرونة الحركة التي لم تسارع برفض مقترح تم اعتبارُه في لحظة ما «استسلاماً»، لكن لموازين القوة كلمتها في علم الصراعات، وهو ما تترجمه اسرائيل المدججة وما لم تفهمه حركة حماس بعد. فالتاريخ لا يحمي من لا يجيدون قراءته، بل يعاقبهم بزيادة الخسارة، لأن هناك لحظة ما يجب التوقف فيها لوقف النزيف وتدارك ما يمكن تداركه، وإلا لكان الامر أشبه بانتحار لا نتيجة تُرجى منه سوى الرغبة في الموت، هروباً من مواجهة الحقائق.

لن تقف الحرب بسبب ما تبقى من أسرى. فالظروف هي التي تحدد قيمة الأسرى كسلعة سياسية، أحياناً تصاب اسرائيل بالفزع والشلل لمجرد أسير واحد، وأحياناً ألف أسير لا يساوون شيئاً، هذا يتعلق بحجم تصور المجموعة عن نفسها، وفي هذه الحرب بلغ حجم القلق على إسرائيل حداً لم تبلغه منذ إقامتها، لتعتبر أنها تخوض حرباً وجودية. وفي هكذا حروب تهبط كثيراً أسهم الأسرى، ولو أدركت حماس ذلك مبكراً ربما لكانت الخسارات أقل، لكن التعاطي كان فادحاً مع السياسة بمنطق الرياضيات «الحفظ وليس الفهم» وبمعادلات جاهزة سقطت جميعاً في هذه الحرب.

في هذه الحرب سقطت المقولات القديمة عن أن اسرائيل ضعيفة أمام الأسرى، أو أن اسرائيل لا تستطيع خوض حروب طويلة، أو أن اقتصاد اسرائيل لا يحتمل تجنيد الاحتياط من المعامل والمصانع لأشهر أو حتى لأسابيع. فكل حرب تختلف عن غيرها، لأن كل واحدة يحددها شعور الأطراف التي تخوضها بحجم خسارتها وكيف يمكن لها استعادة توازنها النفسي والسياسي. وفي هذه الحرب فقدت اسرائيل واحداً من أبرز مقومات الأمان لديها، وكان واضحاً أنها ستذهب بعيداً في استعادته، وأن الأسرى مجرد عارض على هامش الحدث الكبير وهذا ما حدث.

لم تقدر حركة حماس بعد أن الحرب لن تتوقف إلا بإنهاء حكمها وقوتها في غزة، هذا قرار اسرائيلي أميركي وأوروبي وربما عربي أيضاً، يشعر أن الحركة جزء من الإخوان المسلمين بخطابها الذي يعادي النظم ولم يبخل بتوزيع اتهامات الخيانة والتشهير بالنظم العربية بهدف اسقاطها والحلول مكانها، بالإضافة الى أن ما قامت به الحركة أدخل الجميع في أزمة، ومن تدخل بها متضامناً دفع ثمناً كبيراً مثل حزب الله واليمن وحتى ايران البعيدة.

تحاول الحركة تعديل المقترح المنحاز، لكن اسرائيل التي تشعر بفائض القوة وتدرك جيداً وضع حماس ستكون في وضع مريح، إما ان ترفض محملةً حماس المسؤولية، وإما أن تقبل باقتراح جزئي بالنهاية يعيد الأسرى ولا يوقف الحرب على كل الجهات. هي تكرار لحدث سابق لا يضع حداً للمجاعة والموت فإلى متى؟ هذا سؤال المليوني مواطن في غزة، يلقونه في وجه حماس التي لم تقرأ معادلات الصراع وتاريخ المعارك، وكما قال أحد قادتها السابقين: من لا يقرأ التاريخ لا يصلح للسياسة.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق