- طائرات الاحتلال الحربية تشن غارة على غرب خان يونس.
قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن يوم العمال العالمي يتجاوز الطابع الرمزي، ليغدو شهادة حية على اتساع رقعة التضامن العمالي العالمي مع شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية منظمة وتطهير عرقي متواصل على يد دولة الاحتلال الإسرائيلي. وأكد أن موجات الدعم الصادرة من الحركات العمالية في مختلف دول العالم تُعبّر عن وعي متنامٍ بأن معركة شعبنا من أجل الكرامة والحرية هي امتداد عضوي لنضال الإنسان العامل في كل زمان ومكان.
وأضاف دلياني أن "عمالنا هم في قلب عدوان اقتصادي احتلالي مُنظم يسعى لتدمير البنية المجتمعية وتقويض مقومات الصمود الكريم." وأوضح أن "أكثر من 150 ألف عامل وعاملة فلسطينين من الضفة الغربية فقدوا تصاريح عملهم داخل دولة الاحتلال منذ ان أطلقت دولة الاحتلال حربها الابادية على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أدى إلى انهيار مصادر الدخل الوحيدة لعشرات الآلاف من العائلات التي أصبحت تعيش على حافة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي." وأشار إلى أن مدنًا كبيت لحم، التي كانت تعتمد على قطاعي العمل والسياحة، أصبحت اليوم تعاني شللًا اقتصاديًا تامًا: الفنادق مغلقة، الأسواق مهجورة، والأيدي العاملة معلقة بين القدرة على العطاء والحرمان من الفُرَص.
وتابع دلياني: "إن صمت الحكومات لا يعني خنوع الشعوب. فاليوم نشهد صعودًا ملحوظًا في صوت الحركة العمالية الدولية، والتي بدأت تتعامل مع جرائم الاحتلال كقضية أخلاقية تخصها بشكل مباشر." واعتبر أن "إعلان الاتحاد العالمي (IndustriALL)، الذي يمثل 50 مليون عامل في 140 دولة، دعمه العلني للقضية الفلسطينية هو تعبير واضح عن هذا التحول الجذري في الوعي العالمي."
وأشار دلياني إلى أن "ضغط اتحاد LO النرويجي، الذي يمثل أكثر من مليون عامل، أدى إلى انسحاب صندوق الثروة السيادي النرويجي من استثماراته في سندات الاحتلال بقيمة نصف مليار دولار في عام 2024، وهو ما يُعدّ خطوة فارقة في مسار المساءلة الأخلاقية للمؤسسات المالية المتواطئة مع الاحتلال."
وفي سياق متصل، نوّه القيادي الفتحاوي إلى "رفض النقابات العمالية الكبرى في الهند توقيع اتفاقات مع دولة الاحتلال لاستيراد عمالة بديلة لعمالنا، معتبراً أن هذا الرفض يمثل صفعة أخلاقية لسياسات الفصل العنصري." كما أشاد "بالتحركات الجريئة لنقابات عمال الموانئ في بلجيكا، كتالونيا، جنوب أفريقيا، وكاليفورنيا، التي قامت بمنع تفريغ أو تحميل السفن المتجهة إلى دولة الاحتلال والمحملة بالأسلحة والإمدادات لذبح أطفالنا في غزة والضفة."
واستطرد دلياني قائلًا: "عندما تخوض نقابة FNV الهولندية إضرابًا تاريخيًا دام أربعة أيام مطالبة بقطع العلاقات مع الجامعات والمؤسسات المتواطئة مع الاحتلال، فإنها لا تمارس احتجاجًا رمزيًا، بل تؤسس لفعل تحرري بنيوي يعيد تعريف دور النقابة في مواجهة الأنظمة القمعية."
ووجه دلياني نداءً واضحًا إلى النقابات العمالية العالمية بقوله: "المرحلة تتطلب تصعيد الفعل النقابي، من خلال توسيع حملات BlockTheBoat#، ومقاطعة محطات شيفرون كما دعت IAATW، وفرض سياسات استثمار ومشتريات أخلاقية تعكس الالتزام بعدم التواطؤ مع أنظمة الإبادة والاستعمار وعلى رأسها دولة الاحتلال والأنظمة المتواطئة معها." وأضاف: "آن الأوان لأن تتحول أماكن العمل إلى جبهات نضال من اجل الحرية، وأن تُعلن النقابات مناطق "خالية من الأبارتهايد"، وأن تُمارِس الحركات العمالية الضغط على الحكومات للوقوف ضد جرائم الحرب الاسرائيلية."