القدس المحتلة - أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أن استمرار سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على ممر فيلادلفي يشكّل انتهاكًا فاضحًا لاتفاقيات وقف إطلاق النار، ويعكس استراتيجية إسرائيلية متجذرة تهدف إلى فرض واقع أحادي يخدم أجندة الهيمنة العسكرية والتوسع الاستعماري على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية.
وأوضح دلياني أن "الاحتلال يحاول تسويق هذا الإجراء العدواني والإخلال الجلي لاتفاق وقف إطلاق النار بأكذوبة انه "ضرورة أمنية" بدون حتى شرح ذلك او تبريره، في حين أنه في جوهره ليس سوى امتداد لسياسة تعيد هندسة المشهد السياسي والجغرافي لصالح المشروع الاستعماري الإسرائيلي. دولة الاحتلال تعيد رسم الجغرافيا لتكريس سيطرتها الميدانية وتثبيت واقع استراتيجي جديد يفرغ أي اتفاق سياسي من مضمونه، ويُجهض أي فرصة لتحقيق سيادة فلسطينية حقيقية."
وأضاف دلياني أن "الإبقاء على منطقة عازلة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع جمهورية مصر العربية يخدم سادية الاحتلال كونها خطوة أخرى في مشروع تدمير ما تبقى من مقومات الحياة الاقتصادية والإنسانية في القطاع. هذه سياسة تسعى إلى خنق غزة اقتصاديًا وإنسانيًا بشكل اكثر وحشية، وتعزيز عزلتها تحت الإدارة العسكرية الإسرائيلية، مما يعكس عمق العقلية الاستعمارية الإسرائيلية التي لا ترى فينا سوى شعب يجب محوه سياسيًا وجغرافيًا."
وفيما يتعلق بتصريحات المسؤولين الإسرائيليين، أكد القيادي الفتحاوي أن "ما يصدر عن وزراء وأعضاء الكنيست في الائتلاف الحاكم، مقترنًا بالتحركات العسكرية على الأرض، يكشف بوضوح أن الاحتلال لا يستعد لتنفيذ بنود وقف إطلاق النار، بل يهيئ الظروف لمرحلة جديدة من حرب الإبادة ضد غزة. إن الخطاب الإسرائيلي الذي يروج لاستمرار العمليات العسكرية وفرض مناطق عازلة لا يمكن فهمه إلا في إطار استراتيجية إطالة أمد حرب الابادة، وإعادة إنتاج نكبات وكوارث إنسانية جديدة عبر القتل والتهجير الجماعي والتدمير."
وختم دلياني بالتأكيد على أن "شعبنا الفلسطيني، رغم كل محاولات الإبادة والتطهير العرقي والفصل العنصري، سيظل حصنًا منيعًا في وجه كل محاولات فرض السيطرة والهيمنة والسيادة الإسرائيلية في ارضنا المُحتلة. فلا سياسات الأرض المحروقة، ولا قصف عشوائي، ولا اغتيالات ميدانية ومذابح، ولا التهجير القسري، ولا إعادة رسم الخرائط السياسية والعسكرية ستجعل شعبنا يتنازل عن حقوقنا الوطنية والسياسية، فإرادة شعبنا أقوى من أن تُكسر، وقضيتنا أكبر من أن تُختزل بمخططات الاحتلال العاجزة عن كسر عزيمتنا وإصرارنا على الحرية وتقرير المصير."