القدس المحتلة - أكد ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، انه امتدادًا لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني، شكّل الجهاز التعليمي الفلسطيني في غزة هدفاً مباشراً لحملة تدمير اسرائيلية في اطار حربها الابادية، تسعى من خلالها إلى اجتثاث الفكر الفلسطيني، وتدمير التعليم، وبالتالي طمس أسس النهضة الوطنية. لم يكتفِ الاحتلال بإبادة آلاف المدنيين وتدمير البنية التحتية، بل عمد إلى محو المؤسسات التعليمية، في ما وصفه خبراء وأكاديميون عالميون بـ "إبادة التعليم" أو "Scholasticide"، التي تهدف إلى القضاء على ركائز المعرفة والبحث العلمي الفلسطيني.
وقال القيادي الفتحاوي أن ما يجري في غزة هو عملية استئصال منظمة تستهدف العقل الفلسطيني في اطار تدمير كل ما هو فلسطيني. وأضاف أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تدرك أن المجتمع القادر على إنتاج المعرفة قادر على كسر قيوده، ولهذا فإن حربها ليست فقط ضد الأرض، بل ضد الفكر والوعي.
ولفت دلياني إلى أن الأرقام تعكس حجم الجريمة الاسرائيلية بحق التعليم في غزة: 80% من مدارس غزة دُمرت أو تعرضت لأضرار جسيمة، وجميع الجامعات الـ12 مُسحت من الوجود، بينما وثّقت الأمم المتحدة استشهاد 5,479 طالباً وطالبة و356 معلماً ومعلمة، في واحدة من أبشع الجرائم ضد التعليم في العصر الحديث. مضيفاً: "هذه ليست مصادفة، بل سياسة صهيونية ممنهجة امتدت لعقود، بدءاً من إغلاق الجامعات الفلسطينية بالقوة خلال الانتفاضة الأولى، وصولاً إلى القصف المتكرر للمنشآت الأكاديمية بغزة في 2009 و2014، والتي بلغت ذروتها في حرب الإبادة المستمرة منذ أكتوبر 2023."
دلياني أوضح أن الاحتلال لم يكتفِ بالقصف والتدمير، بل استخدم أدوات أكثر تعقيداً لحصار التعليم الفلسطيني، من الضغط السياسي لوقف تمويل المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية بشكل عام، إلى فرض قيود مشددة على حرية التنقل للطلبة والأساتذة، ومحاولات تجريم المؤسسات التعليمية الفلسطينية أمام العالم من خلال حملات تشويه مُنظمة.
واشار المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح إلى التأييد الدولي لحقنا في التعليم يتزايد، حيث صوتت جمعية المؤرخين الأمريكيين بأغلبية 428 صوتاً مقابل 88 لصالح قرار يعترف رسمياً بأن ما تقوم به دولة الاحتلال الإسرائيل بحق المؤسسات التعليمية هو "إبادة تعليمية"، في مؤشر على تحول دولي متصاعد ضد هذه الجريمة.
دلياني شدد على أن المعركة مع الاحتلال ليست فقط على الأرض، بل أيضاً على الوعي الوطني الفلسطيني نفسه، وقال: "تدمير الجامعات والمدارس والمكتبات والمتاحف هو امتداد لمنظومة استعمارية اسرائيلية تهدف إلى تجفيف منابع الفكر الفلسطيني وإخماد جذوة الصمود والنضال، لكن الاحتلال يجهل أن المعرفة لا تُقصف، والفكر لا يُمحى، وأن الأجيال القادمة ستحمل راية العلم والكفاح معاً."