اليوم الاحد 26 يناير 2025م
مراسلو قناة الكوفية يقدمون تغطية حية بشأن التطورات في المشهد الفلسطيني والأحداث الجاريةالكوفية بالفيديو || إسرائيل تخرق اتفاق وقف إطلاق النار والنازحون لم يعودوا لغزة والشمالالكوفية سموتريتش: يؤيد ترحيل سكان غزة للدول مجاورةالكوفية شهيد برصاص الاحتلال وسط رفحالكوفية سلطة النقد تكشف حجم الأموال التي نُهبت من بنوك غزة خلال الحربالكوفية دائرة اللاجئين في "الديمقراطية" تدعو المؤسسات إلى عدم التعاطي مع دولة الإحتلال في نقل خدمات الأونرواالكوفية طقس فلسطين اليوم الأحد 26 ينايرالكوفية مسيرة حاشدة في مدينة "بريمن" الألمانية تضامنا مع غزةالكوفية سويسرا تعتقل الناشط الفلسطيني علي أبو نعمةالكوفية متظاهرون في إيطاليا يعبرون عن تضامنهم مع فلسطينالكوفية قوات الاحتلال تداهم منزلي الأسيرين المحررين فواغرة وبراقعة في بيت لحمالكوفية الإعلامي الحكومي: الاحتلال لم يفِ بالتزاماتهالكوفية سلطة النقد تكشف حجم الأموال التي نُهبت من بنوك غزة خلال الحربالكوفية الصحة العالمية: كثفنا استجابتنا الصحية بغزة بعد وقف النارالكوفية ترامب يدعو مصر والأردن لاستقبال مزيد من الفلسطينيينالكوفية "التربية": الرابطة الطبية الفلسطينية الأميركية تستجيب لمبادرة "أمل غزة" لدعم التعليمالكوفية بالفيديو والصور || وصول الأسرى المحررين المبعدين إلى مصرالكوفية الاحتلال يواصل عدوانه على جنين ومخيمها لليوم السادس على التواليالكوفية بالفيديو || شهيدان وعشرات الإصابات برصاص الاحتلال جنوب لبنانالكوفية مراسل الكوفية: إصابة مواطن برصاص الاحتلال في مدينة البيرةالكوفية

السابع من أكتوبر: القشة التي قصمت ظهر البعير

14:14 - 11 ديسمبر - 2024
أشرف العجرمي
الكوفية:

لم يكن حتى أكثر الإسرائيليين عنصرية وتشدداً يمني النفس بأن تشهد إسرائيل خلال فترة أربعة عشر شهراً انتصارات غير مسبوقة من حيث حجم التأثير على خارطة المنطقة الجيوسياسية. صحيح أن إسرائيل كانت تسعى لضرب خصومها وإضعافهم بحروب صغيرة مباشرة وغير مباشرة، ولكن لم يكن أحد يتصور يوماً أن تخدم الظروف إسرائيل بالقضاء على معظم خصومها في فترة وجيزة. والعامل المؤثر والحاسم في هذا التغيير الكبير الذي حصل هو هجوم السابع من أكتوبر من العام الماضي، الذي قامت به حركة «حماس» على غلاف غزة. فهذا الهجوم الذي يعتبر الأعنف، الذي تتعرض له إسرائيل منذ نشأتها، سبّب صدمة كبيرة لها دفعها لشن حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مستغلة تعاطف العالم وتأييد الغرب للانتقام الإسرائيلي بسبب ما حصل للمدنيين على وجه الخصوص، خاصة عمليات القتل والأسر التي طالت أطفالاً ونساءً وشيوخاً بالإضافة طبعاً للعسكريين وعناصر الأمن.
حجم هجوم السابع من أكتوبر، الذي فاق حتى توقعات من خططوا له ونفذوه، قابله رد فعل إسرائيلي لم يكن في حسبان قادة «حماس» في غزة، خاصة يحيى السنوار. وأضحت العملية برمّتها انتحارية بكل مفهوم الكلمة. خسرت فيها «حماس» والفصائل الفلسطينية معظم قوتها، وجرى تدمير قطاع غزة بالكامل، وتعرض المواطنون لعملية تطهير عرقي وإبادة جماعية لم يسبق لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وحتى أنها فاقت في فظاعتها ما حصل للمدن الألمانية التي دمرها الحلفاء في نهاية الحرب. وشكل فرصة لإسرائيل للتخلص من الدور والثقل الكبير لغزة في العملية الكفاحية، لتتحول إلى منطقة منكوبة وعبء كبير يصعب تصور كيف يمكن حل تعقيداته.
والفرصة الأخرى التي أتت لإسرائيل على طبق من فضة هي دخول «حزب الله» على خط المواجهة كجبهة إسناد لغزة، وربطه وقف النار في لبنان بإنهاء الحرب في غزة. وهنا لاعبت إسرائيل «حزب الله» على عنصر الوقت، وتحملت حرب الاستنزاف التي فرضها عليها لمشاغلتها لتخفيف الضغط عن غزة ومساعدتها على الصمود. ولكن الحزب لم ينجح في وقف الحرب في غزة، ولا في مساعدة غزة في التصدي للعدوان. وانتظرت إسرائيل حتى استنفدت الحرب على غزة أهدافها، فسحبت جل قواتها وقامت بتوجيه ضربات قاصمة لقيادة الحزب وقواته العسكرية ومرافقه، ولجنوب لبنان الذي تهجر سكانه شمالاً. واضطر «حزب الله» إلى الموافقة على وقف إطلاق النار وفصل ساحة لبنان عن ساحة غزة، وتطبيق قرار 1701 الذي يحظر على قوات الحزب التواجد جنوب نهر الليطاني. وهنا حققت إسرائيل هدفاً طالما سعت إليه ولم تمكنها الظروف في السابق من بلوغه.
وعلى الرغم من تعرض الحكومة الإسرائيلية لانتقادات شديدة على الفشل في السابع من أكتوبر، إلا أن ضرب «حماس» و»حزب الله» بشدة وإضعافهما أعادا لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قسماً كبيراً من شعبيته التي فقدها في الأشهر الأولى لحرب غزة. وجاءت رياح الأوضاع في غزة ولبنان بما تشتهي سفينة نتنياهو، فأطالت عمر حكومته وعززتها، وصرفت الأنظار عن مشاكله ومحاكمته وانقلابه على الدولة العميقة. والمواطنون الإسرائيليون الذين لا يزالون تحت وقع الصدمة يذكرون له إنجازات الجيش في غزة ولبنان. وبطبيعة الحال يجهلون أو يتغاضون عن الجرائم الكبرى التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، وكذلك في الضفة الغربية التي تتعرض لعملية ضم واستيطان وتهويد، وأيضاً ساعدت الحرب في غزة على صرف الأنظار عما يجري في الضفة.
ولا شك أن الحرب في غزة وإضعاف أذرع إيران في المنطقة ساهما في توفير الأرضية المناسبة لهجوم قوات المعارضة السورية على البلاد، والسيطرة عليها، بعد انهيار النظام الذي لم يستطع حلفاؤه مساعدته. وكانت قوات «حزب الله» غائبة تماماً عن الأحداث بعد ما تعرضت له. وبطبيعة الحال، لم تستطع إيران فعل شيء، وسلمت بانهيار النظام الذي فشل في الصمود ولو لبضعة أيام. وكذلك فعلت روسيا المنغمسة تماماً في حربها على أوكرانيا. ربما يكون هجوم فصائل المعارضة السورية مخططاً له منذ فترة، وتم التحضير له جيداً، ولكن لم يكن هناك توقيت مؤات أفضل من هذه الفترة للقضاء على النظام السوري لتكتمل حلقات لإضعاف وتفتيت محور إيران المسمى «محور المقاومة». وربما يأتي دور إيران في الفترة القادمة لتدمير كافة مقدراتها كما يجري الآن في سورية، حيث تعمد إسرائيل إلى القضاء التام على كل البنية العسكرية للجيش السوري الذي تلاشى. بل وقامت باحتلال جبل الشيخ بالكامل وخلق منطقة عازلة كبيرة داخل الأراضي السورية. وباتوا يتحدثون في إسرائيل على سيطرة أبدية على الجولان واعتبارها جزءاً من إسرائيل. والآن مستقبل سورية كله محفوف بالمخاطر.
هذه كلها من تداعيات السابع من أكتوبر الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فبدلاً من توحيد جبهات المقاومة فيما أطلق عليه «وحدة الساحات»، تلقت أطراف المحور ضربات قاصمة وبعضها قاتلة. ولكن هل يقر أطراف المحور، خاصة على الجبهة الفلسطينية، بحجم الضرر الهائل الذي لحق بقضيتنا وبالمنطقة بسبب هذه المغامرة الانتحارية، وتعمد إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه بتسليم غزة للسلطة الفلسطينية وتوحيد شقَّي الوطن، وتوفير الأمن والأمان ومقومات الحياة للناس، وكذلك عدم القيام بمغامرات غير محسوبة في الضفة الغربية حتى لا توفر لإسرائيل فرصة لتطبيق خططها الإجرامية هناك، واعتماد أشكال مقاومة تتناسب مع قدراتنا ومع التوجهات التي تخدم قضيتنا؟

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق